الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُنهارُ وعوائد السقوط

ماجد ع محمد

2015 / 12 / 22
الادب والفن


يوم تهارشت حيتان التضورِ على دهاليز كيانه
ونفادِ مِحرابه من ذخيرة التسلُحِ
بعِلات الوجود في عمومِ بنيانه
باغتته نوبةٌ كانت أشبهُ بعارضٍ يُداهم
قامة مَن كَرَعَ إبان قيظ الظهيرة لتراً من العَرَق
ومن نشوة السقوطِ غدا كالقطرة الواقعةِ غماً من حوافِ الأرق
مندفعاً للأسفلِ كنيزكٍ يغور الى الهاوية
وبكل ذراتِ هيئته فوق عراء الاسفلت اندلق
هابطاً بما يحمله من الأخيلة على مرأى المتفرجين
ومع أنه لم يكن قد اُنعم عُودهُ بالتمدد بعدُ
على السرير الفاحمِ كليلٍ أكلحُ
من ليلِ ضريرٍ يقود في الزحمةِ رهطاً من العابرين
ومع ما قد ينبعث من دنيا المُنهمرِ رغماً على الطريق
لتتبعها رناتَ بعثرة الرؤى
وترنيماتٍ تُلحّف جَسَدَهُ بسيمفونيا الأنين
حتى فاجأته ناقلةً بيضاء الخواصر مستكملةً بصدمتها عليه
ليُخالط تالي الصعقتين في جُرنِ العبراتِ
بياضاً طائراً بسوادٍ مقيم
فيغادر المصعوق كلمحِ الضوءِ
دنيا اليقظةِ الى تخومِ سباتٍ أليم
أبداً لم يكن وقعُ السقطة فاتراً حين انهدم الرجل على مرأى العابرين
بل ومن حرارة المَشهَدِ
بدا المُبلغُ المتجولُ على أرصفة الحارةِ
كمن بهوسٍ يُزاحمُ العطّارَ في الأزقةِ
ومن باب السَبقِ
راحَ يُمسكُ بمنقار نبأٍ خامٍ عن المَرمي
ملوحاً بهِ
كما يلوِّح الراقصُ في رأس الدبكةِ بمنديل البهجةِ أمام الكاميراتْ
فيما تلا قرينه في الكارِ
تقريرهُ الصاخب عن الممدودِ، والمكانِ، وأهم المجرياتْ
ثم عقّبهُ آخرٌ وفتّتَ الوقائع مع جسد صاحبه
كقُطع الضأن المعروضِة بتفاخُرٍ في واجهة المحلاتْ
مشرّحاً الحدثَ الى فصولٍ
وكتلٍ
وزوايا
وجزئياتْ
مفرداً أمام المارة
تحقيقاً أطول من شارع الاستقلال باسطنبول
ثم تلاهُ متحاذقٌ
وتكفل بتدبير مَبحثٍ فضفاضٍ يُحاكي ثوبَ عروس
كرداءٍ مزدانٍ حتى القمة بأبهى المفضّلاتْ
مع ملحقٍ شهيِّ يتحرى ملابسات السقوط ومن سقط
والى لحظة اختتام مراسيم الاحتفاء بالجسد المشلول
بدا الصريعُ المشمول بالغضبِ
يموج كطيفٍ تتقاذف به الأهواء في المدى
ومع أنه لم يفلح بعدُ بلقاء رسول الخذول
ولا هبط عليه الى حينهِ ملكُ الردى
إلا أن الذي ساقَ التائه بخوالجهِ الى مضارب المنيةِ
وأوداهُ الانطباع الى مُنغلَقٍ طويلٍ
طويلٍ
طويلْ
سارحاً في هواجس ما بعد حُرقتهِ العائدة من ديار الصدى
معايناً مرأى العابرين
في تناوبهم على هيكلٍ بلغَ صيتَ سلعته المدى
مستثمرين دون وخزِ
راحَ كلّ منقضٍ يتناول بُقعةً
من تضاريس مَن شُدت الأنظار إليه
ومِن ثم قبضوا ثَمن المرورِ
تالي المكوثِ بُرهةً كسربٍ من الغِربان عليه
فكل مُتاجِرٍ حين العَرضِ نهش قدر حاجتهِ
من رُكنٍ يود الترويج من خلاله لبضاعتهِ
وأغلب الوكالات ظلت لساعاتٍ
تنهل أنباءها من أطراف المُنطرح
أما المسجى نفسهُ
فلم يحظى بأخذِ شيءٍ منهُ
ولم يأتِ على ذكره أحدٌ بفلسٍ
ربما لميدان الصحوِ يُعيدهُ
أو علّهُ يُزيحَ ببرقهِ غيمَ المتهارشين عنهُ
حتى يُداوي من خلال قيمته أسباب الانحدارْ
وهكذا مرّت على سكته المعروضةِ كل مواكبَ الإشهارْ
فَرِحَةً بما تحملهُ من جسم الضحية
وتشييداً على قاعدة عِلته
بنوا صروحَ اللحظة الخبرية
إلا هوَ
فمن مجمل البازار الذي حولهُ دارْ
بعدما بكُلهِ
على الأديمِ الصّلدِ رغماً هَبَط
بقيَ جائعاً بعد النهوضِ
مثلما سقط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو