الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاصِل بين الدقيقتين .. الفاصِل بين السنتين

مصطفى حمدان
كاتب وشاعر

(Mustafa Hamdan)

2015 / 12 / 20
الادب والفن


لمْ يبقى إلا القليل مِن أيامٍ لندخُل عامٌ جديد ، ولنتبنى رقماً جديداً ، نضيفه لأعمارنا وأيام حياتنا القادمة
فالساعة الثانية عشر ، هي التي تحدد الوقت ، وتفْصِل أرقاماً وتواريخ كانت جزء مِن حياتنا اليومية
وهي أيضاً ستكون لحظة التغير مِن مسارات وأحداثٌ نحن نجهل تفاصيلها القادمة
نبقى نحن ننتظر بما ستأتي لنا الأيام القادمة مِن حدث أو خبر ، وما يكُنُ الدهر لنا مِن مصير
فالسنين الخالية ، الماضية ، التي ذهبت وتركتنا لم تنصفنا كباقي البشر ، بل تركت فينا الوجع والحزن والإحباط
ومِن كثرة الأشياء والأحداث وتفاصيلها المؤلمة حولنا ، لمْ نعُدْ نؤمن بأن الفرح .. ربما سيأتي يوماً
أو معجزة تحدث ، لتغير طقوس تشاؤمنا ونظرتنا لليوم الآتي
نجلس مجتمعين حول انفسنا ، نراقب تلاشي الدقائق الأخيرة ، ورحيل ما تبقى مِن سنةٍ
ربما عشناها ، فرحاً .. ألماً .. أو أحزان
فأشهُر وأيام وحتى دقائق الزمن الذي مضى ، كانت الأرقام التي حددت الفاصِل بين الحدث والصورة
وكانت ما تبقى للذاكرة لتحتفظ
فالأحداث باقية ، وآثار الحدث والصورة يلازمنا ويرحل معنا إلى دقائق السنة الجديدة
نعُدُ دقائق الساعة بآخر اللحظات ، تذهب الذاكرة إلى أبعدُ مِن اليوم الأول حين فرغنا مِن
الاحتفال بالعام الذي مضى
حيث بدأت السنة الجديدة بمسلسل الحياة والقدر القادم بحلقاته الثلاثة مائة وخمسة وستون
وابطال الحلقات موزَعين ، ما بين مَن كان حاضراً شاهداً على الحدث
ومَن جاء كوجهٍ جديد .. لدورٍ جديد ، ليشارك في نسيج فصول مسرحية الحياة السنوية
تبدأ الرواية بسرْد مشاهِدْ وشخوص مسلسل الأعوام التي مضَت
فمن كان يكتبُ قصيدة لنشيدٍ عن الحُبِ والحياة ، هو مضى وترك خلفه صدى الكلمات
وآثار الحِبر ، وأوراق لمْ تكتمِل
ومَن بدء بسرد رواية وقصص آلام الأيام وفرحتها ، ذهب وتركنا فجئة ، دون أن يكمِل الخاتمة
وما حدث وأصبح ماضٍ بين تقلُب الأحداث وسرعة تداخل الأيام ببعضها
أيقظ فينا .. مواجعنا .. ولحظات الأمل
ففي هذا الوطن الشاسِع ما حدث وما زال يحدث ، اكثرها مؤلم وكئيب
وكان هناك قليلاً مِن الفرح
وما دار ويدور على هذه الأرض مِن حروب غامضة ، عديمة الهدف
وما بين مَن ترك هذه الأرض ورحل بعيداً عنها لينجو مِن الموت والعقاب
لمْ يبقى مدينةٌ لنا بلا دخان ، وعناويننا اختلطت ، ومصيرنا تبعثر ، وأحلامنا تلاشت
فكانت حلقات وفصول دموية ، فيها الموت ، ورحلة اللجوء
فمَن كان ليس بالبعيد يضئ شموع شجرة الميلاد ، ويزينها بأسماء أطفاله وأحبائه
فقد الهدايا والفرحة بين زحمة الرحيل عن الوطن وبين الغربة في اللجوء
فالعودة الى البيت والوطن ، أصبحت الأمنية الوحيدة .. والدعاء الحزين برأس السنة
والذين سقطوا مِنا بين القذيفة ..الرصاصة .أو بين الركام
أبكونا ألماً وصادروا ما تبقى فينا مِن فرح
والراحلون اللاجئون بين المدن والخيام .. أوقفو عقارب الساعة عند الرحيل .. لينتظرو العودة
ومَن زحف خلف الجبال ليركب أمواج البحر هارباً مِن الموت .. /ات غريقاً قبل ان يصِل اليابسة
ومَن وعد حبيبته بالزواج بعد سنة وبمزيد مِن الورود .. قبل ان تكتمل الأيام .. كانت الحبيبة
توزِع الورود .. وتبكيه في المقبرة
كيف ننسى الأمس وما زالت الضحية التي أُطلِق عليها الرصاصة عند الساعة الحادية عشر وخمسون دقيقة
تقاوِم موتها
وماذا عن القذيفة التي سقطت مِن طائرة في السماء في الدقيقة الأخيرة مِن السنة
فتشعل النار بأجساد مَن كانوا نياماً ، فيموتوا في الدقيقة الأولى مِن العام الجديد
هل يذهب حزن الأيام التي مضت ، والام تفاصيلها مع الوقت الجديد ، في السنة الجديدة
وعند الساعة الواحدة صباحاً في اليوم الأول مِن السنة .. هل تذوب أشجان القلوب
وتجِف الدموع لتفسح مكاناً ولو صغير لفرحٍ قادم
فمن فقد أحبائه .. يتمنى لو يُرجِع الساعة للوراء الى ما قبل الخسارة والحسرة
ليشبع ذاكرته بصور مَن فقد
وللباقين منا ، من ينتظر ويرتقب الساعة الثانية عشر
كل عامٍ وأنتم أحياء ... في أرض الوطن

مصطفى حمدان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف