الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابو ظبي وفشل صناعة الامراء ..!

ليث فائز الايوبي

2015 / 12 / 24
الادب والفن




ابو ظبي .. ناقة مترفة بين باقي نوق دويلات الخليج العربي الغارقة في كثبانها وطغيانها وقبليتها وبلاهتها وشذوذ حكامها وخمول مواطنيها ..
تشرب النفط جاثية او منبطحة على بطنها امام مرأى جزرها المحتلة لتفرز المخلفات وراءها كأي دابة كسول تأكل ما تحتها لتجتره تاركة خلفها صورة مسلية امام الآخرين عن طبيعة البدو الرحل في زمن التحولات وهم بدافع المظاهر الزائفة نراهم يجندون الريبورتات ( الرجال الآليين ) ياللسخرية لكي تمتطي ظهور البعران المتسابقة في مضمار سباق الهجن .. !
هذه المدينة الساحلية المتاخمة لجزر وامارات ومشيخات مشابهة لاتزيد عنها اهمية ، تحاول عبثا بدافع الوجاهة لا اكثر .. صناعة امراء مزعومين للشعر ومناحي الابداع كافة ، على شاكلة امرائها حديثي النعمة من المترفين والمضاربين بتجارة البترول وتداول الابل في مضمار ومزادات الحيوانات الوطنية المدللة واسواق العمالة الوافدة .
وهي خلافا لباقي دويلات الخليج الناشئة من بين الرمال .. هي ارض بلا شعب .. وشعب بلا حضور .. فأرضها تحكمها شعوب شتى بالنيابة ، وجاليات متمدنة بدءا من اروقة الشركات وناطحات السحاب وليس انتهاءا بمخادع النوم ..!
وعادة ما تقرب كل من تجد فيه ثديا مضمونا يدر لها حليب الطمأنينة والزهو ومسح الاكتاف من الموتورين وشذاذ الآفاق والمطرودين من بلدانهم لهذا السبب او ذاك ..
وهي مدينة مستعارة اذا صح التعبير لا تعدو ان تكون عبارة عن كثبان رملية مطلية بناطحات السحاب .
ولكي تغطي وتستر عورتها الثقافية والحضارية وافتقارها لقامات ادبية رفيعة ، لجأت قبل اعوام لانشاء اكثر من مسابقة شعرية تقليدية غير مسبوقة بتكاليف مالية مهولة من اجل صناعة ولو شاعر محلي بسيط وتسويقه اعلاميا ليمثل المشيخة في هذا المضمار امام دول الجوار ، معتقدة انه لا ضير من ان يخلع عليه بجرة قلم تحكيمي مأجور لقب ( امير الشعراء ) لاكتساب بعض الوجاهة الادبية حتى وان كانت مجرد وجاهة مزعومة لا يعول عليها لتستمر على ذات النهج في دوراتها اللاحقة بتأهيل شعراء على ذات الشاكلة والوزن والقافية .. وفي نفس الوقت يتم حشر " صاحب شهادة دكتوراه عابر وغير معروف ويفتقر لاي منجز ثقافي ملموس " في لجان تحكيم تلك المسابقة الملفقة الى جانب اثنين من عمالقة النقد الادبي العربي ليكتسب مشروعية تولي مناصب ثقافية كبيرة لا تتناسب وحجم قامته ... بدون أي معايير مهنية تتعلق بالكفاءة والرصانة والقبول !
انها رائحة المال السائب الذي بوسعه شراء أي ذمة او لقب او شهادة او جائزة او منصب لتغطية الجدران المصابة بالجذام لا اكثرعلى حد وصف رامبو ..
لقد تم قبل اعوام اغراء احد الشعراء الشعبيين العرب المقيمين في هولندا للقدوم الى ابو ظبي ومنحه حق اللجؤ السياسي ، بعد ان ظل طوال اعوام يتغزل بكلاب هولندا وقططها دون ان يحظى بقبلة واحدة من مالكيها ، تم استقدام هذا الشاعر الشعبي من اوربا بدافع التفرغ تفرغا تاما لمغازلة دوابهم وابلهم المدللة في شعره المتداول على نطاق واسع وجمهوره العريض والتغني بامجاد ذيل الناقة ( نجود ) وفحولة البعير ( غافل ) ياللسخرية .!

في حين تم ايواء احد الشعراء النافقين من ارامل الطاغية المقبور صدام حسين ومنحه امتيازات الاقامة واللجؤ ايضا ، لا لشيء الا لكي يرطب وسائد ومفارش سادته الجدد من شيوخ النفط الاشاوس وخدمهم ، بلعاب قوافيه الميتة وصوره المنتحلة من بطون دواوين الشعراء العباسيين ، هذا الشاعر النافق فنيا بسبب انعدام اهمية ما يجيد كتابته في اغراض شعرية منقرضة ليس لها أي محل من الاعراب في عصرنا الراهن كالمدح والقدح والاستجداء .. لهذا هو اشبه ما يكون ببائع متجول منه الى شاعر .. !
مؤكدا بعد ايراد كل هذه الامثلة الطريفة والمبكية من الضحك ان ما افسده الدهر ليس بالضرورة يصلحه العطار ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل