الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حالة احتضار

مصطفى حمدان
كاتب وشاعر

(Mustafa Hamdan)

2015 / 12 / 12
الادب والفن


أنتَ .. مَنْ تكونَ أنتَ
أنتَ أيها الفارِس الأخير في زمن الظلام وزحمة العتمة
تبحث عن حبيبتك المسبية وعن سيفك المفقود في صحراء مجهولة بعيدة
عنيدٌ انتَ .. كنخيل هذه الصحراء العارية
قاسٍ أنتَ كحَرِ هذه الصحراء الفارغة
بسيطٌ أنتَ كنبات هذه الصحراء العشوائية
جئتَ تبحث عن حاضِرك بين الرمال .. خلف السراب
فلَمْ تجِدْ إلا أنتَ .. والفراغ
ومِنْ خلف الأفق يأتي صدى صوتُك ..وصراخك ..فيرُد عليك العدّمْ
أنتَ تقف في بقعة الفراغ الخالية مِن كل شيء
لا أحد هنا يسمعك .. لا أحد هنا يسألك
فانشُد ما رغِبتَ مِن كلمات ..واوصِف الأشياء كما تشاء
اشتُم مَن شئت وقُلْ كُل الجمل الممنوعة والجريئة
لا أحدٌ هنا سيعاقِبُك .. يتعقبك .. يقاضيك ..يتهِمُكَ بجريمة
امشي خلف السراب وفي عمق الرمل
واهذي تعويذاتك ..وشجونك للفراغ الواسع مِن حولِك
وأبح اسرارك للمكان .. وابكي بكل صوتِك
فلن ترى خلف السراب وفي الأفق سوى وجهُك
ولن تسمع سوى صدى صوتُك
فهذه الأرض متشابهة .. دون علامات .. دون علاقات .. دون تضاريس
أنتَ حلمٌ سينتهي عند الصحوة
أنتَ مهرة تعدو في معتقل
فراشة رشيقة على لوح زجاج
اصحى يا رفيقي واستيقظ
انتَ معتقلٌ هنا في هذه الصحراء
وكلماتك لم تخرُج خارج الواح السجن
فلا تنسى مَنْ أنتَ .. وأين أنتَ
لأنك تقرأ .. تكتُب .. وتحلم بالمستحيل
***
تسرِق الضوء مِن ثقبٍ صغير في ظلمة الزنزانة
اسمعُك داخل مكعب الاسمنت ..تصرخ
انا يا رفاقي نبيٌ .. انا مصلوبٌ على شجرة
اشعاري .. وكلماتي ثقيلة على صدري
ولَمْ أعُدْ استطيع أن أمشي
فهل يأتي أحدٌ يقاسمني جرحي .. ونعشي
تعدو الكلمات كغزالة في الأفق وتختفي خلف السراب
يسألُك الجلاد .. ان تكُف عن الكلام عن الأحلام
يجيبه جرحك النازِف .. لَمْ اقُلْ شيء غير ما علمتني أمي
وما قرأته في كتب الزمان
ولَمْ افعل شيء غير ما صنعه الأبطال في كتب ومعارك الأجداد
تصرُخ في وجه الحارس
لماذا انا هنا .. مكبلٌ .. ولماذا سياطكم تجلدني وتحذفني
خذوا الكلمات اذا شئتم .. وصادروا كل أحلامي المبعثرة
ولكني لن أغيِر لوْن جلدي هنا .. سأحتفظ بالعذاب وحيداً
وساضيف كلماتٍ أخرى لأشعاري
وبعد منتصف الليل سمعناه يهذي ويصرُخ
يا شجر تريّم يا شجر .. ما هكذا سينمو الثمّر يا شجر
وعند الصباح لَمْ نعُدْ نسمع صوته .. واختفى
ربما غفى .. ربما مات
ربما أخذوه بعيداً ليعلموه .. صمت الكلام
***
أي قديسٍ أنتَ .. لتحمل صليبك .. موتُك ..وتمضي بهدوء
أيُ فارِسٌ عنيد أنتَ .. تقاتِل دون سيف .. دون فرَس .. دون حدود
لا يوجَدْ طواحين للهواء هنا داخل السجن
وسانشو خانك وتبع المحققين
وبقيتَ أنتَ مجهول المكان والمصير
بعدَكَ تبدو الحياة بحجم زنزانة .. والذاكرة بلوْن الضوء
ألَمْ أقُل لكَ أن هذه الكلمات .. وهذه القصائد
لا تُطعِم خبزاً في زمن الصمت والسرعة
فهل ما زلتَ تحلُم .. وما زالت ذاكرتك خصبة
أما زالَتْ قامتَكَ تجيد السفر البعيد .. والرحيل المفاجئ
ربما لَمْ تصحو بعْدْ مِن الحلم الجميل
ربما سيوقظك يوماً صوت رحيل السفن ..ورحيل الطيور
فتبقى أنتَ في المرفأ .. وحيداً .. دون سفر .. دون حقائب .. دون إتجاه
أبعدُ مِن الشاطئ وربما أكثر
وخلف تلك الأمواج العالية
ينبُتُ ألف مدينة طروادية
فيحترِق الحصان عند أول خطوةٍ على باب أول مدينة
أبعدُ مِن الأرض .. وربما أكثر
تبني النوارس بيوتها .. وأحلامها
وعلى شواطئ المدن .. تبقى تنتظر .. تموت وهيّ تنتظر

مصطفى حمدان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف