الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاتبة كاميﻻ-;- زيتون/وبناء الشخصية من خلال جغرافية اللغة

وجدان عبدالعزيز

2015 / 12 / 17
الادب والفن


اثناء متابعتي للكاتبة كاميلا زيتون وجدت انها مسكونة في بحث مستمر عن الاخر ، اي انها تبحث في جغرافية اللغة عن ذاتها المتشظية في انحاء الاخر التي تروم لملمته في صيرورة ذاتية ذاتية وذاتية موضوعية تقول : (أتصفح أخبار الحياة,
أمر على أخبار الأشقاء,أجدهم مثخنين بمباهج العيد يعطرون عباءتهم ويشترون تذاكر السفر إلى ما بعد الصيام.
ليس بعيد عن جغرافيا اللغة أجدني تائهة في مدن تنام على الأحبار الكاذبة وكل أبوابها مغلقة .وحدها تغني ل ثورة الشك ولا يقين في إنتصاراتنا.
عندما أصل إلى هناك حيث تقام مراسيم الذبح والصلب كل مساء,أرتجف من الخوف وأكره شيء فيا ينطق بلغتهم,أبكي وأغضب وأصوم عن البوح لأني لا أملك مفردات أمسح بها دموع المهجرين من بيوتهم وكنائسهم وأوطانهم.
وليس بعيد عن ساحة الدم,أتخطى أشلاء الأجساد الممزقة والأصوات المنافقة المكبرة للموت وأهرب من هذا الجحيم اللذي يرسموه لنا كلوحة دموية تخلد موتنا وموت العقل فينا.
أنزوي إلى ركن الخوف,أتحسس حواس جسدي,خصلاتي شعري المنزلقة على كتفي هل هي فتنة تفتك ب أنصاف الرجال,ماذا عن أصابع قدمي عن لون عيوني ومعانيها عن غصة حزني المختبئة في طفولة صوتي,هل تستحق الرجم والعودة إلى حضن الجهل.
إدا نجوت من بتر رغبتي في موسم الختان سأغلق رحم الحب والحياة كي لا أحمل في أحشائي امرأة بنصف جسد ونصف حياة,هنا وصلنا إلى النهاية ما عدنا قادرين على الحياة وحده الموت نتقن صناعته وصلنا إلى الصفحة الأخيرة مبتهجين ومهليلن للدخول في عصر الظلمات.سأكتب بكل ما أملك من عري،
لست مجبرة على إتباع القطيع في أي شيء،سأكتب بأميتي و موهبتي و حقيقتي،سأكتب عن أفكاري المعلقة بين الممكن والمستحيل،عن أخر خرافة سقطت من قائمة مقدساتي،عن أوجاع قلبي و نبضه،عن أحﻻ-;-مي وأخر أوهامي ..
ﻻ-;-أعترف بأي طابوهات مقررة في زمان ما أو مكان ما،وحدها حروفي تملك سلطة الرقيب وﻻ-;- سلطة تعلو على سلطة إحساسي.
أنا هنا أمثل نفسي،أوحاعي،أميتي،غربتي،إنتصاراتي الزائفة،أحزاني،طفولتي التائهة في دروب اليتم.
سأكتب عن الجمال في عيون قلبي،عن الحب الساكن في دمي،عن أمازغيتي المشتركة بين الريف والأطلس،عن قفاطين جدتي و حكاياها،عن الشعارات التي سقطت مني في ربيع لم أستنشق منه إﻻ-;- رائحة الكره والدم.
سأكتب عن كسلي في البحث عن الأشياء المادية وهوسي بالبحث عن الصدق في كل ما يمسني أو يخرج مني.
سأكتب رغم أني ﻻ-;- أعرف جنس ما أكتب وﻻ-;- عنوانه،سأكتب رغم كل أخطائي الإمﻻ-;-ئية الممتدة من أول البوح إلى أخره....)، ومن هنا اقول : الأجمل في العصفور وهو محلقا في كبد السماء ، يهبط مسرعا لأغصان تلك الشجرة التي انبعث منها صوت أنثاه أي من فوق العالم الهاديء يتعالى صداح انثاه تدعوه بشغف اللقاء ، فيهبط متلهفا ، وكأنه يجر معه الخيوط الزرقاء قلقا فوق الأغصان منتفضا حد وجع الحب ، بينما صوت العصفورة يلحن عزفا متوترا بالرغبة ومن بين مشتبك الأغصان الموغلة بربيع الخضرة ، تبرقان عيناها ندى يتساقط باردا كالسر وصورا لمرايا الغريزة .. ومن بين هذه اللحظات ينبثق سرّ ، وثمة امرأة تسافر عبر مسافات اللازمن مع متاهات الشعر بكلمات تقطر عذوبة وجمالا .. امرأة تسبح في تيارات الشعر كي تتطهر من دنس الأرض ، تحضنها الشمس او قل اشعة منبعثة من نوافذ نائمة في قلب الحقائق .
آه يلزمني مكان أوسع كي ارسم لوحة العصفور مع أنثاه ولوحة المرأة التي تبحث عن متعتها ، فيحسن بي أنا الحذر ألا أتطلع إليهما واحرص أن أكون متخفيا ، إنما تذهلني وهي (ضاحكة على الدوام) تردد : (يا ناري الصغيرة الشهوانية المستعدة دوما للغناء) وقد تحلق مرفرفة كما هي أنثى العصفور المندهشة بوجود صنوها على الغصن ... وكان ضوء يهبط ، غاسلا أطياف فجر هادئ ، وأنا كالطفل الحالم ، أتسمع ، أتنصت ، فلا اسمع سوى همسات متوهجة ، بيد أنها مدللة بالحرير والياسمين ، تنطلق هاطلة تراقص إرهاصات إنسانة ترفل بالحياء ، حياءها ندى يتساقط فوق ثغور أزهار تتفتح توا ، تخرج ثم تتهادى من لحن اللحظة ، لتمازح افتراضا قلب العالم بسرية تلك الهمسات ، هكذا.. وتبقى الكاتبة تبحث عن معادل لها لبناء شخصيتها فمصطلح الشخصية هو لاتيني الأصل مشتق من لفظة (Persona) وتعني القناع أو الوجه المستعار الذي يلبسه الممثل المسرحي إما لإظهار بعض الصفات الصارخة فيه أو لإخفاء تشويه ما في وجهه لكي يقوم بدوره المسرحي بشكل موفق. أما عند كارل كوستاف يونغ فهذه اللفظة تعني القناع الذي يتحتم على الفرد أن يلبسه ليستطيع أن يلعب دوره بنجاح على مسرح المجتمع"[1]. والشخصية هي من أهم المواضيع التي يدرسها علم النفس (كلمة علم النفس) (Psychology مشتقة من كلمة يونانية تعني دراسة العقل أو الروح. واهم ما يدرسه علم النفس هو السلوك والعمليات العقلية)[2]ويطلق على هذه الدراسة علم الشخصية) Personalogy (. وقد طرحت تعاريف كثيرة ومختلفة للشخصية من قبل علماء النفس، حتى ان "أحد علماء النفس أحصى ما يقارب من خمسين تعريفاً للشخصية مما يدل على عمق وتعقيد هذا المفهوم. ولكن بإمكاننا ان نعرف الشخصية ) Personality ( بالعموم بأنها مجموع الخصائص الفردية والذاتية والجسمية والعقلية ونزعاته السلوكية والعاطفية والأخلاقية التي تميزه عن غيره تميزاً واضحاً"[3].

لقد ظهرت نظريات مختلفة في دراسة الشخصية، والتي اعتمدت على أدوات مختلفة لقياسها مثل المقابلات والملاحظات والتجارب المضبوطة والاختبارات الشخصية والاختبارات الموضوعية الاسقاطية. والنظريات الشخصية هي: 1- النظريات النفسية الدينامية للشخصية: وأهم علماء هذه النظرية هو سيجموند فرويد (1856- 1939) صاحب التحليل النفسي، الذي قال بأن الشخصية لها ثلاث مكونات وهي (الهو، الأنا، الأنا العليا). وتتطور الشخصية بحسب رأيه عبر أربع مراحل وهي: (الفمية، الشرجية، القضيبية، التناسلية). وأكد بأن الانسان لديه وعي بعدد قليل فقط من الأفكار والذكريات والمشاعر والرغبات، أما العدد الآخر فهو يمثل مرحلة ما قبل الشعور (الوعي) وهي مدفونة تحت الوعي. ويمكن أن تستدعى بطريقة التداعي الحرّ. وقد نقح تلاميذ فرويد نظرياته حيث قللوا من العوامل الجنسية وأكدوا على التأثيرات لاجتماعية على الشخصية واللاشعور الجمعي والمشاعر الدونية… - النظريات الظاهراتية للشخصية: تركز على فهم الذات بطريقة كلية وتعتبر تحقيق الذات الدافع الإنساني الأول. - النظريات الاستعدادية في الشخصية: تركز على الصفات التي تبدو مستقرة ومستمرة، فنظريات السمات تؤكد على السمات وخصائص فريدة بينما نظريات النمط تؤكد على مجموعة من السمات يعتقد أنها مرتبطة ببعضها. - النظريات السلوكية للشخصية: تركز على السلوك الملاحظ ومحدداته البيئية، فالمهم عندها ما يفعله الناس.هذا الطرح للنظريات الشخصية يبين كم هي واسعة ومعقدة دراسة الشخصية. ويجدر بالذكر بان هناك خلافات في دراسة الشخصية يمكن حصرها بهذه الأسئلة: هل نظرية واحدة شاملة في الشخصية مرغوبة؟ هل السمات مفاهيم مفيدة؟ تحت أي ظروف يكون الناس متسقين؟ هل هناك تبرير لقياس الشخصية؟هكذا تحاول الكاتبة بناء شخصية ذات مواصفات ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان محمد الجراح يرد على منتقديه بسبب اتجاهه للغناء بعد دو


.. بأغنية -بلوك-.. دخول مفرح للفنان محمد الجراح في فقرة صباح ال




.. الفنان محمد الجراح: قمت بالكثير من الأدوار القوية لكنها لم ت


.. نقيب المهن التمثيلية يكشف حقيقة شائعة وفاة الفنان حمدى حافظ




.. باراك أوباما يمسك بيد جو بايدن ويقوده خارج المسرح