الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يواصل بروفات مسرحيته(أمراء الجحيم) ...الفنان فاروق صبري: حلمي المتوهج العودة للوطن عبر منطاد عرضي المسرحي

فاروق صبري

2005 / 11 / 6
الادب والفن


حاوره / عبدالرزاق الربيعي
يعد الفنان فاروق صبري من المسرحيين العراقيين الذي اخذتهم قافلة المنافي من احضان دجلة والفرات وخشبة مسرح الستين كرسي ومدينة الذهب الأسود ، كركوك ، التي نشا فيها وتحديدا محلة "قورية" المزدحمة بالقوميات الثلاث التركمان والكرد والعرب وأصوات القطار وسوق الخضار حيث كان البدء هناك ... في ذلك المكان البهي ، معهد الفنون الجميلة-قسم المسرح والسينما الذي درس فيه خمس سنوات مساهما في معظم عروضه و كان أهمها"اسكوريال" و"قائل نعم وقائل لا" للكاتب بريشت من أخراج المبدع طارق العذراي.

ولانه اختار فرع السينما لذا كانت أطروحة تخرجه فلما سينمائيا قصيرا مأخوذا من قصة"التابوت" وهي إحدى قصص "المملكة السوداء" للقاص المتألق محمد خضيروخلال اشتغاله في فرقة المسرح الشعبي ،و فرقة الستين كرسي ممثلا

ادى الدور الرئيس في مسرحية " امتحان الموديل" وكـــــ(دبل كاست) مع الفنان فلاح هاشم والمسرحية من إخراج كاظم الخالدي.

وفي عام 1979 أقصي-كما يقول - صوب هاوية المنافي و بعد محطات القطارات والجبال والمطارات اتخذ من دمشق بيتاً فساهم في تأسيس فرقة بابل المسرحية مع نخبة من الفنانين العراقيين ، قدم مسرحية "لحصار"للكاتب الكبير عادل كاظم حيث مثل فيها الدور الرئيسي –محمد السايس- والتي عرضت على صالة القباني كما مثّل في مسرحية "انتيجونا"الفنانة روناك شوقي والتي عرضت في إحدى دورات مهرجان دمشق بالاضافة الى مشاركته كممثل في العديد من عروض المسرح القومي السوري وفي بعض الدرامية السورية لكن تبقى مسرحية "العربانة" للشاعر مظفر النواب والمخرج باسم عبدالقهار هي المحطة الابرز في تجربته حيث احتفى بها النقد المسرحي والصحافة الفنية

بعد ذلك قدم ثلاث أمسيات عبر طقس مسرحي الأولى للشاعر صادق الصايغ والثانية للقاص شاكر الأنبا ري في المركز الثقافي الروسي والثالثة للشاعر باسم فرات حيث قدمت في مقهى وبار في مدينة اوكلاند بالاضافة الى جهوده هذه فله كتابات في المسرح والأدب والسينما والفن التشكيلي منشورة في الصحف والمجلات العربية.

عن بدايات رحلته قال الفنان فاروق صبري "كانت مقاطع من قصيدة "أنشودة المطر" للسيّاب ضمن منهاج المرحلة المتوسطة، وحين كنت تلميذاً في متوسطة الإمام قاسم بكركوك أحببت هذه القصيدة وحفظت مقاطعها المطلوبة وكان أستاذ اللغة العربية يشجعني على ذلك بحيث أصبح لا يبدأ حصته إلا بعد وقوفي أمام تلاميذ صفي وأنا أرتل:

عيناك غابتا نخيل ساعة السحر

أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر

عيناك حين تبسمان تؤرق الكروم

وترقص الأضواء... كالأقمار في نهر

يرجّه المجذاف وهناً ساعة السحر

كأنما تنبض في غوريهما ’ النجوم

ومع نهاية إلقائي المقطع الأخير كان أستاذي يصرّخ بفرح:

ولك يا ابني لازم تصير ممثل

وبقيت هذه العبارة ترّن في أذني عبر أنشودة السيّاب التي وهّجت في روحي وجد لفن التمثيل ودلّتني إلى نافذة الإبداع والمعرفة، نعم استادي قد دلّني إلى حب التمثيل و بدر شاكر السيّاب مسك من يدي وأوصلني إلى قاعة حقي الشبلي حيث تخطيت فيها امتحان القبول وقبلت في قسم المسرح والسينما في معهد الفنون الجميلة ببغداد.

خمس سنوات فترة دراستي في معهد الفنون الجميلة، ثلاث سنوات منها درست المسرح وفي السنتين الأخيرتين دخلت قسم السينما، حيث توّجت بأطروحة تخرجي وهو فلم قصير كتبت السيناريو له، وهو مستوحاة من قصة"التابوت" وهي إحدى قصص "المملكة السوداء" للمبدع محمد خضير الذي سافرت إليه إلى البصرة والتقيت به حيث اطلع على السيناريو وفي اليوم التالي أخذني إلى شارع الكورنيش وجلسنا على رصيفه وبالقرب من البواخر والنوارس والطيبة البصرية قرأ عليّ ملاحظاته المكتوبة على مجموعة من أوراق الفلوسكاب والتي يبدأها بـــــــــ: يملك السيناريو عقلية متميّزة.. وحين سمعت هذه العبارة رجفت فرحاً وخجلا وحلماً، خاصة حينما قال: في السيناريو مشهد الممر الضيق الطويل جداً، من سقفه الممتد تتدلى عشرات المشانق وفي نهايته تظهر امرأة تغرق في السواد وتلبس على رأسها الشيله ، تركض باتجاه الكاميرا وهي تسقط المشانق واحدة واحدة ويصوّر الممر والمرآة والمشنقة من جميع الزوايا والأبعاد ، هذا المشهد كنت أتمنى أن أسبقك إليه وأكتبه في قصتي هكذا قال لي محمد خضير ...

يا الله كم قرّبني هذا التواضع المتألق إلى بوابة الإبداع والصفاء، القلق والهواجس.

* وماذا عن رحلتك مع المنفى؟

- في بداية الشهر الثاني من عام 1979، الساعة الواحدة بعد الظهر ومن منطقة الحافظ القاضي تحركت سيارة شوفرليت بيضاء، كنت أحد ركابها الخمسة والتي ما آن تجاوزت حدود الوطن حتى شعرت بإقحامي في فراغ مظلم ولا حدود أو أرض له، وهذا الشعور لازمني لفترات طويلة ولم تسعفني منه نشاطات مسرحية محدودة وكاد أن يؤدي بيّ إلى الهلاك والجنون، لكن الشام الحبيبة وأهلها الرائعين الذين عشت بينهم عشرين عاماً قد خففت من شعوري ذلك وعلمتني كيف أكون صبوراً و متسامحاً، وبدأت مرحلة أخرى أكثر تلامساً وتفاعلاً مع صيرورة الحياة، بحيث حين سألني أحد الأصدقاء في رسالة أرسلها لي: كيف غربتك في سوريا؟

قلت له: صدقني بأنني بدأت أحس بأنني انتقلت مضطراً من محافظة بغداد إلى محافظة دمشق، ففيها تواصلت مع المسرح والصحافة ومع اتزاني النفسي والروحي والذي توّج بلقائي بزيتونة قصابين، فرات اسبر وهي لا غيرها انتشلتني من سفاهة البكاء على الأطلال واستدرجتني إلى مواجهة أكثر حماسة مع يوميات الحياة و المعرفة.

* تجربتك الاهم مسرحية ( العربانة ) ماذا تعني لك ؟



-وكأنك تسألني ماذا يعني لي العراق!!!؟

أقول ذلك ليس لأن كاتب نص "العربانة" بطقسه العراقي هو الشاعر مظفر النوّاب وهو توأم العراق وإنما لأنني ومن أول يوم بدأنا البروفات عدت إلى العراق ، نعم أيام البروفات والعرض كنت في بغداد ، أتجوّل في شوارعها ، أمشي في شارع الرشيد ، سوق الصفافير ، أجلس على مقعد في حديقة الأمة قرب جدارية فائق حسن ، أشتري من مكتبة التحرير"بنّاي" نسخة من "المسرح والمرايا" وبعجالة أتصفحها وأنا اشرب استكانة جاي في المقهى الرصافي وبسرعة أقطع درجات السلم المؤدي إلى مسرحي الستين الكرسي الذي يتربع عليه تاج مسرحنا جعفر السعدي، وأركب الباص الأحمر أبو الطابقين وبلذة أقرأ صراحة أبو قاطع ومع نهاية حكايته الجريئة والجارحة أكون في حديقة اتحاد الأدباء وأتجوّل مع عبدالله صخي في حقوله الخضراء ، بعد منتصف الليل أصل كراجات كركوك ، مع أول الفجر اعبر جسر الخاصة وأنا اردد أغنية كردية :

جاده جول سيبربو

كاتي به ياني

فيما أرى وجوه طيبة تتسابق نازلة من على الدرجات الإسمنتية لقلعة كركوك وصدى أغنية تركمانية تنداح:

قلعنن ديبنده

بر داش أولاي ديم

نعم كان العراق حاضراً، ملازماً لي ومعانقاً صوتي ومزدحماً في جسدي ومحركاً روحي ومحرّضاً ذائقتي وذلك عبر دوري في شخصية " أبو اسيكيو" التي رسمها النواب بوجد شاعري وعراقي خلّاق وتعانقت معها بحيث لم أستطع التمييز من منا ظلّ للأخر و يومياً ولفترة ستة أشهر في المنتدى الثقافي العراقي بمنطقة الجسر الأبيض وصالة الحمرا بدمشق والمركز الثقافي العربي باللاذقية، هذه الفضاءات التي شهدت البروفات والعروض.



* كيف ترى واقع الحركة المسرحية العراقية والعربيةمن خلال متابعاتك ؟

-اختياري الاضطراري لهذه الجزيرة التي تستبق بقاع الأرض في استقبال الشمس بأحد عشر ساعة تقريباً أبعدني عن المسرح ومشاهدة العروض المسرحية ولقد مرت خمس سنوات على هذه الغربة القاسية وأنا في وضع نفسي وثقافي متصحّر، لذلك من الصعب عليّ تكوين أو طرح رأي شامل ودقيق عن (الحركة المسرحية العراقية والعربية عموما) الآن ولكن من خلال قراءاتي للصحف والمواقع الإلكترونية ومن خلال متابعاتي ومساهماتي السابقتين يمكن القول بان "الفعل" المسرحي في العراق وبعض الدول العربية متعثر ومبعثر بحكم تعثر وتبعثر الواقع الثقافي وبل اختناقه في بودقة الصوت الواحد ، صوت الايديولوجيا والحكام والتكفير ولكن مع ذلك هناك إجتهادات لمبدعين مسرحيين ، وتلك الاجتهادات في النص والتمثيل والرؤية الإخراجية تضاء في المهرجانات ولفترات قصيرة ومن ثم تغيّب أو تذبل ولا تتواصل تجديدياً أو يتواصل معها مسرحيون يكتفون بــ( انتصارات) لا ترتقي إلى بوابة الظاهرة ولا يؤسسون-أو تحول ظروف اجتماعية وشروط سياسية من خلق- تيارات إبداعية شهدتها بلدان أوروبية وحتى الأفريقية الفقيرة اقتصادياً ، وبعض من المسرحيين ولسنوات طويلة وربما ليومنا هذا مشغولين في قضية(مركزية) إلا وهي الهوية ، فبدأت التنظيرات و(الاجتهادات) والحوارات من أجل تحقيق هذا الهدف المركزي ، الهوية ، فتصوّر اثنين وعشرين (قطراً) يحاول مسرحيو كل واحد منه في عروضهم إثبات (خصوصية أو هوية) قطره الوطنية ، وبعضهم (تجاوز) و (تخطى) قطريّته حيث ملّح و(عمّق) حواره وتنظيره واجتهاده بموروث إسلامي وعربي بصورة لا تختلف عن العشرات الكتب الصفراء التي تناقش أو تعارض كيفية وطريقة الوضوء قبل الصلاة!!!

نعم الكثير من المسرحيين والعاملين في فضاء المسرح غرقوا في خرافة الهوية.



- يرى المشتغلون في الحقل المسرحي وجود أزمة في النص المسرحي !!؟

- في رأيي وجود الأزمة في الظاهرة المعرفية وفي فضائها الأخطر والأكثر إشكالية أعني المسرح، يعني التفكير في التجديد والتحريض على الخلق، فلولاها"الأزمة" يدّب السكون والخواء لأنها مضادة وبل مشاكسة للمقولة البليدة: القناعة كنز لا يفنى...

ولقد صار الحديث المتكرر عن (أزمة) النص أو التمثيل أو الإخراج أو الإنتاج أو المتلقي محاولات لتبادل الاتهامات بين أصحاب الأبعاد الإبداعية الرئيسية للمسرح التي ذكرناها.

هل يمكن إبدال كلمة (الأزمة) بمفردة أكثر تعبيراً عن الواقع المسرحي!!؟

مثلاً نقول: أن هناك إخفاقاً وإختناقاً في عقلية (المسرحي) وبيئته، في ذائقته و رؤيته، وأيضاً في ذائقة متلقيه- الجمهور ووعيهم الإجتماعي والفكري والسياسي.



*المختبر المسرحي اصبح ظاهرة يتمسح باركانها معظم قديسي المسرح كيف تفهمه ؟ وهل لديك تجارب في هذا الحقل ؟

- للمختبر المسرحي تاريخ طويل وأن اتخذ مسميات أوعناوين متباينة ، ولقد شكّل تارة بديلاً للمعاهد أو الأكاديميات المسرحية ومرّات رديفاً لها ، وأخرى جاء كإجتهادات أو محاولات شخصية لفنانين مسرحيين هاجسهم التجديد والتألق في فضاء المسرح .. وفي كل الحالات المسرح يتطوّر تقنياً وفنياً وفكرياً عبر توفر المختبرات، وفي الحقيقة لم أشترك في مختبرات معينة ولكن المبدع الراحل فواز الساجر بدأ بروفات مسرحية " القمر يصعد إلى السماء" لفرحان بلبل بتأسيس ما يشبه مختبراً في خان أسعد باشا، وكنت أحد الممثلين المشاركين في هذه المسرحية مع عدد كبير من الممثلين، منهم جيانا عيد، زياد سعد، زيناتي قدسية، ورغم أن هذه المسرحية لم تعرض إلا أن الساجر الذي أعطاني أداء شخصيتين مختلفتين قد وضع جميعنا ، الممثلين في طقس تحدَّ وتجديد لبنية الجسد والنفس والصوت

*رغم دخولك المبكر في عالم المسرح الا ان حصيلتك من الاعمال المسرحية لا تتناسب مع تجربتك الطويلة , لماذا انت مقل ؟

- اسمح لي أن أجيب في آن واحد على سؤالين حول أنني (مقل في النتاج المسرحي) و عن تجربتي في ( الكتابة والعمل الصحفي)، لان ما بين الأقواس الأربع من استحقاقات الغربة، فالاستحقاق الأول مرير لكنه يعكس معاناة المسرحيين العراقيين وأنا واحد منهم وصعوبة التواصل والالتقاء بينهم بسبب أللاستقرار والتشتت، إذ كيف يمكن لي إنجاز وتواصل العمل المسرحي _ وهو عمل جماعي _في وقت كانت فيه حقائب الكثير من المسرحيين مخدّات لهم في الليل وفي نهار أخر تكون تلك الحقائب متنقلة بين المطارات والحدود ولقمة العيش والبحث عن الأمان !!؟

*و الكتابة الصحفية هل تعتبرها نشاطا موازيا في تجربتك ؟

-"ورطتي" الجميلة في ممارسة العمل الصحفي والكتابة في المجلات والإذاعة، وما ورّطني في مهنة المتاعب دافعان، الأول إحساسي المرير والمؤكد بصعوبة تواصلي وإنجازي مشاريع جديدة في المسرح للأسباب التي ذكرتها قبل قليل، فخفت من أن حالة كهذه تصدئ الروح والذائقة والرؤية فالتجأت إلى الكتابة في الصحافة، وبها ومن خلالها تعرّفت على وشخًصت ما هو طحلبي وطهراني، معرفي أو تسفيهي في مشهدنا الإعلامي والثقافي.

* وماذا عن امراء الجحيم عملك الجديد ؟



- قبل أكثر من عامين كنت أتحدث مع الصديق الشاعر أحمد عبدا لحسين حول رغبتي وبل أمنيتي في مشروع مسرحي – مونودراما ، موضوعه يخص المشهد العراقي المثقل بالدم والفجيعة ، واقترح عليّ في حينه فكرة عن" المستوردين الجهاديين الانتحاريين" ، واقترحت عليه أن يكتب النص لكن يبدو انشغاله قد حال دون ذلك ، وتواصلت مع هذه الفكرة واخطط لها وفي كيفية تنفيذها بصرياً في المسرح ، التقيت بالشاعر عبدالرزاق الربيعي وطرحت عليه الفكرة وبعض الخطوط الدرامية للعرض وجوانب من شخصياته وسينوغرافيته ودخلنا أنا والربيعي في ورشة عمل ونقاش ما زالت مستمرة وكانت أنضج ثمارها النص الذي كتبه الربيعي خلال زمن قياسي يدلل على حماس جسور وطاقة تقنية ورؤية فنية متميزة ، ولقد بدأت التحضيرات الأولى لتجسيد النص في عرض مسرحي أروي فيه سيرة وخلفيات و(جهادية) ستة انتحاريين تجاوزوا حدود العراق عبر ست بوابات تحيطه وأتأمل أن يكون عرضه الأول في الشهر الثالث من العام القادم.

*هل تفكر بالعودة الى الوطن ؟

- في رواية"آخر الملائكة" لفاضل العزاوي يعود أحد أبطالها إلى مدينته كركوك بعد غربة قاسية وطويلة عبر منطاد، هو حل روائي تخييلي متألق وأمل شاعري مشحون بعشق الأرض الأولى، سأعود إليها عبر منطاد عرضي المسرحي، هو حلم متوهج في الروح، سوف يضاء مع رفع الستارة وبدء عرض مسرحية" أمراء الجحيم" في المسرح الوطني!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07


.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب




.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج


.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت




.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال