الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي لا نموت في الأرض الحرام

جعفر المظفر

2015 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



هل تتذكرون قصة الرجل الذي قيل أنه كان مخابراتيا لدى صدام حسين ويعمل في السفارة العراقية في براغ . وقتها قيل أن أحمد العاني ذاك كان قد إجتمع مع أحد الإرهابيين في براغ, وقد استخدم الإجتماع كدلالة لعلاقة النظام بالقاعدة. يومها لم يبقى صاروخ أمريكي وبريطاني لم ينزل على رؤسنا في العراق. هكذا ببساطة ومن خلال إجتماع واحد ربما إكتشفوه من خلال نواظير الأقمار الصناعية وجهاز كشف المعادن تأكدوا بعدها أن العراق دولة إرهابية وإنه يستحق الذبح.
أربعة عشر سعوديا لم يروهم بالنواظير ولم يكتشفوهم بالميكرسكوبات العملاقة بل رأوهم بالعين المجردة يقصفون برجي التجارة العالمية ويقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ونصف أمريكي, ومكبرات الصوت في السعودية تدعو من خلال المساجد الوهابية إلى تطبيق الشريعة كما تفعل داعش, ومع ذلك السعودية تصبح رئيسة للتجمع الإسلامي ضد الإرهاب.
يقال أن السعودية ستقوم بوضع جدول لزيارات أعضاء الدول المشاركة في التحالف للإطلاع على النشاطات التي تقوم بها لمكافحة الإرهاب على أن تكون الزيارة الأولى لأسواق يوم الجمعة حيث تقوم إحتفالية إسبوعية لقطع يد السارق ورجم الزانية وقطع رأس المرتد تحت راية لا تختلف مع راية داعش سوى بطريقة ترتيب الكلمات وموضع السيف من جملة لا إله إلا الله محمد رسول الله .. حاشا الله أن تكون له هذه الراية وإلا لكان (ترامب)على حق فيما يقوله.
إن هناك خلطا كبيرا للأوراق وكل طرف يمسك بالعصا لكي يوجع صاحبه .. لسنا ضد السعودية ونتمنى لها أن تخرج من محنتها مع الإرهاب لكي تخرجنا منه. لكننا نفهم أيضا أن قوة داعش الحقيقية تكمن أيضا في عملية خلط الأوراق وإستخدامها مخابراتيا للنيل من الطرف الآخر. إن المرحلة العربية الراهنة هي مرحلة الإزدواجيات وضياع القدرة على التعبير عن الذات الصافية النقية. لا تحتاج التجمعات الطائفية والميليشاوية ان تكون إرهابية لكي تدان. المشكلة إننا لم نعد نميز بين خطيئة وأخرى لا من ناحية النوع ولا من ناحية حجم الماساة, ويوم يكون هناك خلط تضيع القدرة على التمييز وإستحصال النتائج وتكون الفكر التقدمي هو الخاسر بالنتيجة. إن غياب القدرة على التمييز بين خطيئة وأخرى يجعلنا بالضرورة نعمل لصالح المخطأ الآخر, والنتيجة ستكون واضحة: أحدهما سيربح أما نحن فسنكون الخاسرين.
إيران من ناحيتها وكذلك النظام السوري وكذلك الميليشيات اللبنانية والعراقية التي تدافع عنه ليست بريئة من دم إبن يعقوب. كل له حصته الأساسية في تأسيس الوضع المزري الذي تعيشه المنطقة وتتحمل أوزاره شعوبها التي تعاني من الإرهاب ومن شرور الطائفية. غير أن الخلاص من هذه الماساة لا يتم من خلال تعويم شرورها, وعلى كل الأطراف أن تلام على حصتها الحقيقية في تأسيس هذه المرحلة المهلكة وإلا لكنا خرجنا من مساحة إلى أخرى ليست بأفضل حال.
إن السعودية تحتاج إلى عمل كبير وعقودا عدة لكي تطهر نفسها من أية علاقة بالإرهاب فكيف بها وهي تضع نفسها على رأس التجمع الإسلامي الداعي إلى محاربته. ولعلنا من هذه الناحية بالذات نتمنى أن تكون خطوتها بهذا الإتجاه جادة وحقيقية فالخير لا شك سيعم على كل المنطقة والعالم أيضا.
إنها فرصة تاريخية تنفتح على سعتها للنظام السعودي الذي كان ولا يزال في مقدمة من قاد المنطقة إلى وضعها المزري, فإذا أراد النظام أن يتطهر فعليا من أدران الفكر الإرهابي فإنها الآن فرصته الحقيقية. خلاف ذلك فإن علينا واجب فك الإشتباك بين مساحات الضلال فندين الطائفية مثلما ندين الإرهاب ولا نساهم بعملية الخلط المشينة حتى لا نموت في الأرض الحرام بين الأطراف المتصارعة على الباطل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لكي
ناس حدهوم أحمد ( 2015 / 12 / 18 - 14:09 )
لا يمكن للسعودية أن تتطهر من الفكر الإرهابي لأن نظامها مؤسس على الإرهاب
وثقافتها مؤسسة على الإرهاب والإكراه
ثم أن شعب هذه الدولة شعب متعود على الإرهاب ولا يتحرر من عقده إلا خارج بلده حيث لا يمكن للشريعة أن تلاحقه
ولهذا نجد كل السعوديين أو بعضهم
يقيمون الليالي الحمراء وإحضار الفتيات على كل الألوان ويسددون
فاتورة باهضة من أجل إحياء طقوس الجنة
فكيف يمكن تغيير شعب وعقلية بأكملها بين عشية وضحاها ؟
هذا غير ممكن
أما البقية الأخرى من بني عربان فهم أيضا لن يتغيروا حتى وإن كانوا
أقل تطرفا من بني جلدتهم في السعودية
يبقى المشكل هنا عالمي ودولي
ويجب طرح مشكل العقلية العربية عموما على طاولة الأمم المتحدة
ولربما
أقول ولربما فإن هذه الأمة العربية سوف تتسبب لنفسها في استعمار
مشروع وشرعي وقانوني لما تشكله من خطر على بقية أمم المعمور
والدليل واضح وجلي ولا لبس عليه فيما يحدث اليوم
فوباء العرب لا علاج له إنه مرض خبيث مثل السرطان

اخر الافلام

.. مصدر عسكري: إسرائيل تستعد لتوسيع العملية البرية جنوب لبنان


.. لماذا يحتكر حزبان فقط السلطة في أمريكا؟




.. غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت والجيش الإسرائيلي يطلب إخلا


.. معلومات جديدة عن استهداف إسرائيل لهاشم صفي الدين




.. الحرب على لبنان | لقاء مع محمد على الحسيني