الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إفريقيا بين السواد وزوارق أزرق الأحلام / الأوهام

الطيب طهوري

2015 / 12 / 16
الادب والفن


قراءة في عنوان وغلاف المجموعة الشعرية ( الزر الهارب من بزة الجنرال) لآمال رقايق

جيجل التي أعطت للأدب الجزائري سعيد بوطاجين وسميرة بولمية ليس غريبا عليها أن تعطيه أيضا آمال رقايق..
قرأت لآمال قصائد عديدة في مواقع عدة..في كل قصيدة كنت أفاجأ بها شاعرة تهيئ لنفسها طريقا شعرية لا تسير فيها إلا وحدها، وتفتح لها أفقا كلاميا لا يحضن سواها..
لم أبحث عن مجموعتها الشعرية في معرض الجزائر الدولي للكتاب..لم أكن أعرف أنها أصدرت مجموعة شعرية أولى لها..فوجئت عبر صفحات الفايسبوك بعد عودتي إلى سطيف بخير صدور المجموعة ..استفسرتها فايسبوكيا أيضا عن أماكن بيع تلك المجموعة..وبدل أن تجيبني أرسلت إلي المجموعة..
الزر الهارب من بزة الجنرال، كان عنوانها..لم يفاجئني العنوان..قرأت عناوين قصائد المجموعة..لم تفاجئني أيضا..خيال آمال الخصب..ميلها إلى التعبير عن الهامش من أشياء الحياة..لغتها التي تغاير مألوف الشعر في الجزائر ..مراهنتها على السردية في تأثيث عالمها الشعري..كلها عوامل لا يمكن أن تؤدي إلا إلى مثل ذلك العنوان وإلى مثل تلك العناوين..
الزر الهارب من بزة الجنرال ، جملة إسمية ، مبتدأها الزر ،خبرها محذوف تقديره هو هذا، نصوص المجموعة..لا أثر للفعل في هذه الجملة الإسمية..هي إذن جملة ثبات مطلق..
المبتدأ موصوف بالهارب، لا بالساقط..فرق بين أن يهرب الزر وأن يسقط..سقوطه يعني ضعف الإمساك به والتحكم فيه..هروبه يعني رفض وجوده حيث هو في بزة الجنرال..يكون وصف الزر بالهارب استعارة مكنية تجعل من الزر مالك إرادة..مالك الإرادة إنسان أساسا..
من هو هذا الإنسان الهارب؟..ما سبب/ أسباب هروبه؟..إجابة السؤال الأول تقول: إنه فرد لا جماعة/ زر لا أزرار..هروب الفرد من عالم الجنرال يعني أن الجنرال يتحكم فيه، يمارس معه وعليه ما يجعل هروبه حتميا..يحيل ذلك موضوعيا إلى عالمنا نحن مجتمعات الأنظمة العسكرية الديكتاتورية التي ما تزال مهيمنة على رقاب شعوب إفريقيا أساسا..يحيل أيضا إلى هذ الهروب الجماعي عبر زوارق الموت من عالم السواد إلى عالم الخضرة..من إفريقيا الرمل/ الجفاف/ الاستبداد إلى أوربا/ الحياة/ الحرية..من اللا أمل إلى الأمل.. صورة الغلاف تؤكد ذلك– ربما – وجه أسود بعنق طويلة يلفهما السواد..شفتان بلون الرمل..سلسلة رمال تتحلزن على العنق صاعدة إلى أعلى الرأس..جفون زرقاء ..سيل من دموع زرقاء أيضا..أسفل العنق مساحة زرقاء كتب فيها العنوان بلون أبيض واسم الشاعرة بلون الشفتين إيحاء بأنها تحكي عن الرمل وأناسه وعوالمه..عن إفريقيا أساسا..الأزرق لون البحر..البحر طريق الأمل..الجنرال/ الديكتاتوريات/ السواد الليلي الطويل الذي ينشر حلكته على الناس والأماكن هنا ويمنع فجر الحياة/ الحرية من البزوغ هو سبب ذلك الهروب..الزر / الأزرار هو ما يحمي بطن الجنرال المنتفخة من أن ترى وترى التواءات سمنتها..الهروب الواعي من عالم الاستبداد العسكري القطيعي ( من القطيع) لا يمكن أن يكون إلا فرديا ، ودون جدوى..الهروب غير الواعي، غير النضالي يكون قطيعيا، قطيع متشابه، لا يعرف التنوع أوالاختلاف..في الحالتين، وفي غياب االوعي والنضال الجماعي المشترك ، المنظم والمسؤول ، لا جدوى منه أيضا..بزة الجنرال باقية، أزرارها الهاربة أزرار أخرى كثيرة تعوضها..الخياطون الماهرون في خدمة الجنرالات كثيرون..
في إهداء المجموعة إلي بقلم الحبر الأزرق وبيد آمال، كتبت الشاعرة: الشعر جحيم يشبه الجنة..جنة الوهم.. بين الجحيم والجنة والوهم خيط رفيع يشبه - بشكل أو بآخر - خيط النار الخشن الذي يربط بين إفريقيا/ أناسها وزوارق الموت في أعالي البحار الزرقاء متوجهة إلى أوربا..
خبر المبتدأ ( الزر) هو نصوص المجموعة..
أنا ( الشاعرة) هو الصوت الغالب على النص الأول:
أنا شلال موقوف...
...أنا مرج قاحل يحلم بقطرة ندى تؤنس عشبته الوحيدة...
أنا والدة السمك...
أنا نصف دينار جزائري... (ما نسواش عشر دورو..كما يقول الجزائريون)..
أناا غراب في سرب يمام...
عنوان النص الثاني إرتيريا ( دولة إفريقية فقيرة):
... وإياك أنت..
الفزع بلا مأوى...
للدير المثقوب بلا عسس...
إليك آتية..
ومعي الاحتمال،ونكهة السجائر الأوربية.........(وهكذا..هكذا)..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي