الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تزامن المولد النبوي ومولد المسيح .. دعوة للتعايش .

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2015 / 12 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


أنها تعاقب الليل والنهار دورة الأيام والاشهر والسنين ، وفالمسلمين يدوٍنون تاريخهم وفقًا لتقويم القمر,، وبالمقابل فإنه التقويم الميلادي تعمل به وتضبط حركتها كثير من أمم الأرض، والذي بدأ بمولد نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام، وهو الأكثر انتشارًا بالتأكيد (مع أن لأممٍ كثيرةٍ تقويمًا يخصها وفق عقائدها) , وبعد مرور 557 عاما، على آخر تزامن لذكرى المولد النبوي وعيد ميلاد المسيح، .12 ربيع الأول يوافق تاريخ ميلاد الرسول محمد (ص) وسيُحتفل بذكرى مولده يوم 23 ديسمبر في معظم أنحاء العالم ويوم 24 ولادة سيدنا عيسى عليه السلام، وكانت آخر مرة احتفل فيها المسلمون والمسيحيون سويا بعيد ميلاد الرسول (ص) والمسيح عيسى عليه السلام سنة 1558 حيث توفرت مصادفة مماثلة، إذ كان ذلك في 12 ربيع الأول في سنة 966 هجرية، وهو التاريخ الذي صادف المولد النبوي مع 25 و26 ديسمبر.


هذا التزامن ما أروعه وما أقدسه هذا الترابط والتلاحق،اذا استغل لزرع روح التعايش بين الاديان ,فالتعايش هو ضربٌ من التعاون الذي يقوم على أساس الثقة والاحترام المتبادلين، والذي يهدف إلى غايات يتفق عليها الطرفان، أو الأطراف التي ترغب في التعايش، وتمارسه عن اقتناع وطواعية، أن التعايش الذي افهمه ، ومؤمن به،و الذي يرحب الاغلبية بالتعاون من أجل إقراره، لا يعنى بأية حال من الأحوال، تمييع المواقف، وتذويب العقائد وصبّها في قالب واحد، حتى وإن كانت ضمن قالبٌ إنسانيٌّ في الصميم , لان جميع أصحاب العقائد السليمة لا يقبلون هذا الخلط المريب الغامض، ويرفضونه رفضاً واعياً ـ فالتعايش، هو أن يحتفظ كلُّ طرف بدينه كاملاً غير منقوص، ويتشبث بمكوّنات هويته وافرةً غير مثلوبة، و ينبغي أن ينطلق من الثقة والاحترام المتبادلين، ومن الرغبة في التعاون لخير الإنسانية، في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وفيما يمسّ حياة الإنسان من قريب، وليس فيما لا نفع فيه، ولا طائل تحته.


من هذا الفكر يمكن أن ننطلق، في اتجاه البحث العلمي في إطار جهود مشتركة للوصول إلى نتائج تدعم أسس التعايش الذي يعبر عن التعاونُ بين الشرية في الأرض على ما فيه الخيرُ والصلاح للإنسانية ,فالبحثُ العلميُّ الحقيقي والنزيهُ والمتجرد عن وحدة فلسفة الأديان وآثار تلك الوحدة ، خطوةٌ صالحةٌ، في سبيل تعايش الإنسانية، التي سَمَتْ إليها جميع الاديان ، وحلمت بها حتى الفلسفة منذ بزوغ فجر الحظارة الفكرية ، ليصبح هذا الإنسان الركيزة الاساس والفعالة في بناء المجتمعات الإنسانية ، لذلك أوصته الأديان بكل ما ينفعه، و نهته عن كل ما يضره.و إذا كانت شعوب العالم تتطلع إلى تحقيق السلام العالمي فإن جميع رسالات الأنبياء تأسست على بناء السلام بين الإنسانية.


فيجب أن يتسع مفهومُ التعايش بين الأديان للقضاء على أسباب التوتر وعدم الاستقرار في أنحاء عديدة من العالم، وينبغي أن يتجه التعايش بين الأديان نحو إنصاف المظلومين والمقهورين في الأرض جميعاً من دون استثناء، وإلزام كل من يمارس الظلم والقهر والإرهاب على مستوى الدولة أو على مستوى الأفراد والجماعات، باحترام أحكام القانون الدولي، والانصياع إلى تعاليم الأديان السماوية، وإقرار الحريات الأساس المنصوص عليها في المواثيق والعهود والأوفاق الدولية.


وبالتعايش يمكن لنا أن نستفيد فائدة كبيرة جداً، تعجز عنها كل جيوشنا، وهي أن نوطد الامن والسلام في الارض ونوصله الى كل أبناء البشرية في العالم من خلال التعايش ، وأن نزيل الصورة المشوهة المرسوم في اذهان كثر من الشعوب عن صراع الاديان والغالب والمغلوب وكانها جاءت للتحارب وتسفك الدماء لتبقى وليست لاعمار الارض ، كما يمكن من خلال الحوار والتعايش أن نحقق الوحدة الوطنية في البلاد التي تحتوي على عدة اديان وطوائف ، بحيث لا يتدخل أصحاب المطامع لبث الفتن والفرقة بينهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران