الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(( تحية حب إلى مارسيل خليفة ))

عمار عكاش

2005 / 11 / 5
الادب والفن


بالأمس قبيل الفجر و المآذن ترفع صلواتها إلى إلهٍ نسي عباده و لكنهم آثروا ألا ينسوه ، و راحوا يكفّرون عن خطاياهم علّهم ينولون أحلامهم بأرض أرحب و عالم أجمل و سماءِ أطهر ،.... و لأن تهويمات العالم الآخر مازالت تداعب أخيلة الملايين المكسورة في عالم الغرباء فكان من حقهم أن يسافروا مع أنين المآذن لحظات إلى الفردوس على أجنحة الحلم الإلهي .
في تلك اللحظات وحيداً كنت و الساعة واقفةٌ على عتبات الجرح ، ممتلأً بوحشة الشوارع المتشابهة و زحام الذكريات و جثث الأحلام المنطفأة ، فر ملاكٌ من فردوس بعيد و راح يداعب كل ما اختزنته الروح من مكنونات القهر و الحب و العذاب :

تبدأ الأغنية بأنين الكمنجة على أطلال زمن مضى مما يحيلنا إلى لون نوستاليجي شرقي للوهلة الأولى ، ثم تتسارع الألحان و يتصاعد الصخب ، فنسأل :
ما هو سر جمالك أيها الغجري ؟ و أنت من تقف خارج التاريخ و خارج الحضارة البشرية ؟ و لماذا تتقمصك أرواحنا كلما أنهكتنا إيقاعات الحياة ؟
ربما هو اغترابنا و هروب أرواحنا من أجسادنا المهللة و موت الوجد و حرارة الأنفاس على حافة القبلة يجعلنا نتوق إليك أيها الغجري العاشق أبداً .. الراحل أبداً خارج العبثية و اللا الجدوى التي نكابدها . ربما هو تعبنا في البحث عن وطن يحيلنا إلى حالة الانعتاق من الوطن و الهروب بعيداً في العدمية .
نحن و الغجري مشتركون فقط في المنفى ، و مفترقون في كل شيء ..
روح الغجري كمنجته تغني الحنين و الحب و الفرح و الحياة و السفر الدائم إلى أراضِ بكر ، و العربي صدأت كمنجته فآثر الصمت و الانكفاء في سجون الذات .
تتسارع أنغام الأغنية موحيةً بجو الهروب و المطاردة ، فنجد أنفسنا أمام صورة آخر الفرسان الخارجين من الأندلس على خيله المدمّى ، .... إنه الحضور الأندلسي في فضاء الموسيقى .. هذا الحضور يمثل الفردوس المفقود في الذاكرة العربية ، حضور يملأه الوجد و الشغف و الانكسار .
و لأن المغني آثر أن يجابه جرافة الانحطاط ببكاء الكمنجات ، لا بد من أن من شمعةً توقَد وسط الظلام رغم عتمة الأشياء :
>
في الأغنية سحر كاهن القبيلة البشرية الأولى و هو يردد تعاويذه وسط طقوس الرقص و الابتهالات إلى القوى المجهولة .
الموسيقى مبينة على تآلف بنائي هارموني محكم فالآلات تدخل في حوارية متقنة مشغولة بوجد الصوفي و نبل الفارس و نزاهة الأنبياء و شفافية العاشق و حلم الطوباوي بعالم أجمل و واقعية من انتمى لسمائه الأولى و أناسه البسطاء المسحوقين ....
في مجتمع أنهكته الضوابط و المعايير و أحكام القيمة و القوننة الكاذبة ، تجيء الموسيقى المنفلتة من الضوابط لتغزل في قلوبنا ما انكسر من شعاب الحنين و ترفل أرواحنا المثلومة ، و لتمتلك القدرة دوماً على إحداث الدهشة في نفوسنا و اختراق الرتيب و اليومي و المألوف ، إنها موسيقى الحرية تلتقي فيها كل تنافرات و تناقضات الكائن البشري و تعكس صورة الوعي البشري الذي يعيش قلق العدائية و الكره تجاه الآخر و تجاه إنسانيته ، فنجد جواً من الحزن و اليأس و الخيبة ، لكن هناك خيطاً خفياً في هذه الموسيقى يحملنا من عالم الموت على جسر من حرير إلى عالم الحب و الورد و الفرح و السنابل .
في أولى أيام العيد تحية حب لمارسيل خليفة ، و نقول له :
<< رغم ظلمة الأشياء نضيء سوياً شمعة وسط ظلام دامس >>
عمار عكاش – حلب
• فجر أول أيام العيد على أنغام مارسيل خليفة مع صوت أميمة الخليل تؤدي رائعة محمود درويش أحد عشر كوكباً على نهاية المشهد الأندلسي .
• العبارة بين قوسين في البداية للفنان مارسيل خليفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس