الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استعراض النائبة والضمير المستتر !

جبار عودة الخطاط

2015 / 12 / 20
كتابات ساخرة




احدى عضوات مجلس النواب, اتصلت بي قبل حوالي سنوات, لترجوني ضرورة الذهاب اليها مع عائلة صحفي عراقي توفي في حينه, إثر مرض عضال, وكان يعمل في صحيفة الحزب الذي تنتمي اليه السيدة (النائبة), وترك خلفه عائلة تكابد مرارة العوز والفاقة .. هذه النائبة رأيتها قبل ايام وهي تسرد كرمها وانفاق راتبها من اجل الفقراء, بحيث اوردت في ذلك , من الاقوال مالم يقله مالك في الخمر!.
واليك بقية الحكاية :
النائبة المذكورة عرفت بمعاناة عائلة الصحفي المرحوم, وأرادت لقاءها عن طريقي, وتقديم المساعدة لها, لاسيما ان العائلة قد حصلت على قطعة أرض من قبل بعض الأخيار, في منطقة البتول, قرب الشماعية, شرقي بغداد .. وفعلا شكرتُ للسيدة النائبة هذا الحس الانساني, واجريت اتصالاتي لترتيب اللقاء مع العائلة وهذا ما حصل بالفعل، إذ ذهبت بصحبة عائلة المرحوم, الى منزل السيدة النائبة وكان معي والدة الصحفي المتوفي وشقيقه الاكبر .. المفاجأة هو ما دار أثناء اللقاء !.. اذ بادرت السيدة النائبة الى الشكوى, من كثرة الاعباء المالية المترتبة عليها، فهي كما قالت مسؤولة عن منح رواتب للكثير من العوائل المتعففة, كما انها خصصت مبالغ لبعض طلبة الكليات, في المدينة فضلا عما تقدمه، والعهدة عليها، من مساعدات دائمة لعوائل الشهداء وغيرها .. وصل الحال بالسيدة النائبة الى القول انها أرادت قبل يوم من لقائنا ان تأخذ ولدها الى الطبيب, فوجدت انها لا تملك في البيت سوى (25) الف دينار !! فاضطرت الى اقتراض مبلغ من المال من شقيقتها لعلاجه, .. لكنها استدركت فقالت انها ادخرت مبلغا من المال لمساعدة عائلة المرحوم! .. مالم أكن اتوقعه أن والدة المرحوم, وهي إمراة عجوز (رويحة حلال من أهل گبل) حين سمعت كلام السيدة النائبة, سارعت الى اخراج (جوزدانها) وابرزت منه مبلغ مائة الف دينار, قالت انه راتبها للرعاية الاجتماعية، ودفعت به للسيدة النائبة وهي تقسم بأغلظ الأيمان أن تأخذه النائبة لعلاج ولدها !! وهي تردد "جده يعينج أبو فاضل"!! الزبدة ان السيدة النائبة تفاجأت بما قامت به هذه العجوز العمارتلية الاصيلة, وقالت لها "لا حجية مستورة" المهم خرجنا ودفعت السيدة النائبة بمغلف الى شقيق المرحوم وحين فيه مائتي الف دينار!! وكنت أتصور أن السيدة النائبة ستكون أكثر كرما وتعطيهم مبلغا يساعدهم على إكمال جزء من هيكل بيتهم في حي البتول!! .. أمنا العجوز مسكت بالمظروف ودفعت به للنائبة قائلة " لا بعد رويحتي صدك جذب ناخذ من حالج .. يمه خليهن لدوه وليدج المريض " وخرجنا وأنا اتحسس عرق جبهتي الذي فاض مما رأيت امامي رغم انني لست بنائب ولا نائب عريف ولا نائب فاعل ولا ضمير مستتر !
اجزم ان ان هذه العجوز العراقية الاصيلة هي اكثر شجاعة من تلك النائبة لانها ارادت ان تجود بكل راتبها من الرعاية الاجتماعية فيما احجمت النائبة عن اعطاء غيض من فيض رواتبها البرلمانية الدسمة رغم انها من (بادرت) الى سعيها لمساعدة عائلة صديقنا الصحفي المرحوم !!
.............................
الجود شجاعة وليس استعراض عبر الفضائيات !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل رفيق علي أحمد ضيف -Conversations with Ricardo Karam-


.. تصريحات أثارت ضجة للفنان دريد لحام خلال لقائه مع برنامج سؤال




.. كورال شرقيات يبدع في الغناء على الهواء في صباح العربية


.. أحمد عبد الوهاب شبيه دريد لحام يحكي كواليس لقائه مع الفنان ا




.. الفنانة ماري سليمان تؤدي مجموعة من الأغاني على مسرح The Stag