الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنسف العربي والمنسف السياسي – أدب ساخر -

تحسين يحيى أبو عاصي

2015 / 12 / 10
كتابات ساخرة


المنسف العربي والمنسف السياسي – أدب ساخر -
أرجو القراءة على عجل نظرا لضيق الوقت :
المنسف اليوم هو معلم من معالم التراث ، نفتخر به أمام الأجانب كما نفتخر بتيس ثمنة اثنى عشر مليون دولار لنثبت للعالم كرامتنا العربية الأصيلة بأصالة الحصان العربي والحمار العربي ، واللهِ وأنعِم وأكرِم من كل الحيوانات الأصيلة ، لأن العِرق دسّاس والدم بيجيب الدم سبحان الله ، لا عليك أخي فنحن اليوم في زمن حط راسك بين الروس وقل يا قَطاع الروس ( كما يقول المثل ) .يشتهر كثير من العرب اليوم بحب التهام المنسف بحيث لا يبقي عليه ولا يذر ، فترى الوعاء بعد تناول الطعام قاعاً صفصفاً خاوياً ، وشهية الالتهام عند العربي شهية مشهورة دخلت موسوعة جينيتس ، فترى الأكلة المجتمعين حول المنسف يغتالون المنسف اغتيالا سياسيا لا نظير له ، بل هو أشد وأشرس من اغتيالهم للقضية الفلسطينية على مدار الستين سنة الماضية ، وبعد الانتهاء من الطعام يتجشأ صاروخا علويا أو سفليا ( يعني أرضا أو جوا ) لهو أشد من صواريخ طائرات العدو المنهمرة على الجياع الفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين و السوريين ..كنت أتمنى أن لو حملقوا وتحملقوا حول القضية الفلسطينية كما يحملقون ويتحلقون حول مناسفهم ، وبالروح بالدم نفديك يا قائد وعاش القائد ( عاش – عاش – عاش ) ولنرفع عند المناسف كل شعارات الحرية والديمقراطية والعالم الحر وحقوق الإنسان ولنردد دائما كلمات : معالي وسيادة وجلالة ، وسمو وباشا وحضرة ، وفضيلة ومولانا وسيدنا ، وقائدنا وزعيمنا وحاضر يا فندم .... وما إلى ذلك .هؤلاء العرب تتوحد إرادتهم كما تتوحد شهيتهم عند المناسف لكن إرادتهم تلك لا تتوحد على فك الحصار عن أكثر من مليون ونصف فلسطيني يقذفون بالفسفور، ويخطط هؤلاء النكرة كيف وماذا يأكلون أكثر من تخطيطهم لقضايا الأمة المصيرية ، لكل شيء في العالم منظمة تدافع عنه ، من منظمة محبي البيبسي كولا إلى يوم الحب العالمي ، ومرورا بمنظمات الرفق بالحمار والكلب والبغل والتيس ، إلا النظام العربي الرسمي والمنتفعين من ورائه ، فلا منظمة لهم تعلمهم معاني الكرامة أو لتدافع عن فحولتهم ، باستثناء حبات العطف الأمريكية من الفياغرا وكبسولات الفنادق .... ونعم للحرية والعولمة .أنا مستبشر خيراً وأدعو إلى البشر والسعادة ؛ لما ستسمعونه في الغد القريب عن إنشاء جمعية المنسف العربي في تل أبيب ، وعلى المنسف السياسي الإسرائيلي يقولون عنهم باللغة العبرية : ( أنشيم توفيم ) أي أشخاص مخلصين ، فعاشت الأمتين العربية والإسلامية ، وقريبا ستصبح إسرائيل عضوا في جامعة الدول العربية فيحيى العدل يحيى العدل ، وخلينا نعترض ونتكلم ونَبرُم ونكتب ونخطب ونهاجم مليون سنة ، واشتدي يا أرض وما بجيبها إلا نسائها . عظَّم الله أجركم في موتاكم ، ولا أراكم الله مكروها بعزيز ... أحبكم فلا تظلموني
الإنسانية تجمعنا ولا تفرقنا ودمتم بخير وسعادة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب


.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري




.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس