الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!تهافت خطاب وزير خارجية النظام السوري عندما يرتجل الشرع

أحمد مولود الطيار

2005 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تكثّف وضعية فاروق الشرع وكيفية تهاويه على كرسيه الذي لم يعطه الراحة المفقودة، كذلك تقوس ظهره وانكبابه المتهالك واتكائه بمرفقيه على الطاولة المخصصة له، تكثّف كما أسلفت، لا بل توجز أشد ما يكون الايجاز وضع النظام السوري بكامله، ولم تنفع محاولات الشرع المستميتة باقناعنا أن النظام السوري لازال هو النظام السوري بكل ما عرف عنه من عنجهية وصلف. فقد بدا الشرع مذعورا وان حاول جاهدا القاء كلمته بلهجة ممسرحة يجمع فيها بين اختيال ولى ومحاولة كسب عطف الداخل السوري والشارع العربي.
حاول في تلك الجلسة أن يسرق الأضواء علّه يصبح البطل الوحيد لكنه قنع في نهاية العرض أن يتحول الى مجرد كومبارس رديء.
ربما يكون الشرع أسوأ مدافع عن قضية عادلة ولكن كيف والحال أن القضية خاسرة برمتها - مقتل رفيق الحريري - يكون الشرع أخطأ ومنذ البداية في الذهاب الى نيويورك.
ربما فيما ألقاه الشرع من كلام مكتوب يقرأه من ورقة أمامه تباين مألوف وتعدد محتمل لوجهات النظر ، ولكن لا أرى كثير اختلافٍ عندما أخذ الشرع يرتجل في ردّه على جاك سترو وزير الخارجية البريطاني . بدا الشرع متلعثما، مترددا، مفككا. أشفقت عليه وعلى الحال المزري الذي وصل اليه النظام السوري.
خجلت على سوريتي لأن الشرع سوري مثلي، لكن عزائي كان أن الشرع في "مسكنته" التي أكساها وجهه لم يكن الاممثلا للنظام السوري فقط.
أي وزير خارجية هذا الذي لا يدرك و لا يحسن اختيار مفرداته و لا يعي مراميها و أهدافها؟!!
ماذا حل بالشرع عندما بدأ يرتجل في معرض رده على " سترو "؟ هل اعتقد أنه أمام فرقة حزبية تابعة لحزب البعث و لن يجرؤ أحد على الرد عليه و محاججته؟
أغلب الظن، هكذا أعتقد" الرفيق الشرع "!!
" قلنا لمليس ولمحققيه هل ستعودون الى سورية؟ أجاب : لا"
(.......)
" اذا عدتم للسياحة فسندفع عنكم أجور الفنادق التي ستقيمون فيها "
مخاطبا سترو :
" لقد أدنّا الارهاب (...) و أدنته شخصيا و أتصلت بكم هاتفيا "
لا داع لأخذ عينات أخرى من معلقة الشرع المتهافتة التي ستحفظ في أضابير الأمم المتحدة كأسوأ ما يكون لما تفوه به وزير خارجية عربي جلب مع نظامه الويلات والمصائب لبلد كان من المقدر له أن يضاهي في تطوره وتقدمه تايوان و هونغ كونغ لولا القطع الذي أحدثوه لسوريا منذ عام 1963 على كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
لم أشأ ومنذ بداية هذا المقال تناول فحوى خطاب الشرع ومناقشة ماورد به من أفكار وانما أردت تصوير شكل الخطاب و " كركتر " فاروق الشرع والتقاط صورة فوتوغرافية لوزير الخارجية العتيد ليست بالأبيض والأسود وإنما بكل الألوان كيلا يتهمني البعض بأنني أشوّه صورة السيد الوزير رغم أن النظام السوري لم يصل بعد الى التقنية الحديثة و عالم الديجتال، جلّ انجازاتهم تخليهم عن بدلة السفاري.
يكاد يكون شكل الخطاب واحدا لدى كافة المسؤولين السوريين ومثقفي البلاط منذ مقتل الحريري ومجئ ميليس. خطاب يجتر اجترارا، أصداء تتراكم فوق بعضها البعض معبرة عن كنه واحد لما قيل منذ البداية، دون عناء التبديل أو التغيير وكأن رموز النظام جميعهم قد فقدوا الأبصار و لم يروا التطورات المذهلة للأحداث و الأخطار التي تلتف بالبلد جراء تعطشهم للاجرام و السلطة فهم ما انفكوا يرددون ببغائيا مفردات من مثل : التقرير مسيس، سورية مستهدفة، مقارنات صورية بائسة ومبتذلة كالتي ساقها مقداد والشرع أمام مجلس الأمن حول علاقة الأجهزة الأمنية في البلد والتفجيرات الإرهابية التي تحدث فيه -11 أيلول، تفجيرات مدريد، تفجيراتلندن- ...الخ
لو اعتبرنا حسب الجابري أن الخطاب هو رسالة موجهة من الكاتب الى القارئ و هنا في خطاب الشرع رسالة يوجهها الشرع لمن ؟
أجزم أن الشرع يدرك قبل غيره تهافت حججه وضعف منطقه ويعرف أن من يجتمع معهم لا يعيرونه أدنى اهتمام ولو ترك الأمر بيده لوفر على نفسه عناء المجئ الى نيويورك ولكن بما أن النظام السوري بالتوصيف هو نظام ديماغوجي قومجي لا بضاعة لديه الا أكداس من الشعارات الفارغة الجوفاء فهنا الرسالة موجهة الى الشعب السوري و الشعب العربي علّها تكون خشبة الخلاص وما الحديث عن سورية المستهدفة وسورية المتمسكة بالثوابت القومية وسورية المدافعة عن الثوابت العربية الا بضاعة النظام السوري البائرة ومن قبله باع كثيرا الرئيس المخلوع صدام حسين ولم يجد زبائن تسوم بضائعة التالفة.
من هنا يأتي خطاب المسؤولين السوريين ساذجا وسطحيا أبعد ما يكون عن الاستدلال و المحاكمات المنطقية فيأتي ساقطا لاسبيل يسلكه الا استدرار الشفقة و العطف، غرائزي، يعتمد على اثارة المشاعر والعواطف بإسفاف لا مثيل له (انظروا الى وجه فاروق الشرع و حركاته المسرحية وقارنوا مع جاك سترو وثباته و نظراته المحددة).
السؤال الذي يفرض نفسه هنا بعد أن شخصنا على عجل عيوب الخطاب، هل أفلح الشرع في ايصال مايريد؟
الشارع السوري بالتأكيد قلق وخائف على مصير البلد ولا يتمنى أن يحل به ما حلّ بالعراق الشقيق ويدرك تماما أن المظاهرات التي خرجت في دمشق وحلب والتي ربما سيخرجها النظام في كل المحافظات السورية كلما اشتدّ الخناق عليه يعرف تماما أنها تخرج بقوة الخوف والقمع وبات يعرف أيضا أن المزاوجة التي يقيمها النظام في خطابه المهيج بينه و بين الشعب ومحاولة الوحدة القسرية التي مانفك يتغنى بها لم يعد يأبه بها.
الشعب السوري يدرك أيضا أن سورية الآن رهينة لانقاذ أربعة أو خمسة أشخاص ومحاولة تضليله لن تنفع مهما جهد النظام وحاول قول عكس ذلك.
سورية - الرقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل


.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا




.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها