الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى طارق حربي

رنا جعفر ياسين

2005 / 11 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


الاستاذ طارق المحترم:
تحية طيبة
لقد قرأت الخطاب ( رسالة مفتوحة الى الرئيس الطالباني) الذي بعثته و انا اتفق معك تماما ... و لا اعتقد ان اي مثقف او مواطن بسيط يمكن ان يختلف معك في الرأي حول هذه القضية ....
لا اريد ان اقلل من اهمية العمليات الارهابية التي قام بها النظام السابق تجاه المعارضين و الشيعة و الكرد ... و لكن هناك كارثتين مستمرتان الى الان ... و هي من وجهة نظري مكملة لعمليات الابادة التي قام بها النظام الدكتاتوري في الماضي مع فارق ان العدو في الماضي كان محددا بنظام صدام و اعوانه ... وكنا نعلم انه نظام اجرامي دموي .... لكن الان مايحدث ضمن مايسمى بالعملية السياسية ما هو الا اضحوكة كبيرة لان مايحصل هو عملية تصفية طائفية بعيدا عن الاهداف النبيلة التي يؤطرون بها نواياهم و اقصد بذلك الكثير من التيارات الدينية التي جاءت لتنظف المجتمع ممن لم يستجيبوا لها فترى العملية الانتخابية و ما يصاحبها من مهزلة القوائم و الائئتلافات لا تخضع الى معيار سياسي له ستراتيجة تهدف الى صناعة وطن و انما تجدها تؤكد على زرع التفرقة و التخلف و المطالبة بالانصياع اليها ما عدا بعض التيارات العلمانية و الليبرالية التي ليس لها مساحة واسعة و لم تأخذ دورها بالشكل الصحيح و الكافي لتهيئة حالة استيعاب الاخر و قبول الرأي المغاير ... فترى الجميع يحاول الصعود على ابناء الشعب للوصول الى غاياته البائسة في ارجاع العراق الى واقع يشبه ايران تارة و اخرى يعيد بناء تجربة افغانستان ويحاول اخراج المحتل بالطرق الدموية التي يقتل فيه 1000 عراقي مقابل 10 اجانب و هذه المهزلة اخذت مداها بشكل واسع حتى في افكار غير المتشددين
يؤسفني كثيرا ان ارى هذا البلد الذي كان معروفا بعمقه الثقافي يصنف ابنائه على اساس المذهب و القومية و ان ترى بدل التكاتف للظهور بصور ثقافية متنوعة تعكس عمقه و تنوعه .. تراه في وضع بائس فالشيعي يقتل السني و السني يقتل الشعي و العربي يكره الكردي و الكردي يستنكف من العربي و و و و و ...... حتى صارت هذه المنطقة تخص الشيعة ... و ذاك الشارع لا يمر به الا السني.. و الوزارة الفلانية التي سلمت للاكراد لا تعين الا الاكراد .. و و
ما يحصل الان من تصفيات مذهبية و قومية سيفوق ما حصل في نظام صدام ... الارهاب الان يخرج منا نحن بينما في الماضي كان مشخصا كما قلت بصدام و اعوانه ... اما الان فنحن نقتل بعضنا البعض ... نريد ان نواجه هذا الارهاب الطائفي و القومي و العرقي حتى لا يستمر شريط الموت في الانفال و الانتفاضة الشعبانية و تيارات المقاومة لصدام ... صدقني العدد الان سيفوق حتى قتلى المقابر الجماعية و هذا الشريط مكمل لعمليات صدام و لكنه على ايدينا نحن العراقين... اتمنى ان يكون هناك موقف موحد في انقاذ العراق الان حتى لا نكرر تلك المآسي.. نحتاج الى حملة مسموعة فعلاً و تأخذ صداها و نحقق فيها نتائج لا اعرف كيف بالضبط و لكن الذي اعرفه اننا نحتاج الى مساعدة الجميع .... انا مع كل الحملات التي اعلنت بخصوص المرأة و الحرية و غيرها من الحملات الهادفة و التي من شأنها أن تساعد في تحسين الواقع العراقي ... و لكن قبل ان نحقق اي شيء منها نحتاج الى ان نعرف قيمة الحياة ... و كيف لنا ذلك و نحن نقتل كل يوم بأيدينا و تحت كثير من المسميات الكاذبة

الكارثة الاخرى ... الموقف العربي من القضية العراقية ... فخلال الايام الماضية شاهدت الكثير من البرامج و اللقاءات مع الكثير من الشخصيات الثقافية و الفنية و الاجتماعية العربية كان الجميع يذكر القضية الفلسطينية و الكارثة التي حلت بالباكستان حتى ان الملكة رانيا عملت اعلان تلفزيوني يدعو الى التبرع لهم .... كذلك المسلسل السوري ( حور العين) الذي يعالج قضية الارهاب في السعودية .. و كل هذا و لم يتم التطرق الى القضية العراقية ابدا و نسيت جميع المواقف التي كانت للعراق مع العرب ... الموقف مؤلم جدا ففي العراق يموت كل يوم الالاف و بكل الوسائل البشعة و كثير من الاسر تهدم و تنتهك حقوقها .. و لم يحرك احد ساكنا بكلمة حتى , تشفي غليل هذه الامة المنكوبة ... الموقف العربي مخزي بشكل كبير و اعتقد ان هذا الموضوع ايضا لم يأخذ مكانته الصحيحة في الاعلام العراقي و العربي و لم يكتب احد حول هذا التهميش للالم العراقي

اعتذر على الاطالة ولكن هذا الموضوع صار يؤرقني حتى بت مثل نزار قباني متعبة بعروبتي و تؤلمني عراقيتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو