الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالروح بالدم نفديك يابطارية

محمد الرديني

2015 / 12 / 21
كتابات ساخرة


على مر السنوات تظهر بين الحين والآخر برامج تلفزيونية نحمل عنوان صدق او لاتصدق. بعضها ظريف وبعضها الآخر يريد شد الانتباه مهما كلف الامر وبعضها يحمل كذبا مفضوحا.
وكلها تظل برامج للتسلية وقضاء وقت الفراغ ولكن واقع الحال في الحياة العملية غير ذلك فليس لديك خيار التصديق او عدمه اذا برزت امامك الوقائع جلية واضحة.
انتبهت الرقابة المالية الى ان الشركة العامة للبطاريات انتجت خلال سنة 158 بطارية تحت اشراف 2138 عاملا وهو مايعادل 13 عاملا لأنتاج البطارية الواحدة خلال العام.تخيلوا 13 عاملا يقفون بالصف او بالدور امام شريط انتاج البطارية ،عامل "يعبي" الاوكسيد الحامضي والثاني يراقب غلاف البطارية الاسود والثالث يضع الغطاء الاحمر على "الفيشتين" اللتين تزودان محرك السيارة بالكهرباء والرابع ذهب للصلاة والخامس مايزال يتكلم ب"الموبايل" اما السادس والسابع والثامن فقد ذهبوا لتناول الغداء للمرة الثانية.
الرقابة المالية مثلها مثل خيال المآته فاعضاؤها يصرفون الوقت والجهد لمناقشة واقع الانتاج وبعد ساعات وربما ايام تنقشع الغمامة ويذهب كل لحاله وكأن شيئا لم يكن،ويبدو ان حالها مثل حال الامانة العامة لمجلس الوزراء الذي اختص فقط في تحديد العطل الرسمية والمناسبات الدينية.
لااسهل من الانتحار في اليابان ولكنه يزداد سهولة حين يقال لهم ان العراق ينتج بطارية واحدة كل يومين حينها سيستقيل وزير الصناعة الياباني بينما يأمر وزير الصناعة العراقي فراشه الموقر بزيادة تلميع كرسيه ويرش عليه البخور لكي يستقر فيه سنة اضافية.
ليس من المعقول ياناس ان تنتج الشركة العامة بطارية واحدة كل يومين وسعرها في السوق يصل الى 70 ألف دينار.ولاتنسوا اننا امام شركة لها مدير عام ومعاون مدير عام ومعاون معاون مدير عام لشؤون الانتاج ولكل واحد من هؤلاء سكرتير او سكرتيرة وفي النهاية يخرج علينا الناطق الرسمي للوزارة بالقول ان مخصصات الوزارة للميزانية الحالية تكفي فقط لصرف رواتب العاملين.
احد خبراء الضرب والجمع في دروس الحساب الاولية قال: ان تكاليف الانتاج للبطارية الواحدة بلغت 117 مليون دينار بموجب التكاليف المتحققة من الرواتب والنفقات والبالغة 18.5 مليار دينار سنويا.
يبدو انها ليست بطارية عادية فهي اولا عراقية المنشأ ثانيا يشرف عليها والعناية بها 2138 عاملا وثالثا لهذه البطارية مدير عام الله يعلم كم ساعة يداوم بالاسبوع.
واحد مشاكس من اولاد الملحة قال:عيني ترى حقهم ينتجون بطارية واحدة كل يومين ،فالسنة في العراق هي 30 يوما فقط.
فالاربعينية 10 أيام ومثلها ايام عاشور و12 يوما لولادة ووفاة الامام علي،و7 أيام للمولد النبوي ورأس السنة الهجرية والميلادية ونوروز و14 يوما للعيدين و10 أيام زيارة موسى الكاظم و5 أيام فرحة الزهراء و30 يوما للتفجيرات و30 اخرى للانتخابات.
ولاننسى 30 يوما لمنع التجول ومنها عيد العمال العالمي مع عطلة الخميس والجمعة.
اذن ايها السيدات والسادة بحساب الانتاج نجد ان بطارية واحدة كل يومين هو قمة الانتاج وربما سيفيض يوما ما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر


.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش




.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص


.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود




.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا