الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((هل فات زمان الإصلاح ..؟ ، وفِيم يكون الإصلاح ..؟ .)) .

مرتضى عصام الشريفي

2015 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يعرف كلّ من شهد التظاهرات التي نادت بالإصلاح الحكومي، ومحاربة الفساد؛ أنّ زمن الإصلاح الحقيقي كان قصيراً، وذلك بعد خطبة الجمعة التي جاءت ملبيةً طموح، وتوجّه المتظاهرين قائلةً لرئيس الوزراء : كُن شجاعاً، واضربْ بيدٍ من حديد . في هذه الفترة تحديداً التي شهدت سكون الشعب، والحكومة منتظرةً رأس السلطة ماذا يصنع ؟، كان يجب أنْ يحدث تغيير حقيقي، فقد وقف مع الحكومة الشعب، والمرجعية بثقلها المعنوي، وكذلك مجلس النواب المحرج من هذا الزخم النادر، وأيضاً الكتل السياسية بمختلف توجّهاتها .
لكن للأسف اكتفى رئيس الوزراء بالكلام، وكانت إصلاحاته على أهميتها؛ لم تلبِّ طموح المتظاهرين، ولم تحدث التغيير المطلوب لمعنى الإصلاح في بلد يعاني من مشاكل جذرية بحاجة إلى اقتلاعها من جذورها الخبيثة، وهذا ما لم يحصل ....!!! .
.
لا أريد أنْ أكون تشاؤمياً، وأقول : إنّ زمان الإصلاح قد مضى؛ لكن ما سوف يجري لن يكون ذا تأثيرٍ كبيرٍ على مجريات الأمور؛ لأنّ الكتل السياسية قد أخذت، وردّت، وأشادت، وأدانت، ورحّبت، وشجبت، وتفاءلت، وتشاءمت، ومن خلفها قواعدها الشعبية فعلت ذلك إلّا قليل .
.
المشكلة الحقيقية الأولى التي واجهت هذه الإصلاحات هي عدم وضوح الرؤية في مواطن هذا الإصلاح، وفيم يجب أنْ يكون..؟، فجميعنا نادى بمحاربة الفساد، والمفسدين، ولم نشخّص من هم ؟، ولم تعرف الحكومة كيف تحاربهم؛ لأنّ المؤسسات المعنيّة بمحاربتهم ينخرها الفساد، والأصح قول : إنّ فيها نفوذ لأصحاب الفساد أولئك؛ ولكثرة ما نادى الشعب بالقضاء على الفساد من دون وجود آذان صاغية أغرى ذلك النداء المفسدين، فراحوا يهتفون أيضاً بمحاربته؛ يا لها من مفارقة مضحكة مبكية ..!! .
.
هذا من أهم أسباب تعثّر هذه الإصلاحات؛ لأنّها لم تصدر عن تخطيط يستند إلى رؤية علمية في كيفية النهوض بالبلد في مرافقه كلّها، فالشركاء السياسيون رأوا أنّ من أسندت إليه مهمّة الإصلاح يقرّر ثم يتراجع، يلغي، ولا يطبّق، ينفرد، ثمّ يناقش، فعمدوا إلى وضع العصي في دولاب هذا الإصلاح، فتظاهروا بالوقوف معه؛ لكنّهم في الخفاء ضدّه، ومن هذه العصي قولهم بموافقتها للدستور، والقانون، ومنها أيضاً اقتراحهم فيم يجب أنْ يكون، وخذْ مثلاً على ذلك ورقة الإصلاح النيابية المؤلّفة من أحد عشر بنداً، وقد تمادى بعضهم، فأشار تلميحاً إلى رئيس الوزراء بصفات الفاسدين، ومن هذه النقطة دخل الإصلاح معترك التنافس السياسي، والكسب الحزبي، فالعقبة الكؤود التي كانت تقف بوجه الإصلاح هي ربط هذه الكتل تحقيق مصالحها السياسية الفئوية بهذا الإصلاح، وإلّا، فهم لا يرونه ذا بالٍ، أو قيمة .
.
والمفارقة الكبرى وهنا لابدّ من أنْ أسجّلها بحقّ شعبنا؛ لأنّنا إنْ لم نمارس النقد الذاتي لأنفسنا؛ لا نتقدّم أبداً، وهذه المفارقة هي : كم هتفنا بمحاربة الفساد، ومحاربة أشكاله، وأنواعه؛ لكنّنا في سلوكنا نمارسه من دون أنْ نتحرّج، وكأنّه ليس فساداً كم واحد منّا لم يعطِ رشوة؛ لينجز له عمل ما، كم واحدٍ رأى بلده مملوءاً بالأوساخ، والمزابل، فأحزنه ذلك، فعمد إلى إزالتها، كم واحد منّا رأى مفسداً إدارياً، فنصحه إلى إكمال عمله بإتقان، ولم يكتفِ بالكلام اللوّام، وغيرها .
.
علينا أنْ ندرك أنّ الخطوة الأولى في مسيرة هذا الإصلاح تبدأ منّا نحن الشعب، إنْ عرفنا ذلك سوف نجبر حكومتنا عليه، ويكون لندائنا استجابة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة