الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حديث ذبيح جريمة البرج بمكناس: الله يقول انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح

بوشتى الركراكي

2015 / 12 / 18
حقوق الانسان


بوشتى الركراكي: جريمة ذبح مصطفى لأبيه محمد بن عثمان للأسف كنت أول من نشرها ، سيل من الملامات تلقيتها تستفسرني عن الذي حدث و هل هناك تفاصيل التفاصيل، جريمة اليوم جعلتني اكتب بعض القول عن الجرائم التي ترتكب ضد الأصول و الفروع و التي ستبقى استثناء كظاهرة و فعل إجرامي تنكره جميع الأديان و الملل، بالنظر لعلاقة القرابة و الدم التي تربط بين الأقارب، و التي تمنع في الحالات العادية أي فعل ذو طابع عدواني بين الأهل .لكن حينما يقع المحظور و يهتز المجتمع على وقع فعل إجرامي في حق الأصول (الأم و الأب ) في المقام الأول، فعلينا أن نسأل أنفسنا سؤالا أساسيا، كيف يقع الفعل في لحظة؟ و أي ظروف نفسية تجعل القاتل يتجرد من كل معاني الإنسانية، و يقدم على قتل أمه أو أباه أو احد أقاربه؟
في الحالات المرتبطة بالإمراض النفسية و العصبية تكون الذرائع مقبولة طبيا على الأقل، و يجد لها التحليل النفسي مسوغا كوجود خلل مرضي في السلوك تكون من بين نتائجه الإقدام على أفعال إجرامية في لحظة يغيب فيها العقل و التوازن، و يحضر الفراغ و العدمية، و تختلط المشاعر و يغيب الوعي و الإرادة.
الأمر الغير مستساغ هو ما نعيشه اليوم في مجتمعنا المغربي من ظواهر تتعلق بالأساس في العلاقة الغريبة التي أصبحت بين الآباء و الأبناء. إلى عهد قريب عاش بين ظهرانينا مجرمين عتاة في الإجرام و البلطجة و الاعتداء المسلح، لكن ما أن تحضر أمه أو أباه إلا و وجدته يتحول إلى حمل وديع بين يدي والديه، أو احدهما و الأمثلة عديدة في الأحياء الشعبية.
اليوم اختلت الموازين و بدأت الحكاية حينما سمح الأب لابنه أو بنته بفتح باب الجدال و تبادل السب، بعدها ينتقل الأمر إلى التعنيف في أول دراجته (تعنيف خفيف و شنق عليا نشنق عليك) بعدها يتم التطبيع مع هذه السلوكات و تصبح الأمور عادية داخل الأسرة الواحدة، حتى الجيران يتعودون على فلان يشتم اباه أو فلانة تضرب أمها العجوز، أو فلان يعنف والديه بسبب و بدون سبب.
غالبا و هذا هو الأمر الصعب في معادلة العلاقات الأسرية المركبة و المعقدة و ذات الذيول المرضية، غالبا ما تجد من يقدم على فعل إجرامي في حق أصوله يوصف في وسطه و محيطه الاجتماعي ( لحومة ...دوار...عمارة....سكتور) بأنه (ظريف و خوار و خصيم...)، لكن مع أهله و ذويه مسخوط عاق من درجة كبير لمساخيط،
ما يحدث تحت جنح ظلام الأسر التي تخاف الفضيحة هو احد أسباب جرائم في حق الأصول و الفروع، فبدل أن تقوم الدنيا و لا تقعد حينما يمد الصغير يده على الكبير، و حينما يشتم الابن الأم أو الأب، و ألا تأخذك رحمة بابن يشتمك أو يضربك، مع أن حدوده الشرعية في علاقته بك ألا يقترب من كلمة "أف"، حينما تصير علاقتك بابنك على هذا النحو، ارم وراء ظهرك كل كلام النواميس النفسية و الطبية و الحقوقية التي تجد لكل فعل صدر عن مسخوط ما يبرره.
لا مبرر و لا مكان للمسخوط و المسخوطة وسط الأسرة، و مكانه الحقيقي أن يطرد خارج المؤسسة الاجتماعية و ينبذ حتى يبرد عليه راسو.
كثير من الآباء و الامهات و بحكم الكبدة يتساهلون مع الأبناء و ينتجون بحسن نية مساخيط أصبحوا شرعا ليسوا أبناءهم، بمنطوق القرآن الكريم، كلنا نعلم قصة سيدنا نوح حينما أراد ان يناجي ربه لينقد ابنه ، فرد عليه العلي القدير من فوق سبع سموات ردا واضحا صريحا لا يقبل التأويل إنه ليس من اهلك قال تعالى ( و نادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ( 45 ) قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين (46) قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين (47) )صدق الله العظيم.
[email protected]
صحفي مهني - مكناس المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع


.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و




.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا


.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟




.. جامعة فيرمونت تعلن إلغاء خطاب للسفيرة الأميركية بالأمم المتح