الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعدية زوجة رجل مهم.. نزيه جدا!!!!!!!!!

هادي حسين الموسوي

2015 / 12 / 13
الادب والفن


التف حول سريرها الاهل والصديقات بعد ان اصدرت اللجنة الطبية تقريرا عن وضعها الصحي ......... وسمحوا لها بمغادرة المستشفى التي مضت فيها اثنى عشر عاما طريحة الفراش ... ممسوحة الذاكرة بعد تعرض سيارة زوجها لهجوم مباغت بالاسلحة الخفيفة ونجاته من محاولة الاغتيال ... اما هي فراحت بغيبوبة سرمدية افاقت منها سنة 2015 ..............
سعديه زوجة (معارض للنظام السابق) ......... ارتحل هربا الى دولة مجاورة قبل عقدين من الزمن تاركا زوجته ... وانضوى تحت لواء حزب يتلقى تعاليمه من الدولة المضيفة لعناصر حزبه! وبعد تحرك الامريكان( لتحرير العراق) كان في مقدمة القادمين
............ اجتهد الرجل في اثبات ولائه لهم مقابل فسحة ضئيلة من الميزات تمكن من خلالها القفز على منصب رفيع .......... واحيط برتل من الحراس الحماة وسيارات مدرعة ..... لا تشبه سيارات فترة فقره ...... واموال سالت كشلال وانهالت على جيوبه الفارغة .........
زوجته ترى فيه الطهر والنظافة والرجولة الوطنية ولم تكن تعلم بفساده وفساد الثوار الجدد ......
بعد ان تعافت سعدية رغبت ان تلم بالمتغيرات الناجمة بعد حادث السيارة فانفردت بصديقتها ديزي لعلمها بصدق زميلتها ودار الحوار التالي :
سعدية:ــ خبريني عن احوال البلد بعد تحريره ؟
ديزي :ــ تحريره؟ انا اضحك وابكي ... اضحك لان رجالنا باعوا مقدرات الوطن مقابل سلطة زائلة .... وابكي على شعب يدفع ضريبة بلاهة هؤلاء الرجال وغياب ضمائرهم ...
سعدية :ــ لم افهم ؟ ان المعارضة العراقية فيها رجال شرفاء وامناء على مستقبل بلدهم وانا اعرف كرهك لهم...
ديزي :ــ حسنا ....... انا واهمة كلهم طيبون وشرفاء !!.... كلهم رفضوا الاحتلال ولم يمتثلوا لاوامره.!!.. ورفضوا مسايرته الهادفة الى زرع الطائفية والقومية والقبلية وتفتيت البلد ..!!... رجالنا امناء رفضوا شراء ضمائرهم وشرف انتمائهم للوطن وقرروا العودة من حيث اتوا !!
سعدية :ــ لم افهم ما تعنيه؟؟؟
ديزي :ــ رجالنا تركوا هموم الوطن وانشغلوا باحزابهم ومكتسباتهم التي اغضى المحتل عن محاسبتهم عليها لان ذلك يصب في صالحه فتركهم يعبثون بمقدرات الوطن فطفى رجال لم تكن لهم اية مأثرة وظهروا ساسة مصير لبلد كبير تحت تصرفهم .... فبدلا من اصلاح شان البلد المنكسر واعادة بناء ما تقوض منه ..... بنوا لانفسهم صروحا واحتلوا قصورا واراض ونهبوا خزينة البلاد وهربوا المليارات خارج البلد الذبيح ....
صرخت سعديه :ــ انت حاقدة .....
ردت ديزي ببرود :ــ زوجك الطاهر النقي بلغ رصيده الان مليار وربع ... وتزوج ابنة منافسه اثناء غيبوبتك ..... وووو ....... زوجك واحد من اللصوص الجدد وزوجي افظع من زوجك .......اموال مهربة وقصور مستلبه من اصحابها وشركات وهمية في الخارج مهمتها (شفط) اموال الشعب بعنوان مشاريع .........
سعدية ...... ليس زوجك وحده من باع شرفه السياسي ... رجال دين واقتصاد وساسة ومن مختلف الشرائح الاجتماعية والطائفية والقومية وضعوا الضمائر جانبا والتمسوا رضا المحتل ....
قاطعتها سعدية :ــ وهل تزوج فعلا؟؟؟
ضحكت ديزي وقالت : ــ باعوا البلد فتسلل اليه الارهاب بكل صنوفه وانت تسالين عن زواج زوجك ؟؟؟؟؟؟ نعم انه تزوج قبل عشر سنوت من ابنة غريمه ..زواجا سياسيا لتوثيق اواصر المصالح المشتركة ... كوني عاقلة وتصرفي بذكاء ....

قاطعتها سعدية وسألت : ــ نعم ساكون ...ثم استرسلت :ــ هل تعنين انهم لم يكونوا امناء على بلدهم وثرواته؟؟
ديزي :ــ ان حزب (الخبز اولا) نهب من ايراد الخزينة اكثر من عشر مليارات من الدولارات ... اما حزب زوجك (مال عمك ولايهمك) ورجاله فكان نصيبه سبعة عشر مليار دولار .......... وزوجك غدا ملياردير ... والاحزاب المشاركة ( بتمزيق الوطن ) نصيبها اكثر من خمسين مليار دولار ... ووووو... وانت الان تسالين عن زواج زوجك!!!!!!!!
انتبهت ديزي وقطعت حديثها بعد ان ابصرت سعدية مغمضة العيون وصرخت : حبيبتي اسم الله عليك ........ لم تحتمل ما سمعته وفقدت الوعي
..........................................................................
اصيبت سعدية بصدمة جراء كلام زميلتها ديزي ونقلت للمستشفى ومكثت ثلاثة ايام استردت عافيتها ولكن ملامحها اتشحت بحزن ثقيل وجاء شقيقها سعدي لمواساتها ....
طلبت سعديه من اخيها التاكد من حقيقة السنوات التي غابت فيها هي عن الوعي واالتعايش
فقال :ــ انت سعيدة ياسعدية لانك لم تواكبي السنوات العجاف التي صار زوجك واشباه الرجال رجال سياسة وجاه .......... زوجك واخرون امثاله نزوا على كرسي الحكم بمباركة المحتل فاختل وضع البلد واتجه نحو الحضيض والانهيار ...... وكل ما سمعتيه من صديقتك هو الحق بعينه .......
قالت سعديه : ـــ لن يجمعني سقف واحد واياه .. فانا لا احتمل العيش مع عدو ابناء بلده و الوالغ بالمال الحرام .......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل