الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتباس سياسي

مشتاق جباري
كاتب

2015 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تضعف دول وجماعات وتقوى اخرى غيرها في معادلة الصراع المتغيرة في المنطقة العربية وهي تشبه ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد الارض في حدث كوني خطير تسببت به البشرية .الامريكيون والروس بدأو بأجراء حوارات خلف الابواب المغلقة لتحديد الاولويات ومحاولة الاتفاق على امور جوهرية, وبعد القرار الذي صوت له مجلس الامن بألاجماع يبدو ان تسليمآ دوليآ بحتمية القبول بألحل الروسي القائم على رؤيا سياسية عميقة امر قد حصل . الامريكيون يحددون خطورة الجماعات المسلحة من عدمها وفق حجم تهديدها للامن القومي الامريكي ومقدار تأـثيرها في تحقيق الاهداف المرسومة في سوريا . وان تعطيلآ متعمدآ للغة السياسة والحواريحدث منذ زمن بأنتظار ما تسفر عنه الاحداث على الارض ليس في سوريا فقط بل في المنطقة بشكل عام .وقد اعلنت السعودية تشكيلها لتحالف عسكري (اسلامي ) لمحاربة الارهاب للدفاع عن نفسها امام الرأي العام العالمي الذي بدأ يشكك كثيرآ بدورها في دعم هذه الجماعات .وبدلآ من ان الاتجاه نحو تفعيل المبادرات السياسية وتنشيط الدبلوماسية ومحاولة البحث عن تسويات لأزمات المنطقة ينشط بعض قادة دول الخليج في الدوران حول انفسهم في لعبة لاتكاد تفهم وهي جزء من احتباس سياسي انطلق من العراق المحاصر من جيرانه الى دول عربية اخرى ,التحالف (السلماني ) الجديد الذي اعلن هو خطوة تقوم بها المملكة لممارسة التكتيك ودعم الاستراتيجة لذلك اتجهت نحو تشكيل جبهة سنية اثارت حفيظة الطرف الشيعي الذي يعتقد ان هذا التحالف هدفه طائفي (كما اوضحت ذلك العديد من تصريحات قادة الشيعة) وعدم التوازن في اتخاذ الخطوات الاصلاحية من جانب السعودية هو نتيجة للابتعاد عن العقلانية والهدوء وعدم القبول بألحلول التي لاخاسر فيها وهي تنتظر بأستمرار موقف الولايات المتحدة الامريكية التي تبدو كشيخ طاعن في السن يمتلك كل ثروات العالم ولايستطيع ان يتجاوز محنته السيكولوجية التي اوهمته ان كل شيء يريده يمكن ان يحققه ببساطة ونسي وهو في اوج غروره ان يتذكركيف كان الاتحاد السوفيتي الحاضنة الرئيسية للمعسكر الاشتراكي ولحركات التحرر يعاني الكثير من المشاكل التي اضعفته وجعلته هدفآ لتحالفات ومؤامرات كونية بدأت بحرب باردة وانتهت نهاية مؤلمة, وان الدولة القوية كلما ازدادت قوتها واتسع نفوذها يزداد ضعفها وتصبح منهكة اكثر, والولايات المتحدة الامريكية تمضي لتمارس ذات اللعبة التي مضى بها السوفيت بطريق اللاعودة .واملآ في تحقيق انتصار عمد التحالف الذي تقوده امريكا الى تعطيل لغة التسويات واستعان بلغة القوة والمؤمرات وحرب المخابرات والاستمرار في دعم بعض الجماعات التي تدعي الاعتدال والوسطية,وهذا الدور التعطيلي يعطينا تصورآ واضحآ عن مدى تهور الدول الداعمة لمشروع اسقاط الاسد .ولاتبدو السياسة الامريكية ببراغماتيتها المعروفة قادرة على تحديد خطوط واضحة لتحركاتها في الشرق الاوسط لأن العالم القوي لايمكن ان يلجأ الى سياسة الحلول السلمية الا في حالة شعوره بقوة الاخر وقدرته على الاستمرار وهذا ما حصل في الاتفاق النووي الايراني وسيحصل ايضآ لحلحلة القضية اليمنية, اعتقد ان بوادرالاذعان الدولي وتسليمه بعدم المقدرة على اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد امر تؤشر له الكثير من المعطيات واهمها قرار مجلس الامن الاخير,الامرفقط بحاجة الى بعض الوقت بعد ذلك فأن (عالم الدول ) مضطر الى اخراج السياسة من ادراجها واللجوء اليها للحصول على بعض الانتصارات .خلف كواليس الازمة العربية تقدم قراءات جديدة ودوائر التخطيط والاستراتيجية بدأت البحث عن البديل المناسب لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب في المنطقة .ما تحتاجه المنطقة العربية هومجموعة تسويات امريكية على نار هادئة بألاتفاق مع الروس والايرانيين لحلحة الامور وتفعيل لغة السياسة وبحاجة ايضآ لقمة عالمية شبيهة بقمة باريس للمناخ لتكون لغة الحوار هي الحل الذي لايخطيء ابدآ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية #سوشال_سكاي


.. بايدن: إسرائيل قدمت مقترحا من 3 مراحل للتوصل لوقف إطلاق النا




.. سعيد زياد: لولا صمود المقاومة لما خرج بايدن ليعلن المقترح ال


.. آثار دمار وحرق الجيش الإسرائيلي مسجد الصحابة في رفح




.. استطلاع داخلي في الجيش الإسرائيلي يظهر رفض نصف ضباطه العودة