الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغريبة التي لا اعرفها/ قصص قصيرة

منير ابراهيم تايه

2015 / 12 / 22
الادب والفن


الغريبة التي لا اعرفها
مساءك كما تريدين، قد لا أعرفك والمؤكد انك لا تعرفينني ولكني أعرف مدى إحتياجي إلي الكتابةِ.. الكتابة إليك فلدي الكثير لأقصه، ولكني لا أكتب من أجلِ الحكاية بقدرِ ما أكتب لأني أحتاج لذلك، أحتاج ان افهمني وأحتاج لأن اتخلص من صراعات تدور بلا نهاية
تائه انا بلا وجهة، صرت اجوب الارض بحثا عن أشباهي، بحثا عن الشعور بالانتماء لشيء ، اي شيء، شيئا لا أعرفه بعد ولكني أحتاجه، لا تسأمي من غموضي، بعض الحكايا لا تكفيها الكلمات، فإقرأ ما لا تراه عينيك...
ذلك اليوم ذهبتُ إليه ,, انا لا أُحبه بالقدر الذي يظنه من حولي ,, فقط آلفته ,, الفتُ الجدران والوانها واللوح المتراصة علي مسافاتٍ غير منتظمة باعثةً بحياة ذائفة ,, الفت انغام الموسيقي المُرهِقة المنفرة وقائمة الشراب المائلة التي أقوم لأُعدِّل من وضعيتها في كلِ مرة وما أن اعود لطاولتي حتي أجدها تميل ثانيةً وانا في حيرة أهي المائلة ام اني أري روحي فيها فيحضرني احد مشاهد فيلم ماتريكس وأتساءَل “أخُيِّل لناظري؟” ,, يبدو ان الامر مجرد إنعكاسا لنفسي علي الأشياء ..
ترهقني وضعية الأشياء وحركة الاشخاص والصخب غير المبرر، أشك احيانا بأني مصاب بالتوحد فلا أُطيق ما يشتت إنتباهي فأتقوقع على ذلك الكرسي او انتقل الى آخر طاولة في المكان لأنأى بنفسي عن الصخب المتزايد وكلما ابتعد يزداد اكثر فأكثر الصخب نابع من رأسي انا لا ممن حولي....
وعلى تلك الطاولة تحضرني المشاهد المختلفة المتسارعة ، محادثات سابقة، كلمات متناثرة، افكار، وجوه اشخاص كثيرة، أصوات ترتفع وترتفع، نحيب، بكاء، صريخ، خوف كلمات تتردد، أفقد السيطرة من جديد، أُعدِّل من وضعية الاشياء، اتنفس.. اتنفس بعمق، تذهب نوبة الأفكار فاستريح لدقائق.. اتأمل الزجاج بجانبي فأرى تلك العجوز فتُسعدني رؤيتها.. تسعدني رؤية من ينتمون لهذا المكان, قد يكون الانتماء هو كل ما ينقصني وقد يكون ما ابحث عنه اكبر من أن افهمه او أعيه، يتصاعد بخار الثلج من فمي، فأرى فيه خيالات مشاهد تتكرر.. ارى فيه صراعات لا تنتهي، اشاهدها وكأني أراها لأول مرة، لم أُعاصرها .. أشعر حينها بأني لا انتمي اكثر، لا انتمي إلى الحكايا غير المكتملة، لا انتمي إلى تلك الحياة التي لم أعد اعرفها ولم تعد تعرفني.. لا انتمي الى نفسي ولا الى تلك الروح المشوهة التائهة..
ألا زلت تقرأين؟! ,, ممتن لك وممتن أني كتبت حد وصولي لهذا السطر، ممتن للقدر ورسائله، ممتن للصراعات التي أخوض ولكن رغم إمتناني تعبت، استنزفت..
تغيرت الكثير من الاشياء في زمن قليل، تغيرت انا وتغيرت لدي الكثير من الثوابت او مما ظننتها كذلك، صارت المعارك أشد وأعتى من ان افهم او اقاوم
ولكي اتعلم حدثيني عنك، عن معاركك، ايتها الغريبة، فأنا سأمت من الحديث حدثيني لافهمني.. لانتمي.. لاتخلص من صراعاتي فاني ما تعلمت ولم انتم ازدادت صراعاتي فاني لا اخشى الموت ،، فقط اخشى ان أُسيء اختيار قراري

افكار
حين تفكر؛ إستبعد الفكرة الأولى التي تدور في ذهنك وشكك في الثانية ونفذ الثالثة فورا

اصوات
بعض الأصوات هي نعمه من الله تُبهج القلب وتطهر الأذن وتمحي شوائب العقل وتجعلنا نكمل مسيرة حياتنا ونمضي قدما

سؤال
كيف انت اليوم؟
ما زال قلبي ينبض.. سأموت في يوم آخر؟ّ!

شعارات
في الليل، كُتب على الجدران شعارات مناهضة للدولة. وفي النهار، خرج السكان لإزالتها..؟؟ّ!
غربة
كيف أنت وما الجديد في حياتك؟
قلت.. ليس هناك جديد فأنا برنامج أبي للتسلية
قال: سأخطب لك.. فخطبت
تزوج.. فتزوجت
انجب.. فأنجبت
افعل ولا تفعل. ففعلت ولم أفعل؟!

المدفاة
جلس حول المدفأة بعد أن اشعل فتيلها، وبعد ان ارتفعت السنة اللهب، جلس قربها.. احتضنها.. نظر حوله.. فشعر بقشعريرة تسري في فؤاده

قالت لزميلها الذي كان بعد ان هز انفجار هائل البناية التي يعملان فيها..
لنغادر هذا المكان
قال لها: كيف نغادر مكانا نسكنه من الآف السنين
قالت: قلت نغادر الزمان الذي يسكننا منؤ الآف السنين


متوالية
كي أصبح أنا جاء من قبلي آلاف
وكي يصبح غيري جئت أنا
سر
عيناك تحمل سرا لا تدركه خفيا لا تدركه الابصار، أراه يظهر جليا في جلسة المساء، أرى وجهك مليا أراه كصفحة ماء لا يثبت على شيئا فقلبك يحمل حبي سرا..


شيطاني
شيطاني يحاصرني.. يهاجمني من نقطة ضعفي، فهو يعرفني يجري في دمي،، شيطاني يطلب أن أخضع أن أركع.. شيطاني أذكي من أن يأمر

الفارس الاسود
في غرفة صغيرة جلسنا بجوار النافذة، التي أدخلت نورا ضعيفا أضاء الغرفة، وإن كان لم يتح لنا فرصة التعرف على ملامح بعضنا البعض. كان صديقي هو الشخص الوحيد الذي اعرفه، وفتاتان يابانيتان، وأما الباقي كانوا صينيون . جلسنا بانتظار المعلم .في صمت غير مقصود، تذكرت أنني جئت إلى هنا من قبل، ربما في زمنٍ آخر. كان كل شيئا مألوفا. تذكرت أنني- في ذلك الزمن – قد حاربت فارسي الأسود وانتصرت عليه. كنت أسمع صوت السيوف وهي تقطع الهواء، وأرى مشاهد تلك المعرك، ولكني لا أدري كيف انتصرت .قلت لصديقي ذلك.. فلم يتعجب . بل قال أنه يتذكر تلك الأحداث أيضا، وكيف انني لم اظهر السعادة المناسبة لمثل هذا الحدث حينها، بل أنني حتى لم اعطه الاهمية الكافية، واكتفيت بابتسامة معلنة على وجهي، وبدخول المعلم توقفنا عن الكلام وبدأنا في العمل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس