الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغريدة مزعجة: ما يجب أن يسمعه الذين لم يضربوا...

محمد المراكشي

2015 / 12 / 10
الحركة العمالية والنقابية


تأنيت كثيرا كي لا تنفلت من لساني كلمات خادشة ، فهي المرة الأولى التي أتفهم فيها أسباب التعنيف الذي أشاهده في اضرابات سائقي الشاحنات و الفلاحين في اضراباتهم التي تنقلها تلفزاتنا عن الآخرين...
تأنيت كثيرا لكي لا اعبر عن رأيي صراحة ، مرات كثيرة ، احتراما لهذا أو ذاك لأني و إلى عهد قريب كنت أعتقد أن الاضراب أو عدمه وجهة نظر.. لكنني سأتحدث الآن لأني توصلت الى أن الذي أراه هو انتهازية صارخة.. و الانتهازية ليست و لن تكون وجهة نظر!.. هي مثل الخيانة إن لم تكن أخطر..

صراحة لا أعرف الوجه القاصح الذي لكل هؤلاء الذين استفاقوا قبل الصباح على غير عاداتهم ، و أصبحوا مصطفين أمام أعمالهم كما لم يفعلوا من قبل..و مبكرين كما لم يبكروا من قبل .. و خائفين كما لم يكونوا من قبل.. وتائهين وراء تفسيراتهم و تبريراتهم الواهية لبعضهم البعض و هم يحاولون امتصاص "الشوهة" التي هم عليها بتكسيرهم لاضراب تاريخي!!

الذين ذهبوا لأعمالهم اليوم ، كلهم ، لاعلاقة لهم بالعمل النقابي أو النقابات ، بل إن كثيرا منهم لم ينتم في حياته لنقابة و لا عرف بوجودها أو باختلافها عن الحزب و مول التحميرة ، لذلك فلا عذر لهم ان يشتكوا من النقابات التي "باعت الماتش".. دون أن يعلموا أن اهم ماتش هو هذا الذي يمس تقاعدهم وتقاعد زملائهم ، وهم الآن يعلمون و في دواخل أنفسهم أنهم هم البائعون و لا أحد غيرهم!!

على الذين ذهبوا أن يفرحوا منذ الغد بأي قرار للحكومة ، و أن يكفوا عن الشكوى .. و عليهم أن يفرحوا كثيرا بالاقتطاعات الحقيقية الدائمة التي ستتجاوز 600 و 800 درهم ... و عليهم أن يتذكروا جيدا هذا اليوم حين يضطرون للذهاب الى مدارسهم بالحفاظات ، لتحفظ ماء (....) المهترئة ، يوم يصبح التقاعد هو الطريق الى المقبرة!

الذين ذهبوا و ظهروا أشتاتا ، يتهربون من أعين تلامذتهم التي تطرح ألف سؤال بريء عن سبب مجيئهم ، و يتهربون من أسئلة الناس أمام شبابيكهم و مكاتبهم ، هم أكبر بلاء على مهنهم التي يشتكون باستمرار منها.. فهم يجسدون الانتهازية في ابشع صورها و أكثرها إيذاء و إيلاما لاخوانهم الذين يناضلون و يكافحون من أجل الوصول الى هدف اسمى يتجاوز أنوفهم الصغيرة و احلامهم الصغيرة و ذواتهم التي لا تكبر ابعد من مصالحهم الضيقة الخائفة من مجرد اقتطاع!!

لا بد أن تسمعوا ذلك ، و ربما أكثر إلا أن تربيتنا تمنعنا ، لكن التاريخ الذي لن يتوقف عند أنانياتكم سيواصل الطريق برجاله الأحرار و نسائه الحرائر إلى أن يتحقق النصر الذي لا محالة ستشاركونهم في نتائجه.. فذاك طبع الانتهازي (ة) عبر التاريخ...
و لأن التاريخ و تجاربه علمتنا أن الانتهازية لا يمكن أن تنتهي ، فإننا لن ننتظر رأيكم أو مشاركتكم ، فالقافلة تسير و في كثير من حقائق الامم المدونة ظهر أن نحلتين أحسن للانسانية من جيش ذباب!!!

معذرة على الازعاج ياصديقي..
أما انت أيها الانتهازي (ة) ، فالمحيط الأطلسي صالح للشرب!

محمد المراكشي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار اعتصام طلاب جامعة جورج واشنطن في مخيم داعم لغزة


.. المغرب.. معدلات البطالة تصل لمستويات قياسية




.. أخبار الصباح | لندن: ضربة مزدوجة من العمال للمحافظين.. وترمب


.. رغم تهديدات إدارتها.. طلاب جامعة مانشستر البريطانية يواصلون




.. بعد التوصل لاتفاقيات مع جامعاتهم.. طلبة أميركيون ينهون اعتصا