الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النحت العراقي المعاصر هيثم حسن ..اشكال تمنح انسانية اخرى

سعدي عباس بابلي

2015 / 12 / 14
الادب والفن



كثيرة هي المؤثرات التي تدفع مجتمعات انسانية الى تفاعلات قد تسبب قي تغيرات كبيرة في حركة حياتها ومن هذه المؤثرات واحدا يمتلك قوة التغبر السلبي الكبيرو هو الحروب والنزاعات العرقية, ومجتمع ما يقع تحت تاثيرات وتداعيات هذه الحروب يدفع بكل اثيام الحياة الى حافات يجدها البعض مجهولةولا يعرف مدياتها ويجدها الاخر ولضحة العواقب ,, والعراق بلد له تاريخ ومعالم حضارية قديمة وفيه مجتمع متحضر له تاثيراته الواضحة في منطقتة وكانت فيه حركة فنية وثقافية كبرى بدأت في ستينيات القرن الماضي وحتى انهيار الدولة وتفكك المجتمع وموت الفن والثقافة وهجرة مبدعيه ورموزه بعد عام 2003 حين احتل يلقوة العسكرية وبدأ العد التنازلي لموت الحياة فيه .
لم يستطع فنانون جادون مواصلة انتاج اعمالهم وابداعاتهم تحت ضغط انهيار القيم والمقاييس الفنية وتحولت دائرة الفنون في وزارة الثقافة وجمعية التشكيليين ونقابة الفنانيين الى مراكز لتسويق اسماء مغمورة بعيدة كل البعد عن مفهوم الابداع والاصالة واهملت ابداعات مؤشرة وواضحة في حركة التشكيل العراقية وعجزت مؤسسات فنية اكاديمية مثل معاهد الفنون وكلياته الى انتاج مستوى اكاديمي متخلف عن حركة البرامج الفنية المتطورة ودفعت بالطاقات الشابة الحاملة للقدرات الابداعية اما الانعزال او الهجرة الى بيئات اكثر امنا واحتواء لابداعهم ,, وهيثم حسن نحاتا عراقيا كان في فترة ظهوره منتصف الثمانينات في القرن الماضي اسما واضحا في النحت العراقي المعاصر لا لكونه تتلمذ على يد عراب النحت العراقي المبدع الكبير اسماعيل فتاح الترك فقط بل انه لازم اسماء كبار الفناننين العراقين في تلك الفترة وكانوا بجدارة اسياد اسيا في الفن التشكيلي حيث قدم انتاجه في معارض كبرى خارجية وداخلية ووضحت تجربته الابداعية حيث حصل على جائزة مهرجان الواسطي في تلك الفترة , الكتابة عن اعمال هيثم ليست مهمة سهلة وليست تقريرا صحفيا او لقاء يحرره كاتب تقافته عامة في الفن انما يحتاج الى ناقد يعرف اصول التجربة ومدباتها وابعادها وكنت من فترة طويلة ارغب في الكتابة عن هذه الاعمال الابداعية ربما لكوني واحدا من الذين رافقوا هذه الاعمال من بدايتعا حيث كنت قريبا جدا منها وكان النحات هيثم احد اعضاء لجنة المعارض في جمعية التشكيليين في زمنها الذهبي الى جانب فنانين مبدعين حيث نظمت اقوى وانجح المعارض العراقية والدولية حتى هجرته الى العالم والنحات هيثم لا يمكن تجاوز اعماله عند الحديث عن النحت العراقي المعاصر لانه يقف الان على خط الشروع الاول لنهظة الفن العراقي المهاجر ولامتداد تجربته الفنية لقوة النحت العراقي وظلاله العالمي .
ومن غربته الجديدة بدأ يشكل ابداعه نحو تطور واضح المعالم وكانت محطته الاولى والكبرى العاصمة الاردنية عمان التي كانت وما تزال هي مجطة للابداع العراقي المهاجر ونقطة تواصل مع بلدهم القريب , عرضه الاخير في هذه العاصمة قبل فترة قصيرة اواخر عام 2015 قدم هيثم حسن اعمالا تنتمي الى الفن الجاد الحقيقي الذي منح النحت العراقي هوية الفن مرة اخرى هذا الفنان القادم من زمن النجاح والابداع لجركة التشكيل العراقية الذهبية السابقة اكد مرة اخرى على ان الفن العراقي اصيلا وقويا رغم تيارات الموت الذي ارادها له الاحرون , يظهر من جديد اصيلا مفعما بالحباة والقوة والنجاح فهو اشارة واضجة جديدة للفن العراقي , اعما النحت هذه هي تشكيلات انسانية من نوع اخر ,, المرأة عند هيثم هي غير المرأة التي نعرف انها قيمة مضافة جديدة لواقع حياة واحلام لا تنشاء الى في مناطق التعب وتزدهر وتنمو في مناطق الجمال فهي شكلا جماليا وتعبيريا يفوق بقدرته الجمالية قيمة النحت نفسه لانه اتقن تقنيات اخراجه بمستوى طاقته التعبيرية فهو نحتا لحلم ولواقع اجمل من احلام وواقعية اراد لها الاخرون الموت , تشكيلات احتوت رموزا واشارات وعلامات دلالة منحت المتلقي قدرة التفكير المركب في ما برى وما يحس وما يتصور .
معظم منحوتاته الاخيرة تتشكل وفق معادلة جمالية وفنية متقدمة فالجمالية واضحة في تقنية واخراج الشكل للمرأة والرجل معا التي وضف بحرفية عالية مادة البرونز المتداحلة بقيم لونية مختلفة اظهرت التشكيا البنائي بقيم لونية بين عاكس للضؤ واخر لا يعكسه هذا التلاعب بالقيم منح سطوح الاشكال قدرة التنقل والارتقاء باقيام المشاهدة البصرية لتحقيق مستوى جمالي مرتفع واحساس بالمتعة للجديد ,, اما قيمته الفنية فهي واضحة في تركيب الشكل نفسه هناك جسد لامرأة ورأس لمراة وما بين المرأة والمراة علاقة حب في الواقعية وفي التعبيرية هناك رأس تحول لشكل المراة الغائبة او اجنحة طائر يبحث عن ملاذ للهبوط اومربع ممتد يحاول ان يكسر احداضلاعه او كرة نائمة على الكتف او حاملة ملابس شكلت الذراعين والكثير من دلالات تحول الشكل .
اعمال هذا المعرض ليست فقط اشارات ابداعية للنحت العراقي المعاصر وانما اشارات انسانية ابداعية تبسط بقوة تاثيراتها على المتلقي وتؤشر تقدم النحت العراقي , تجربة هذا الفنان المثابرفاقت بمسافات تجارب النحت العراقية المعاصرة وتقاربت مع مديات عليا مع فن النحت العالمي وفي كل عرض تقدم اضافة جديدة .
النحت ليس وسيلة عرض سهلة ومتاحة كما هي عروض الرسم فلها حصوصية اخراج وانتاج يجب ان تكون متقنة وجديدة وفي كل عرض يقدم هيثم حسن خلاصة متميزة لاحلامه وافكاره وبالتالي هذه الاعمال تؤشر لانسانية اخرى لمتلقي اخر يرتقيان معا بالقيم الفنية والثقافية حارج مناطق التعب العراقي وهي تقدم نفسها بقوة وبانتماء الى ارض الرافدين والحضارات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه


.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان




.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو


.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف




.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول