الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا تتخلى عن خطط الهيمنة على العالم

رشاد البيجرماني

2015 / 12 / 12
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


فقدت الولايات المتحدة الأمريكية حماستها في رسم الخرائط ووضع الخطط لتقسيم وتقرير مصير شعوب الشرق الأوسط وربما شعوب العالم، هذا بكل بساطة يظهر من تعاملها مع الوضع الراهن وهي وجدت أخيرا بأن لا مصلحة لها في كل ما يحدث وبدأت تهتم أكثر بمسألة الأمن القومي وبعد الانتهاء من خطر الإرهاب ستكف تماما عن التدخل بشؤون المنطقة وستسعى لعقد علاقات طيبة مع كافة الأطراف في المنطقة بشكل متوازن ولن تتدخل في أي صراع إن لم ترى خطرا على أمن مواطنيها، فالسياسة بدأت تخلع ثوبها في ظل الشفافية المفرطة وتفهم المواطن الأمريكي لها.
في الحقيقة الولايات المتحدة في السابق كانت تعد الخطط، خطة وراء خطة، جل همها كان السيطرة على العالم، لكن حين سيطرت على العالم اكتشفت بأنها كانت تركض وراء أوهام، فليس هناك سيطرة على العالم بالمعنى الحقيقي للكلمة، مع العلم أن هذا ليس تفكير كل الأمريكيين الآن لكن على الأقل هذه الأفكار بدأت تراود من يجلسون في البيت الأبيض حاليا. و حسب رأيي، أمريكا ليست بحاجة الى دولتين منتهيتين مثل سوريا والعراق، فنحن نفقد الأهمية لدى أمريكا ولذلك تقوم برمينا الى كل من ينوي التقاطنا مثل روسيا ودول المنطقة لينهشوا ما تبقى. وهنا الاستراتيجية الأمريكية تنتهي بأنتهاء داعش وزوال خطر الإرهاب، بعدها لا يهمها من يحكم الدولتين، سنة أو شيعة، عرب أو أكراد او تركمان، صارت تهتم بمسائل الأمن أكثر من الاقتصاد والسيطرة والنفوذ السياسي.
لم تجني أمريكا من سياساتها في الشرق شيئا ومن يظن العكس فهو لا يرى الحقائق بالمنظار الواضح، لقد حاولت أن تجر المنطقة في السابق الى صراعات بين الأطراف الإقليمية وإضعافهم والسيطرة عليهم تماما، ربما نجحت في أغلب ما خططت له، لكنها الآن تبدو نادمة وبدأت تفهم بأن كل ما حدث لا يخدمها بأي شكل من الأشكال. بل أن المصلحة الحقيقية للمواطن الأمريكي هو في عالم مستقر خالي من الإرهاب وأفواج النازحين والمجازر المروعة والكوارث النووية ربما. أما مصالحها في النفط فلم تعد ذات أهمية، لأن المواطن الأمريكي لديه ما يكفي ليعيش بسعادة والاقتصاد الأمريكي قوي لا يتزعزع بالنفط الشرقي ولا بالزراعة الشرقية ولا باليد العاملة الشرقية ولا حتى بالابتكارات الشرقية الخارقة.
كذلك سياساتها في دعم اسرائيل فهي تتخلى عنها كما يبدو لصالح تفاهم بين الفلسطينيين واليهود ولم تعد الحامي لإسرائيل بل أصبحت تسعى أن تكون حامية لدولتين تتشاركان في محاربة الإرهاب وتتعايشان بسلام. وسياسة فرق تسد لم تعد على جدول أعمالها، لأنها لم تستفد شيئا منها بحسب الحالة التي وصلت إليها المنطقة. وماذا يمكن أن تجني من عداء جماعات صغيرة منتشرة في العالم، فالسيطرة على الشعوب لم يعد ممكنا كما في السابق، والأصلح أن تعيش كل الشعوب والدول في مجتمع كوني تكون الأفضلية لتنافس ابتكاري وثقافي ورياضي بدلا من سباق التسلح وحروب الاستخبارات. أمريكا اكتشفت هذا كله خلال هذه السنين القليلة، فقد تجسست على حلفائها في الغرب خوفا من تحالفهم ضدها، إلا أن الأمر كان مجرد وهم. حاربت إيران وملفاتها النووية لكنها اكتشفت أيضا بأنها تركض وراء وهم. فإيران بمعاداتها لأمريكا أصبحت كتلة صلبة لديها كل الأسباب لسيطرة مطلقة لرجال الدين على كافة نواحي الحياة، فقررت أمريكا تغير المعادلة السياسية فتفاهمت مع إيران ونجت بنفسها من عداء لا معنى له بالنسبة للمواطن الأمريكي الذي بدوره أصبح اليوم موضع جميع سياسات سلطات بلاده.
حدث هذا كله خلال العقد الحالي، أي قبل خمسة ـ ستة سنوات. لأن المواطن الأمريكي والمواطن البريطاني وكذلك الفرنسي والألماني أصبح في علاقة مباشرة مع كل مواطني العالم أو مع أغلبية الشعوب الأخرى وأصبح من المستحيل ممارسة سياسة في منطقة ما من العالم بدون أن تتأثر بلدانهم بتلك السياسة، بل العكس هو ما يحدث، فما ينتج من الشرور والدمار اليوم في العالم تدفع فاتورته جميع شعوب العالم، وليس هناك شعب حصين وليست هناك جزر تحميها المحيطات الشاسعة كما كان في السابق.
ليس لأمريكا مصلحة بالدخول في معمعة صراعاتنا، فهي ستبقى تتفرج حتى تحس بخطر على أمنها، فتقصف بالطائرات و هذا كل شيء. و الدول الإقليمية التي تتصارع على العراق وسوريا متوهمة هي أيضا بهذا الخصوص، فلن تجني شيئا من هذا الصراع سوى الخسائر الفادحة، فوضع العالم قد تغير ولم تعد السيطرة على اقتصادات الدول الصغيرة ممكنا كالسابق، فحتى لو أنتصر حلفاء إيران فلن تجني إيران شيئا وسرعان ما ستفهم بأنها خسرت أكثر مما ربحت، وكذلك تركيا والسعودية، سيفهمون عاجلا أم أجلا بأنه صراع تافه لن يستفيد منه أحد والضرر سيصيب الجميع. هذا الصراع شبيه بصراع الاحزاب الكوردية فيما بينها اليوم، بالنتيجة لن يسيطر أحد وسيضطرون الى القبول بصفقة أقل بكثير مما يأمله كل طرف. وكذلك يشبه مرحلة صراع العبيد من أجل الحرية في بدايات قرن العشرين، بالنتيجة أكتشف ساسة البيض بأن التميز العنصري المؤسس على معادلة خدمة الأسود للأبيض، يضعفهم وبذلك تركوا حقبة تجارة الرقيق ورائهم. بينما روسيا فهي تبحث عن ما ضاع منها في زمن البلشفية، كما أحلام العرب في العودة الى الأندلس. وسرعان ما ستفهم بأن تدخلها لصالح الأسد ليس إلا فاتحة هزائم جديدة ستتعرض لها موسكو خلال الأعوام المقبلة.
يعتقد أكثر من ثلاثة أرباع أهل الشرق بأن هناك خطة تقودها الولايات المتحدة، هدفها رسم خارطة جديدة للعالم، وأنا أسأل أية خطة، من هو الذي وضع تلك الخطة ولماذا هذه الخطة الجهنمية وما فائدة تلك الخطة؟ وهل هذه الخطة تساوي بقيمتها أن يشعر سكان الولايات المتحدة بالرعب حين يرون إرهابيا يفجر فندقا أو يحتجز رهائن فيه، باعتقادي هي مجرد إشاعات للأنظمة الدكتاتورية لإخافة شعوبها وتمسكهم بالأنظمة العفنة خوفا من الخطط والمؤامرات وعلى رأسهم رأس الآلة الإعلامية لطهران. لقد كذبت تلك الأنظمة كثيرا على شعوبها وأفرطت في الكذب لدرجة صدقت أكاذيبها بنفسها، أمريكا فهمت هذه الأمور قبل الجميع وهي تعرف بأن النجاة من الشرق الأوسط مفيد أكثر من الدخول في صراعاته التي ستنتهي بخسارة الجميع، اكتشفت كذلك أنه لم يعد ممكنا السيطرة على الشعوب بعد هذا التطور التقني بوضع خطط تقود الى الصراعات الدموية، فالحيل لم تعد تنفع سيد العالم هذا بل يعتقد أوباما نفسه وزعماء الحزب الديمقراطي بأنه من غير اللائق بهم اللجوء الى المكائد في السياسة. بينما الخطة تبقى في رؤوس رواد السياسة في الشرق، يطبقونها من عندهم لأنهم حفظوها عن ظهر القلب من كثرة تكرارها على ألسنتهم، ربما أحتاج هنا الى الكثير من الأدلة والإثباتات لكنني على قناعة تامة بأن الأمور في الشرق الأوسط كما العالم بأثره لم تعد تسير حسب الخطط، بل أصبحت عشوائية المسار.
سابقا قدمت الولايات المتحدة الدعم للمعارضة العراقية، حارب مع طرف ضد طرف أخر ولكنها في النتيجة خسرت وسنقول بأنها لا تريد أن تعيد نفس الخسارة، فهي تفهم مصلحتها جيدا، في عام 2009 طلب منهم السيد نوري المالكي الخروج من العراق ولم يكن أمامهم خيار سوى الخروج، أي أن النظام العالمي الجديد يفرض أن تتخلي الدول العظمى عن الاستعمار الاقتصادي وهو بالضبط ما سيحدث في سوريا لو انتصرت المعارضة التي تدعمها أمريكا. وهي الان تدعم المعارضة لكي تحارب المنظمات الإرهابية وليس حبا منها في التخلص من نظام بشار فلا يهمها أن يحكم بشار أو أيا كان.
جميع الأطراف ستفهم ما فهمته أمريكا عاجلا أم آجلا وسيفهمون بأنهم لن يستفيدوا شيئا من سوريا قبل وبعد أن تستقر، خاصة تركيا والسعودية وايران التي تتوهم كل دولة منهم بأنها قد تحصل على شيء من الصراع الحالي، فالجميع سيخسر ولهذا أمريكا لا تريد أن تخسر، الخسارة ليس بمفهوم النصر أو الهزيمة في المعركة، بل بالمعنى الحقيقي للكلمة يعني أن تحصل على فائدة كبيرة بعد الصراع وهذا لن يحدث ولن يستفيد أي من الدول الأقليمية وسيفهمون هذا لكن بعد فترة.
أما مصير الناس في سوريا كمصير غيرهم من الشعوب التي تنشب بينها الحروب الأهلية، سوف يتفقون بالأخير سنة و شيعة، عرب وأكراد. لكن بعد أن يُعقَلوا. سوف يتفقون لكن بعد أن يصل السكين للعظم. وسيفهم السني بأن السعودية لن تنفعه والشيعي سيفهم بأن إيران لن تنفعه وسيفهم الكوردي بأن أمريكا و روسيا لن تنفعهم. سوف يتفقون بعد أن يرى الجميع الظلم والاضطهاد الشديد والقتل والمجازر والأرهاب الشديد، وهذا ما اقوله، يتخرج من الحروب شعوب عاقلة، هذا ما حدث في أوروبا وكذلك اليابان والصين والولايات المتحدة، فنهاية الحروب بتعقل الناس.
لا أظن بأن السنة والشيعة كانوا على خلاف دائم عبر التاريخ وبأنهم لم يتفقوا أبدا، بل اتفقوا مرات عديدة حين قادهم أناس غير طائفيين وضعوا الانتماء الطافي خلف الأنتماء القومي أو الأنتماء للأمة، في العراق كانوا متفقون حتى الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الخوميني، حينها ظهرت الطائفية، كذلك ظهرت في سوريا عندما تدخلت أيران وحزب الله في سوريا وقبلها لم يكن هناك أنتماء طائفي لا للثورة ولا للنظام، وقد أستغل النظام الطائفية للبقاء على قدميه ليس فقط الطائفية بل حتى سخر اسرائيل و حزب العمال وروسيا ولا أظن بأن هذه القوى الثلاثة لها علاقة بالطائفية السنية ـ الشيعية، وتوجهت الثورة السورية أيضا الى الطائفية في حضن السعودية وتركيا، لكن كان هذا خيارا اضطراريا بالنسبة للمعارضة، لأنه الخيار المتوفر الوحيد عندما تُركت بمفردها في مواجهة القوة الشرسة للنظام.
الطائفية ستنتهي بالتأكيد وأصل الطائفية هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فأنا أظن بأن فكرة الدولة الأسلامية (داعش) قد استُلهِمت من فكرة الخميني نفسه وهي الجمهورية الإسلامية، وعلينا أن نتسائل مالفرق بين الجمهورية الإسلامية والدولة الإسلامية؟ إذا قارناها مع بعضها من حيث الهيكلية والدستور؟ أنها كانت الأفكار التي أدت الى ظهور القاعدة أصلا وبعدها داعش وهي قادمة من أفكار الخوميني التي تكبل السياسة والدين معا. الخلافات في التاريخ لم تكن طائفية إلا في بعض الحالات القليلة النادرة، فدائما كان الصراع مع الاستعمار والديانة المسيحية في الشرق ونستطيع تسميتها بالصراع الحضارات، كذلك جميع الأنظمة التي تأسست على يد المسلمين هنا كانت تدار من قبل ملوك سياسيين، أما رجال الدين فكانوا يقبلون الطاعة للملك ولم يحدث إلا نادرا أن تكون السلطات في يد رجل دين.
والطائفية مصيرها الزوال أو الإصلاح لتواكب تقبل الأخر، فالسؤال الأهم هنا ما هو الهدف من الطائفية، هل تستطيع طائفة أن تقضي على طائفة أخرى، وهل استفادت أوروبا من حروبها الطائفية بين الكاثوليك والبروتستانت وغيرهم من الطوائف؟؟ واليوم هل المؤمنون الأوروبيون يسيرون خلف طوائفهم أم إن هناك علاقة روحية تربطهم بالإله مباشرة بدون الحاجة الى طرائق ومذاهب تجعلهم يتصارعون بدموية؟ بالتأكيد الطائفية هو انتماء فتاك اذا أستغل لأهداف سياسية كقيام ثورات وبناء دول.
أما موضوع تخلي الولايات المتحدة عن خططها السياسية الكلاسيكية الخاصة بالسيطرة على العالم، فقد جرت الأمور بما لا تشتهيه السفن، فحينما كانت تلعب دور شرطي العالم تعرضت لانتقادات حادة متواصلة، وكل الدول والأحزاب والقوى التي دعمتها أمريكا حين تقوت لم تتردد بمعاداتها، وهذا سبب أخر لتغير سياسة دعم طرف ضد طرف أخر أو الدخول في صراع لا يحمل علاقة مباشرة بالأمريكيين أنفسهم. فهي قامت بدعم خفي للمسلمين الأفغان في زمن الاتحاد السوفيتي، إلا أنها سرعان ما فهمت بأنها تطلق النار على نفسها، وتغيرت الظروف ووصلت الى درجة دفعت ثمن هذا الدعم الغير مدروس بعشرات الآلاف من الضحايا الأمريكيين أنفسهم، كذلك اضطرت الى خوض حروب لعقدين متتاليين مع هذه الجماعات الخارجة عن السيطرة، وهذا ما حدث في تعاملها مع صدام حسين في الحرب العراقية ـ الإيرانية، بعدها كذلك أجبرت على حشد القوى العالمية الكبرى لضرب وإسقاط صدام حسين، وبالتأكيد حدث نوع من هذا في تعاملها مع تركيا ودعمها لتركيا ضد حزب العمال الكوردستاني دعما ماديا ودوليا وأنجزت تركيا من خلاله عملية القبض على رأس الإرهاب كما كان يوصف السيد عبدالله أوجلان حينها من قبل أنقرة. وفهمت بعد عقد كامل بأن رأس الإرهاب ليس سوى ملاك سلام أحاطته المظالم بهالة الإرهاب، فالولايات المتحدة اليوم غير تلك التي كانت في الماضي، فهي مستعدة للتعاون مع جميع الأطراف، بشرط أن تحترم تلك الأطراف وعودها و مهيأة لتقبل التعددية والتعايش السلمي.
في التاريخ وبعد صراعات دموية طويلة، عرف الناس قيمة السلام، لكن الفهم الحقيقي للسلام العالمي والتعايش المشترك بين المختلفين في اللغة والدين والمذهب والعرق كان موضع خلاف، تسببت بالكوارث التي نراها اليوم. ومن المفروض أن يفهم الناس قيمتها قريبا لأن الضرر منها أصاب الجميع وكل المتفهمين لهذا الوضع هم من يقومون بمداواة الجروح التي خلفتها عدم قبول التعايش السلمي. والولايات المتحدة بصفتها قوى عظمى تسيطر بقوتها العسكرية والاقتصادية على القسم الأكبر من العالم قابلة لأن تفهم هذه الحقائق أكثر من أي جهة اخرى. وهي اليوم تبحث عن سبل لتحقيق الوفاق بين المتصارعين بدل دعم طرف ضد طرف أخر وهذا ما يليق بها لتحصل على دعم واحترام مواطنيها وهي بدأت بتغير معادلة السيطرة والهيمنة الى معادلة أخرى أكثر منفعة لها وللجميع.
إن تخليها عن الخطط الاستعمارية يأتي كضرورة تاريخية ملحة، فهي كانت تعيش في أزمة فكرية بين المخططين للهيمنة والتصرف بالعالم من جهة وبين الذين يبحثون ويسعون للسلام والتعايش العالمي. وهذه الأزمة أدت الى الخروج بأمثال أوباما الذي يبحث عن المخارج من الأزمة العالمية في مواجهة الإرهاب بوسائل وبدائل جديدة قابلة أن تحفظ ماء الوجه للسياسة الأمريكية في العالم. ولكي لا تندم مرة أخرى بعد عقود بدعمها لطرف ما، ربما مازال هذا التصادم الفكري موجودا بقوة، لكن ميزان القوى يميل أكثر للذين يساندون السلام على حساب الهيمنة الكلاسيكية أو هذا ما أتوقعه وأملي أن يكون صحيحا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ