الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عُرسٌ يميني ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 12 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


عُرسٌ يميني ..!!
ضجت اسرائيل بالأمس واليوم ،إثر قيام القناة العاشرة العبرية ببث تقرير مصور لمراسلها في المناطق الفلسطينية المحتلة ، عن حفل زفاف لناشطَيْن يمينيين مستوطنين ...
في الساعات المتأخرة من حفل الزفاف غنى الشباب والشابات ورقصوا على انغام اغنية "استيطانية" بعنوان انتقام ، حملوا وهو يرقصون الاسلحة النارية ، من رشاشات ومسدسات وقنابل مولوتوف ، بينما حمل احدهم صورة للطفل الشهيد "علي الدوابشة " وقام آخرون بطعن الصورة بالسكاكين ..ما الهدف من طعن صورة طفل مات حرقاً بأيدي أصدقاء المتهمين بالقتل ، كما أورد التقرير ..؟ أترك الأمر لخيالكم ..
حتى الناشط اليميني البارز "ايتمار بن غبير" المحامي الرسمي لجماعات اليمين المتطرف في المناطق الفلسطينية المحتلة بما في ذلك قتلة عائلة دوابشة ، وأحد افراد حركة "كاخ" العنصرية التي لم يحتملها القانون الاسرائيلي وقام "بإخراجها" خارج القانون (اعادت تشكيل نفسها تحت مسمى آخر) ، حتى بن غبير هذا قال بأنه يخجل مما حدث في حفلة العُرس هذه ..
حركة كاخ أسسها في حينه الراب مئير كهانا الذي اُغتيل في نيويورك ،لكن حفيده هو الزعيم والقائد الفعلي لمجموعات الإرهاب اليهودي ، في المناطق الفلسطينية المحتلة، وهو من بين المُعتقلين في قضية حرق عائلة الدوابشة .
ولطالما حاولت السلطات وقيادة المستوطنين ، التقليل من شأن هذه المجموعات الارهابية اليهودية (وهذه هي التسمية الرسمية )، على اعتبار أنها مجموعات هامشية "وأعشاب ضارة" ، لكنها لا "تمثل" التيار السائد في اوساط المستوطنين ، الذين هم "حمائم سلام" ، كما هو معروف وواضح ..!!
تزامن هذا العرس مع المظاهرات التي قام بها "المستوطنون" ضد الشاباك ، لأنه يستعمل اساليب تعذيب مع هؤلاء "الفتية " ... ورفعوا شعارات تقول "اليهودي لا يعذب اليهودي " ...!! هل يقصدون بأن اليهودي يعذب العربي فقط ؟!
لقد نشأت داخل المستوطنين أيديولوجيا ، لا تعترف بالدولة ولا بمؤسساتها ، بل وتريد "هدم "الدولة لتقيم على "انقاضها" دولة دينية ... إنها الايديولوجيا "المشيحانية " ، دولة "المهدي " أو المسيح الحق ..(وهو غير المسيح الذي نحتفل بميلاده هذه الأيام ) ..!!
تلقى هذه الأيديولوجيا رواجاً في اوساط ،من يُسمون، فتيان التلال ، المسؤولون عن عمليات "التسعيرة " أو "تدفيع الثمن " ، وهي اعتداءات على البشر، الشجر والحجر الفلسطيني ، كالإعتداءات على الفلاحين الفلسطينيين ، على المساجد والكنائس ، حتى داخل حدود الخط الأخضر ..(حرق كنيسة الطابعة ، وكنيسة السمك والخبز ).
ويبقى السؤال ، هل هذه الحركات هي اعشاب برية ضارة ، أم انها أصبحت تياراً مركزيا في اوساط المستوطنين ، وتحظى بتعاطف ودعم اوساط يمينية داخل الخط الأخضر ، ومن خارج البلاد ؟!
بداية لا بد من الإشارة الى أن اربعة من المعتقلين بتهمة حرق عائلة الدوابشة ، هم أبناء لحاخامات كبار في "المناطق الفلسطينية المحتلة " ومن قيادات المستوطنين هناك ... مما يؤكد بأن الثقافة التي يتلقاها "شباب" المستوطنين ، هي ثقافة "تشجع" على الاعتداء على الفلسطيني وعلى الآخر ، ولا تتعامل مع المختلف على أنه إنسان ، بل ترى فيه كيانا غير انساني في أحسن الأحوال .
إحدى أُمهات هؤلاء المتهمين بحرق عائلة دوابشة ، ترثي حال ابنها بعد اعتقاله ، وتحكي كيف أن إبتسامته ليست هي الابتسامة المعهودة ، (نتيجة التعذيب طبعاً)، ولم يخطر ببالها أن تذكر عائلة الدوابشة المحروقة .
هذه هي إذن التربية التي يقدمها القادة الدينيون لأبنائهم في المستوطنات ، فما بالك بالتربية التي يتلقاها أبناء "العامة" منهم ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 12 / 24 - 17:50 )
محبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
تعمدوا تحويل الصراع من سياسي الى ديني...سواء امريكا او اسرائيل
و سيحصدون الحصرم الذي سيمزق امعائهم
سيدفعون الثمن غالياً فهذا طريق سلكوه فرحين و سيذهب بهم الى جحيم
وصلوا فيه الى القمة و هم هناك تقطعت بهم السبل و الانحدار ليس على جليد انما على رماح صخرية
انها بداية النهاية
هؤلاء لا يعرفون ان هذه اللقطه ستنطبع عميقاً في اللاشعور و ستجد غداً اطفال منهم ستطبق عليهم نفس اللقطه لكن بشكل حي
دمتم بتمام العافية


2 - صباح الخير عزيزي عبد الرضا
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 12 / 25 - 06:30 )
تحياتي
هو كما تقول فهم يغرسون روح التطرف ثم يكتوون بنارها .
خالص شكري

اخر الافلام

.. ما أبرز رهانات الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسي


.. كلمة رئيس حزب -فرنسا الأبية- جان لوك ميلنشون عقب صدور نتائج




.. بسبب التنقيب عن الآثار.. مقتل طفل بجريمة مروعة في مصر


.. بالمسيرات الانقضاضية.. حزب الله يستهدف إسرائيل.. والغرب يحذر




.. حزب الله.. القدرات العسكرية | #التاسعة