الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعبان يوسف ..وزير الثقافة الموازي !

محمد القصبي

2015 / 12 / 24
الادب والفن


لسنا أصدقاء ..بالمعنى المألوف للصداقة ..أن نتهاتف ..نتكاتف .. يدعم كل منا الذاتي للآخر ..بل ثمة خلافات بدت في أكثر من موقف في المنتديات الأدبية ..
ثمة خيط أيديولوجي يربطني به ..فمثله ..من رحم اليسار انبثقت مكوناتي السياسية ..لكن دوما كانت تلك المكونات تخضع للمراجعات بداخلي ..تنتهي بشيء من الاختلاف مع ممارسات عبد الناصر دون أن أوليه ظهري ..تنتهي أيضا بالسخط على الناصريين..الذين جعلوا من الزعيم صنما يتجارون به ..بينما سلوك بعضهم لايختلف عن سلوكيات أي إقطاعي ثار عليه عبد الناصر ..أما هو .. شعبان يوسف ..فأظنه ..حتى لو خاض تلك المراجعات فلا يسمح لها بأن تزحزه قيد انملة عن أسفار اليسار في بكارتها ..
وفي أكثر من منتدى بدا خلافنا على بعض القضايا جليا ..آخرها ..خلال احتفالية المجلس الأعلى للثقافة بتسعينية أديبنا الكبير يوسف الشاروني في أكتوبر عام 2014 ..حين رأى شعبان يوسف في الشاروني أديبا بلا موقف سياسي ..وهذا صحيح إلى حد كبير ..فقلما أبدى الشاروني موقفا عبر مقال او من فوق منصة عن قضية سياسية ..لكن هل ينبغي على الأديب أن يكشف عن مواقفه عبر الصحف والفضائيات ومن فوق المنصات وفي أي وقت ؟
هكذا كان يوسف إدريس ..وهكذا كان جونتر جراس ..وهكذا هو نعوم تشومسكي ..
لكن ثمة أدباء يغلفون أعمالهم الأدبية بأرائهم ..حيث تنطق شخصيات رواياتهم بما هو كامن في دواخلهم..مثلما فعل نجيب محفوظ .. والشاروني ..هكذا ..هذا ما قلته في الاحتفالية ردا على شعبان يوسف ..وذكرت الحضور بقصة قصيرة بعنوان الحذاء ..كتبها الشاروني عام 1951عن رجل يتعرض حذاؤه من حين لآخر للتمزق فيذهب به إلى الإسكافي لإصلاحه ..وفي آخر مرة نبهه الإسكافي إلى أن الحذاء غير قابل للإصلاح ..لامفر من تغييره ..لابد من حذاء جديد ..والمعني أن الأحوال في مصر في مطلع خمسينيات القرن الماضي لم تعد قابلة للترقيع ..لابد من التغيير الشامل .
وأتذكر في مرة كنت ضيفا على ورشة الزيتون لمناقشة روايتي " عراف السيدة الأولى " ..وأحد أوجه المتعة التي تجنيها من مناقشة عمل لك في ورشة الزيتون ..أن يتولى الأب الروحي للورشة شعبان يوسف إدارة الحوار ..حيث يثريه برؤاه الأدبية والسياسية العميقة ..لكن الرجل حرمني من تلك المتعة حين فوض غيره بإدارة الندوة ..بل وآلمني أكثر أنه لم يقرأ الرواية ..لأجد نفسي في شرك نصبه لي بعض الحضور من أدباء ونقاد ونشطاء سياسيين ..كل جاء لتصفية حسابات.. إما خاصة تتعلق باختلاف المواقف خلال انتخابات سابقة لنادي القصة ..أو لأن الرواية تنطوي على مواقف مناهضة لليساريين والتيارات الدينية ..وأتذكر أن الناقد الكبير د. حسام عقل ..وحده من مد لي يده في تلك الليلة لينقذني من الوقوع في الشرك ..لكن ذلك أبدا لم ينل من حظوة شعبان يوسف بداخلي ..
وعلى أية قواعد تتكيء تلك الحظوة؟
أراها جميعا قواعد موضوعية ..
ناشط ثقافي ..إن قادتك قدماك إلى المجلس الأعلى للثقافة ..إلى الهيئة العامة للكتاب ..إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب ..فليس مستبعدا أن تجده هناك ..ليس مستقبلا ومستهلكا للمعروض الثقافي ..بل فاعلا وأحيانا منظما يكابد كي ينجح الحدث ..حين سألته عن هذا علت الدهشة وجهه ...فما أراه متفردا بسجية فريدة في وسطنا الثقافي ..يظنه هو عاديا ..طالما أنه من رعايا جمهورية الأدب فمن الطبيعي أن يعطي..
سألته عن علاقته بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ..فقال : عضو في اللجنة التنفيذية ..!
لكن أعضاء اللجنة كثر فلماذا شعبان يوسف ؟
يجيب :هم الذين يطلبونني ..!
ودوما يلبي ..وحين يلبي ..حين يعطي ..فلايترقب أبدا مقابلا ..كتابا ينشر ..جائزة تمنح له ..تسكين في مركز قيادي ..
لمن تمنح الجوائز ؟!
ودوما يلح علي سؤال : لماذا لاتطرق الجوائز باب شعبان يوسف ؟ أنجز سبعة دواوين أولها " مقعد ثابت في الريح " صدر عام 1993..ولديه مسرحية " بقعة ضوء تسقط معتمة " ..ولديه مخطوطات كتب جاهزة للنشر ..منها " ضحايا يوسف أدريس " .."دور النشر المستقلة في القرن العشرين " ..ولاأدري لماذا لم يدفع بها إلى المطبعة ؟ !
ابنته الرائعة
ولدى شعبان يوسف أيضا ابنته الرائعة ورشة الزيتون التي انبثقت من رحم حزب التجمع عام 1979 بمبادرة شخصية منه والقيادي بالحزب د. فخري لبيب .. 36 عاما لم يكف شعبان يوسف عن تخصيب هذا المنتدى المهم بإخلاصه وجهده ووقته .وكان المردود عظيما ..العديد من نقاد اليوم ..شهقتهم الأولى في النقد تردد صداها بين جدران الورشة ..من هؤلاء د. سيد ضيف الله ..منى طلبة ..عمر شهريار ..هويدا صالح ..
والملفت للنظر أن أعماله لم تنل ماهي جديرة به من اهتمام النقاد ..بل أن الرجل الذي ينقب عن أعمال مجاهيل ..وبروليتاريا الأدباء لتقديمها ومناقشتها في ورشة الزيتون ..قلما نالت أعماله مثل هذا الاهتمام.
كل هذا ولم تطرق اي من جوائزنا باب الرجل بعد ؟ ..وحتى لو طرحت عليه سؤالي فلن يأتي بما يغيب عني
شعبان يوسف..وهذا حال البعض من كتابنا المجيدين أنه لايطرق أبواب مانحي الجوائز ..ومن الطبيعي إن كان هذا حاله ألايلتفت إليه أحد مهما بلغ منتجه الأدبي من تفرد..هذا يقين ..في مصر ..حتى في عالمنا العربي لاتطرق الجوائز باب أحد ..عليه أن يخرج من داره ويطرق هو كل الأبواب ..إلى أن يمنحوه جائزة أو تكريما ..إما للفكاك من ألحاحه أو.. لأنه قدم أشياء لهم وبالتالي لابد من منحه المقابل
على طريقة " شيلني واشيلك "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا