الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إطلالة على المشهد الانتخابي المصرى

محمد شحات ديسطى

2005 / 11 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


يلفت نظر المراقب للانتخابات المصرية الحالية إعطاء مساحة واسعة وحرية غير مسبوقة لتيار الإخوان المسلمين ؟!!!
هل فجأة أصبح الحزب الوطنى ديمقراطياً ومؤمن بحرية التعبير؟؟؟!! …فأين هذه الحرية منذ ربع قرن من الزمان ؟؟!!! الشيء الطبيعي هو وجود حالة مطاردة مستمرة وملاحقة لحركة الإخوان المسلمين الذى يصر النظام حتى الآن على وصفها بالمحظورة …. مما دعا البعض للقول بوجود صفقة بين الإخوان والحزب الوطنى وتحديداً لجنة السياسات بالحزب …... فهل هناك صفقة بالفعل ؟ أم أن الأمر غير ذلك ؟؟؟
وفى رأيي المتواضع أعتقد أن مساحة الحرية الممنوحة لحركة الإخوان المسلمين ليست نتيجة لضغوط خارجية أو داخلية فالحرية والديمقراطية لا تهبط فجأة من السماء …. كما أنها ليست من شيم الحزب الوطنى الديمقراطي !!! وأعتقد أن هناك رؤية ربما تكون غائبة عن البعض وتتمثل فى أن أعضاء التحالف من أجل التغير – وهو تحالف مكون من أحزاب المعارضة الرئيسية وبعض الشخصيات والحركات العامة- وكذلك الأحزاب الرئيسية لا تمتلك القدرة المادية ولا الكوادر القادرة على خوض الانتخابات وذلك كنتيجة طبيعية لحصار الأحزاب داخل مقارها وعدم وصولها لجماهيرها … وهى النتيجة التى رسخها الحزب الوطنى عبر تاريخه لعزل الأحزاب عن جماهيرها …. وذلك ليتمكن من احتكار السلطة … فقيامه بإقصاء – وإن شئت القول إخصاء – الأحزاب وحرمانها من جمهورها الطبيعي وتواصلها مع الجماهير… أدى فى النهاية لعدم وصول الأحزاب للشارع السياسى وعدم إنتاج وتفريغ كوادر من شأنها بناء الثقة مع رجل الشارع ….كما أن هذه الأحزاب تعانى من أزمات مالية حادة ..… فكيف لكوادرها مقاومة انتخابات رجال الأعمال ؟؟؟ وسيطرة رأس المال على الحكم الذى يتم بطريقة منهجية ومنظمة ويتبناه الحزب الوطنى منذ صعوده فى الحياة السياسية المصرية .
وبالتالى أصبح الحزب فى مأزق حقيقي لعدم وجود معارضة حقيقية تواجهه فكيف سيواجه النظام الخارج وكيف سيصبح شكل النظام فى مواجهة الآخرين …مما دعا الحزب لإفراغ بعض الدوائر لزعماء المعارضة – مثلاً دائرة كفر شكر للسيد خالد محيى الدين - وذلك لاستكمال الشكل الديمقراطى دون إيمان حقيقى بالممارسة الديمقراطية ….فكل تركيز الحزب الوطنى على الشكل دون المضمون فعينه دائماً على الخارج فهو لا يعير الداخل أدنى اهتمام فكل التغييرات والتعديلات لمغازلة الخارج - الأمريكى تحديداً - دون مراعاة لأحلام الشعب بكل فئاته وأحزابه وذلك لترسيخ فكرة البقاء فى السلطة والتمديد والتوريث للأنجال…. إلا أن ذلك لا يفى بالغرض فلن يستطيع أى حزب من الحصول على نسبة الـ 5 % الكفيلة بترشيح مرشح للرئاسة فى مواجهة مرشح الحزب – السيد جمال مبارك تحديداً – فى الانتخابات الرئاسية القادمة … وإن كان والده تجاوز هذا المأزق فى تعديل المادة 76 من الدستور وذلك بإعطاء الفرصة لرؤساء الأحزاب دون الحصول على نسبة الـ 250 صوتاً اللازمة للترشيح .. مما جعل الصورة قابلة للتصور بوجود عشرة مرشحين للرئاسة …. أما الآن فأصبح من المستحيل وجود مرشح واحد وليس عشرة مرشحين لمنافسة الرئيس المرتقب – السيد جمال مبارك – وبالتالى سيواجه الحزب فضيحة كبرى ويصبح عارياً أمام الخارج …
فليس أمامه إلا تعديل الدستور مرة أخرى فى مدى زمنى بسيط والعودة لنظام الاستفتاء وهذا غير ممكن عملياً…….
وبالتالى أصبح المتاح الوحيد على الساحة هو تيار الإخوان المسلمين حيث انه المؤهل من حيث القدرة المالية والكوادر المنظمة والمدربة وهو بالفعل القادر على الحصول على نسبة الـ 5 % اللازمة لوجود مرشح منافس للرئاسة القادمة وبذلك يستكمل الحزب الوطنى الشكل الديمقراطى وحتى لا يصبح النظام عارياً أمام الرأى العالمى الخارجى ….
هذا هو التفسير المنطقى والوحيد لهذه الانفراجة ولا مانع من أن يحصل الحزب على شهادة حسن سير وسلوك بأنه حزب ديمقراطى ويؤمن بحرية الآخرين ..وبالتالى يحصل على صك بالشرعية لوجود معارضة ونظام ديمقراطى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم