الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
فضيحة بطلها مستشار ملكي
عبد الحق لشهب
2005 / 11 / 6القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
نظمت جمعية موكادور الصويرة مهرجان الأندلسيات الأطلسية الذي توجته بتكريم المطرب اليهودي سامي الهلالي. و يأتي هذا التكريم-في تقدير الجمعية- من كون المطرب اليهودي قدم إضافات نوعية للأغنية المغربية، كانت سباقة إلى تكريس مبدأ التسامح.
و مثل هذه الإدعاءات المبنية على التحايل اللغوي، تكشف عن نوايا مبيتة، تستهدف تأصيل الوجود اليهودي في تاريخنا الفني و الثقافي و اعتباره رافعة نحو العالمية... إن النزعة الإحيائية للتراث اليهودي و محاولة دمجه بتاريخ الأمة العربية الإسلامية. يعد في الظروف الراهنة تمهيدا للتموقع و النفوذ و الهيمنة اليهودية على المواقع الجميلة و الأثرية لمدينة الصويرة.
و نحن نتساءل أمام هذا الزحف الجديد على مدينة الصويرة، عن قيمة التراث الفكري و الثقافي و الفني لليهود الذين طبعوا به مدينة الصويرة ؟
إننا نعثر فقط في ثنايا وجودهم المحلي سوى على ظاهرة جمع المال و تسفيره صوب إسرائيل. و هذا الدور الذي تحاول جمعية موكادور الرامي لتلميع صورة اليهود و إظهارهم بمظهر المطهرين و المنقذين، هو الآن أصبح موكولا لرئيسها السيد أندري أزولاي لأن الجميع يشهد أن باقي أعضاء الجمعية هم غرباء عن الفكر و الثقافة، وأن الدور المسنود إليهم هو تقديم واجب الطاعة التي ترضي رئيسهم.
و قد تناسى أعضاء الجمعية أثناء ترويجهم لفكرة التسامح حقيقة مرة مفادها أن أغلب أبناء الجالية اليهودية التي كانت تعيش بمدينة الصويرة، قد انخرطوا في صفوف الجيش و الشرطة الإسرائيلية، هم الآن الأكثر شراسة و وحشية في مواجهة و تقتيل الشعب الفلسطيني. إن الأهداف التي ترمي إليها جمعية موكادور الصويرة هي إخفاء صورة اليهود كما تعرفها الديانات السماوية و محاولة طمس صورة الصراع العربي الإسرائيلي و جعله يغدو غريبا عن تاريخنا و منطق تفكيرنا. و هي بهذا التقدير تحاول ترميم الجسور للزحف اليهودي على مدينة الصويرة و استساغته لدى الرأي المحلي سعيا من وراء ذلك طمس الهوية العربية الإسلامية للمدينة، و أن من حق هؤلاء إمساك زمام تسييرها و تدبير شؤونها.
و لعل المقدمات التي تكشف عن هذا التوجه، هي الدعوة التي وجهت لإحدى الفرق البرازيلية التي أحيت في إحدى ساحات المدينة حفلة راقصة، تستعرض من خلالها كل أشكال المجون و المسخ و الشذوذ و الإيحاءات الجنسية في أشكالها البدائية المثيرة لحفيظة السكان ، دون مراعاة لمشاعرهم الدينية و الأخلاقية.
و الطريف في الأمر أن هذا الحفل الماجن و الهجين توسطه بعض وزراء المغرب، الذين تناسوا المهام الموكولة إليهم و التي تلزمهم بإيجاد سبل لتنمية هذا البلد الفقير، و محاولة إخراجه من واقع التخلف الذي يتردى فيه، مستسلمين لأجواء اللحظات الأندلسية الغامرة بكل أشكال (الدوخة) و الصور الجنسية المفضوحة، رفقة عامل الإقليم الذي أصبح متخصصا في ثلاث مهام رئيسية.
1-خدمة السيد أندري أزولاي المستشار الملكي و السهر على راحته.
2-ركوب السيارات العديدة و المتنوعة.
3-استعمال الهاتف النقال أثناء السياقة مع العلم أن هو الملزم الأول بتطبيق القانون.
إن السيد العامل أصبح يتمتع بكفاءات نادرة-يحسد عليها-في تنظيم الحفلات التي يدعو إليها –رئيسه غير المباشر-السيد أندري أزولاي و التي كشفت خلال المهرجان عن عنصرية بغيضة تجاه الساكنة المحلية. حيث نظم حفل عشاء على شاطئ المدينة حضره بعض الوزراء و رفقائهم اليهود، استحضر فيه السيد العامل المجد الأندلسي الغابر.. ليجعل منه مدخلا (للتسامح) تسامح الوزراء المغاربة و اليهود على ما لذ و طاب من الطعام و الشراب الحرام منه. و الناس البسطاء المتسامحين بقهر المخزن لهم، تمنعهم المتاريس و رجال الأمن و القوات المساعدة من الاقتراب من الحفل البهيج و الاكتفاء فقط بمشاهدة كيفية إقبال رجال الحكومة و السيد العامل و اليهود الحاضرين على الطعام المتنوع الذي لم يستطيع مخيال السكان المحليين رسم شكله و استحضار أنواعه، و التمتع بالطريقة التي يتناول بها الحاضرون كؤوس الشراب الحرام.
إلا أن الصورة التي ظلت عالقة في أذهان الساكنة المحرومة، هي إفراط أحد الوزراء في تناول شرب الخمر، و كيف لعبت به الخمرة الخبيثة فجعلته يتبوع ما بأحشائه...إن هذا الحفل المثقل بأنواع المأكولات التي لا علم لنا بأسمائها و أشكال الخمور المتداولة بها تعيد إلى الذاكرة سنوات المجون و اللهو التي عرفها التاريخ العربي الإسلامي، و التي قوضت معالم حضارة المسلمين و جعلتهم يعيشون أسفل السافلين.
هذه هي بعض معالم التنمية المنشودة لدى جمعية موكادور الصويرة بمعية السيد العامل و التي تسعى إلى جعل مدينة الصويرة مدينة اللهو و المجون بامتياز تحت غطاء التسامح. هذا المفهوم الذي لم يعرفه اليهود طيلة تاريخ وجودهم لأنهم استبدلوه بمفهوم إبادة الشعب الفلسطيني.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا
.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي
.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي
.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل
.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟