الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعية رحمة نموذج متطور للجمعيات الخيرية

فؤاد ابو لبدة

2015 / 12 / 11
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


ما استوقفني للكتابة في هذا الموضوع ليس اسم الجمعية او طبيعة عملها او الاطار الذي تعمل به الجمعية او الاشخاص القائمين عليها بقدر ما دفعني النموذج الذي تقدمه نلك الجمعية علي كافة الاصعدة الادارية والاجتماعية والانسانية لدرجة وصلت الي درجة كبيرة من التمني ان تحذو جمعياتنا في الوطن العربي علي نغس الحذو لتصل الي حالة من التميز والعطاء والاستمرارية والتواصل , فتلك الجمعية التي لم يتجاوز العمر الزمني لتأسيسها العشر سنوات اصبحت تمتد لتقدم جدماتها الانسانية والاجتماعية والطبية في اكثر من اربعين دولة لتشمل كافة الدول العربية والجاليات العربية والاسلامية في اوربا , ولعل السؤال الابرز هنا وهو ما اثار اهتماهي وبعض الاصدقاء الذين شاطروني الرأي ما هو سبب النجاح الباهر لتلك الجمعية وتحديدا في اوربا ؟ ولماذا لم ترتقي جمعياتنا الخيرية في الوطن العربي لهذا المستوي ؟؟؟وهل هناك دعم مادي او مصادر تمويل لعبت دور في هذا النجاح ؟؟؟ وهل هناك اشخاص اعتبارية تقف ورائها ؟؟؟.
دفعني البحث للاجابة غلي تلك الاسئلة اولا معرفة تأسيس ومسيرة نلك الجمعية عبر استخدام محرك البحث جوجل فلم اجد الاجابة الشافية لذلك وتمكن صعوبة البحث كون البيانات التي تتعلق بالجمعية تم ندوينها باللغتين التركية والالمانية ,وكان لا بد من زيارة ميدانية لمقر الجمعية بالحي ال20 في العاصمة النمساوية فيينا , وبمجرد الوصول برفقة احد الاصدقاء بدأت ملامح الاجابة علي السؤال الاول تدور في ذهني من خلال طبيعة اختيار المكان , وقد احسنت الجمعية صنعا باختيار المكان _ ولا سيما _ انه يتواجد في اكثر الاحياء التي تعج بالجاليات العربية والتركية وعلي بعد بضعة امتار من سوق شعبي جل رواده من تلك الجاليات اي ان الادراة اختارت ان تكون بين البسطاء الذين ستعمل علي تقديم الخدمات لهم رغم ان فيينا هناك من يطلق عليها اسم مدينة الجمال وبها من الاحياء الراقية ما هو محط انظار السياح العرب والاجانب فهي لم تعمد الا ان تكون وسط من يقصدها بالخدمة .
وعند الدخول للمقر علي غير موعد مسبق جضرت الي الاجابة غلي السؤال الاول قبل ان اسمعها من احد القائمين علي عمل الجمعية واسمه ابو عمر فكانت الاجابة حاضرة من خلال البشاشة و البساطة التي يتمتع بها ذلك الشخصن جالسا علي مكتبه المتواضع ويتناول وجبة الافطار المكونة من الخبز والفلافل , وادركت ان التواضع واختبار الرجل المناسب في المكان المناسب اول اسباب النجاح وبعيدا عن شخصنة الموضوع والبحث في طبيعة العمل الجماعي لادارة الجمعية فهي تقدم خدمات لاكثر من ستة الاف شخص من الجالية الفلسطينية وحدها في النمسا ناهيك عن الجالية السورية والتي فاق تعدادها المائة الف مهاجر موزعين علي دول اوربا ولالمانيا النصيب الاكبر منهم .
ونستطيع رصد ما قدمته الجمعية ذات الاغلبية التركية لمجلس ادارتها خلال الثلاث شهور الاخيرة بالتالي :_
1_ اقامة اكثر من وقفة تضامنية مع المسجد الاقصي في اكثر من دولة اوربية وذلك بالتنسيق مع شباب فلسطين في كل دولة .
2_احياء حفل عيد الاضحي للجالية الفلسطينية في النمسا اضافة الي مشروع توزيع الاضاحي بالتنسيق مع شباب فلسطين في النمسا .
3_اقامت بالتنسيق مع شباب فلسطين في النمسا ندوة بعنوان القدس في خطر كان ضيفي الشرف فيها كل من جمال ريان الاعلامي بقناة الجزيرة وطارق حمود .
4_اقامت بالتعاون مع لجنة الدفاع عن القدس باحياء ملتقي ثقافي بعنوان القدس في العيون وكان ضيوف الملتفي عبد الله الاشعل مساعد وزير الخارجية المصرية الاسبق والاعلامية في قتاة الجزيرة غادة عويس .
5_تقديم مساعدات مالية تصل من الف الي الف وخمسمائة يورو لمئات الاجئين في عدة دول اوروبية علي صيغة ديون يتم تسديدها بالقسط دون فوائد .
6_توفير حافلة نقل تقل الطلاب الصغار من احدي مخيمات اللاجئين الفلسطينين في لبنان الي مدارسهم بعد ان احالت تجمع مياه الامطار من وصولهم بشكل اعتيادي .
والقائمة تطول اذا تحدثنا عن كفالة ايتام هنا وهناك او مساعدات عينية ميدانية ناهيك عن المساعدات الطبية او المساعدات الانسانية والاجتماعية التي سبقت الثلاث شهور الاخيرة وما تم ذكره هنا علي سبيل الحصر كون الجمعية تعمل بصمت اكثر مما تعنل بالعلن , بالعودة علي الاجابة علي التساؤلات التي تم ذكرها سابقا عن سبب النجاح نخلص الي النتائج التالية :_
اولا- ان طبيعة عمل الجمعية اتخذ المعيار الانساني دون تمييز في اللون او العرق او الدين ولم تعرف علي الاطلاق الفئوية او الطائفية .
ثانيا- تحييد الانتماء السياسي نهائي وتغليب الجانب الديني فيما يتعلق سواء بالعمل او بالخدمات .
ثالثا -اعتماد مبدأ الشفافية التامة سواء في جمع التبرعات او صرفها لمستحقيها .
رابعا -المعيار الاساسي لطبيعة العاملين في الجمعية هو معيار الكفاءة والمصداقية التامة بعيدا عن الرشوة والمحسوبية .
خامسا -اطلاق العنان للمبادرات الفردية والجماعية دون المساس بالثوابت العامة لبرنامج العمل , وكذلك اضفاء روح التعاون والعمل الجماعي .
في الوقت الذي نتمني لهذه الجمعية دوام التقدم والازدهار في خدمة الانسانية نتمني للجمعيات والمؤسسات العربية ان تحذو غلي نفس الحذو وان ترتقي بنفسها وبطبيعة عملها واعضائها الي نفس المستوي كي تضمن لنفسها طابع الاستمرارية والتواصل والتفدم , فقضية تقييم الحمعيات لن يكون بالعمر الزمني بل بمدي التواصل مع الجماهير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج