الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


راعيةالإرهاب

منير جمال الدين سالم

2015 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


راعية الإرهاب

ما عاصرناه من أحداث يثبت ان الحكومه الامريكيه حليف وليس عدو للاسلام المتطرف, وعدو وليس صديق للحضاره الغربيه ولمبادىء الحريه والديمقراطيه.
فالجميع يعلم الآن أن المخابرات المركزيه الأمريكيه بالمشاركه مع المملكه السعوديه وباكستان كانت تقوم بتدريب وتسليح الحركات الإسلاميه المتطرفه المعارضه للحكومه الشيوعيه فى أفغانستان والمتطوعين المشاركين لهم من المملكه السعوديه وإمارات الخليج, قبل التدخل العسكرى الروسى بعدة أشهر.
ونتذكر أيضا كيف تحالفت حكومة الولايات المتحده مع منظمة الجهاد الإسلامى والمجاهدين الأفغان وقامت بتسليح مسلمى البوسنه بالرغم من قرار الحظر الذى أصدرته هيئة الأمم المتحده, وكيف نجحت فى خلق دوله إسلاميه فى قلب البلقان, وكيف كررت اللعبه والنجاح بتحالف إدارة كلينتون مع جيش تحرير كوسوفو والمصنف بواسطة وزارة الخارجيه الأمريكيه كمنظمه إرهابيه,لقيامه بإشعال الحرب ضد المسيحيين الصرب وتهجير مايقرب من ربع المليون منهم وتدمير مساكنهم وكنائسهم وأديرتهم. وتلتها بغرب مقدونيا وجنوب الجبل الأسود وجنوب صربيا وشمال غرب اليونان فى قائمة ماسموه بحروب التحريرليتشكل خط من الدول الإسلاميه يربط تركيا بقلب أوروبا , لتؤكده تركيا بعدها بإعلان مسئوليتها فى حماية الأقليات التركيه فى بلغاريا واليونان ولتفرض حقها فى التدخل لصالحهم.
وتَكَشَف لنا أن ثورات الربيع العربى هى صناعه أمريكيه وأن التدخلات العسكريه لأمريكا أو لحلف الأطلسى فى العراق وليبيا كان بغرض إشاعة الفوضى والدمار و التمهيد لإقامة أنظمه حكم إسلاميه سنيه متطرفه لتحل محل الأنظمه الجمهوريه.
لماذ لم تمتد هذه الثورات والتدخلات العسكريه إلى الممالك والإمارات, ولماذا إمتدت خارج حدود المنطقه العربيه إلى مناطق كانت ضمن حدود الإمبراطوريه العثمانيه فى عمق القاره الأوروبيه.
وبالرغم من دراية واشنطون بتاريخ تركيا العلمانى, وكيف كان الجيش التركى الحارس للنظام العلمانى يقوم بالإنقلاب تلو الإنقلاب لإسقاط حكومات إسلاميه منتخبه ومعروف ميلها وتعاطفها مع الإسلام المتشدد والمتطرف,ومع علم الولايات المتحده أن إنضمام تركيا للإتحاد الأوروبى سيعنى حرية الحركه والإقامه والعمل للأتراك فى جميع دول الإتحاد, وسيعنى غزو ناعم للإسلام المتطرف على أوروبا, إلا إنها كانت تدفع وتضغط دائما لضم تركيا لعضوية لإتحاد الأوروبى.
نائب وزير الخارجيه ستروب تالبوت يصرح فى حديث له فى عام 1999 بأن النظام القديم للدوله القوميه المستقله والذى يتمسك بالقوميه والوطنيه بمعناها المطلق, عليه أن يفسح الطريق لنظام جديد تشعر فيه الدول بالأمان الكافى فى ما يخص هويتها ومحيطها, حتى تلغى حدودها وتندمج إقتصادياَ وحضارياَ, ويضيف بأن السياسه الخارجيه للولايات المتحده تعمل على تقويض نظم الحكم التى تتمسك بالنعرات القوميه والوطنيه فى أوروبا بخلق عدة دول إسلاميه فى البلقان لتمهد طريقاَ أخضر يوصل تركيا إلى قلب أوروبا.
الرئيس بيل كلينتون فى خطاب له أثناء زيارته لتركيا فى عام 1999 : " الولايات المتحده ليست عضواَ فى الإتحاد الأوروبى, ولكنى أحث دائماَ على تقدم وتسريع الخطى نحو التكامل والإتحاد, مازال هناك من ينظر إلى أوروبا فى حدود ضيقه,بالقول أن على أوروبا عليها أن تتوقف عند هذه السلسلة من الجبال أو عند ساحل هذا البحر, والأسوأ حيث يعبد الناس الإله بطرق مختلفه, ولكن هناك وعى مشجع ومتزايد نحو فهم جديد بأن أوروبا الجديده هى فكره ونموذج وليست مجرد موقع جغرافى".
وفى أثناء رحلته إلى تركيا فى عام 2004 , يعلن الرئيس جورج بوش أن إنضمام تركيا للإتحاد الأوروبى سيثبت أن أوروبا ليست بنادى خاص لديانه واحده, وستصور أن صراع الحضارات قد أصبح من أوهام التاريخ.
و يصرح الجنرال ويسلى كلارك الرئيس السابق لحلف شمال الأطلسى, بأنه لايوجد مكان فى أوروبا الجديده لدول قائمه على العرق والعنصر الواحد, ويقول إن هذا كان من فكر القرن التاسع عشر, وعلينا الآن الإنتقال إلى القرن الواحد والعشرين, الإنتقال إلى الدول متعددة الجنسيات والأعراق.
وجهة النظر الأمريكيه أن إحياء نموذج الإمبراطوريه الرومانيه القديمه أو الإمبراطوريه العثمانيه واللتان كانا يحكمان العديد من الشعوب مختلفه اللغات والعقائد والثقافات هو نظام قابل للتطبيق فى النظام العالمى الجديد , وأن إختبار تطبيقه فى منطقة نفوذ الإمبراطوريه العثمانيه والإمبراطوريه الرومانيه, وبتزعم تركيا لنموذج كهذا فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وربطه بالإتحاد الأوروبى هو أفضل وسيله تخدم مصالحها وحلفائها فى الهيمنه على مسلمى العالم وفى الهيمنه على مصادر الطاقه وفى تطويق محور المقاومه وإضعاف روسيا المتحالفه معه. وبدأت فى توزيع أدوار الفوضى الخلاقه للتمهيد لمشروعها وبتجنيد حلفاؤها من الأتراك والأعراب لصناعة ودعم وتوظيف الإرهاب فى لبنان وسوريا واليمن والعراق, ثم بالتدخل المبرر بنفس الحجج المتكرره والمعاده, من إمتلاك أسلحة الدمار الشامل أوإنتهاك حقوق الإنسان أومحاربة الإرهاب.
أمام العوائق الغير محسوبه والتى واجهت التتنفيذ, إضطر التحالف لتغيير أهداف وخطط التنفيذ بمقايضه أوروبا بوقف نزوح وتدفق اللاجئين مقابل إحياء مفاوضات إلتحاق تركيا بالإتحاد الأوروبى, وإحياء مشروع بايدن لتقسيم العراق بالتدخل العسكرى لحلفائها الإقليميين لإقامة الدوله الكرديه ولإقامة الدوله السنيه فى المنطقه التى يسيطر عليها تنظيم الدوله وضم الكيانين الجديدين فى شكل إقتصادى وسياسى مع تركيا, علاوه على الحلم الذى إستحال عليهم طويلا فى إسقاط الأسد والقضاء على حزب الله.
مقابل أى خطوه نحو التنفيذ, يأتى رد الفعل الروسى بمزيد من العقبات وبمزيد من التصعيد, وبوتن لن يتراجع, وكذا أمريكا وحلفاؤها فى الغرب وفى المحيط العربى, ولاحل وسط يرضى جميع الأطراف, فهل من تغيير آخر فى السياسات والسيناريوهات؟ أَو صدام محتوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو