الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية زمن الدولة الوطنية

حمزة الكرعاوي

2015 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


زمن الدولة الوطنية النمطية قد إنتهى ، والانظمة من الولايات المتحدة الامريكية الى أقصى دولة في الشرق ، لم يعد لانظمتها قيمة على الاطلاق ، ومفهوم الدولة تزحزح ، وأخر ما تبقى للدولة وهي تتطور بشكل طبيعي ، المؤوسسة العسكرية ، وفي العراق أكملوا التمرين لمشروع التخلي عن مفهوم الدولة الوطنية ، وخصخصة المؤوسسة العسكرية ، لصالح شركات أمنية ، ومليشيات ، وعندما تعرض وسائل الاعلام ( الجيش العراقي ) نشاهد مليشيات فقط ترفع رايات ملونة ، وجيش بدون دبابات ومدرعات ، والاكتفاء بسيارات الحمل الصغيرة ، عليها رشاشات متوسطة ، وجنود بدون خبرة ، أجبروا على الالتحاق مقابل المال ، كمرتزقة بدون عقيدة ، ولا إنضباط ، لايضعون واقيات على رؤوسهم .
الدولة الوطنية في ظل العولمة ومخاطرها ، والاحتلالات المركبة في العراق ، لم تعد تتوفر على مؤوسسة عسكرية ، وإنما شركات تدير بالبلد وتقدم خدمات ، يعتم على دورها في العراق من قبل سلطة الاحتلال المحلية ، وتساعدها مليشيات وأطراف يغذيها المحتل بواسطة أدواته ، المحلية والاقليمة ، لتتقاتل على نار هادئة ولزمن أطول ، الى أن يتم إعلان إنقراض العراق .
الذي يحكم العالم في هذه اللحظة شركات ، ولم يبق للدولة الوطنية شيء ، ونحن اليوم بحاجة لنعرف أين أصبح مفهوم الدولة الوطنية ؟.
وماهو المفهوم الجديد للدولة الوطنية ، لكي نفهم المظاهرالجديدة للدولة ، ونحن نسمع غلمان الاحتلالين ، يشتمون أمريكا ويشتمون أنفسهم ، ويكشفون لنا ماكنا قد حذرنا منه ، وهو مشروع الابادات الجماعية .
من قدمتهم أمريكا في صدارة المشهد ، ليشتغلوا حرامية ، لايقدمون ولايؤخرون ، وحتى أوباما أو اي رئيس أمريكي لايقدم ولايؤخر ، بسبب وجود حكومة عالمية قوامها 18 الف موظف هي التي تدير العالم ، وشركات النفط ( الاخوات السبعة ) هي التي تحكم بالدول .
عندما قامت شركة أركسون النفطية بالتنقيب في شمال العراق ، أرسل جواد نوري المالكي وغلمان المنطقة الخضراء ، رسالة إحتجاج إلى أوباما ، بإعتبار أمريكا دولة إحتلال وعليها رعاية المصالح العراقية ، حسب ما ذكر المالكي في رسالته ، فكان جواب أوباما : يحق لشركة أركسون أن تنقب في أي مكان حسب ماتقتضيه مصالحها .
العالم لاتديره حكومات ولا رؤوساء ولامنظمات ، إصول اللعبة بيد الشركات النفطية العابرة للقارات ، وبالتنسيق مع رجال دين ، ومرجعيات مستوردة دخيلة على العراق .
ومنها هذه الشركات ، شركة شل التي أتت بالايراني حسين الشهرستاني المقرب من المرجعية الدينية ، وقع لها على نفط وغاز العراق ، وكرمته الشركة في هولندا ، لتحرره من الخوف ، ولانعلم ماهي علاقة النفط بالتحرر من الخوف ، ليصبح بعد هذا التكريم المواطن العراقي مجرد برميل نفط ليس الا ، وصدمنا ذلك اللقاء التأريخي بين الحرامية مع ممثل المرجعية في زيارة الابعينية .
في الثمانيات عقد المؤتمر الصهيوني ، وفي وقائعه ، تمت زحزحة مفهوم الدولة الوطنية ، وأصبحت غير مرتبطة بمكان ، وقد كتبت مقالا عن هذا الامر قبل سنوات بعنوان ( زحزحة مفهوم الدولة الوطنية ) أي دولة اللامكان ، و التي لم تعد مرتبطة بمكان .
ويلتقي هذا المفهوم مع فكر رجال الدين والمرجعيات الشرقية الدينية ، التي لاتؤمن بالوطن ، ووطنها العقيدة ، ولذا نجدها تتخادم مع الغريب المستعمر .
مالذي بقي من العراق وسوريا واليمن وليبيا ، أي من هذه البلدان ، ليس بدولة ، مليشيات مسلحة بسلاح ( دول ) ترفع شعارات وأسماء مخالفة للوطن ، من قبيل داعش والقاعدة وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله ، والحوثيون وأنصار الله وووالخ ، وجميع هذه الحركات الاصولية ، لاتعترف بالوطن ، ولافرق بين مرسي والمالكي والعرعور وعمار الحكيم ، ولافرق أيضا بين مرشد الاخوان ومرشد طهران ، الجميع يريد رفع راية ( الله أكبر ) تحت المظلة الامريكية .
والاعلام الامريكي والمتأمرك معه ، يدفع برجال دين ، يسوقون الناس إلى محرقة الحروب ، بأحلام في المنام ، هذا شاهد في منامه ( الملائكة على جياد بيض ) تقاتل مع الجيش السوري الحر ، لكنه لم ير الملائكة في أفغانستان تقاتل الجيش الامريكي ، لانه يحمل الحرز والحصن الحصين الذي كتبه له القرضاوي ، وأخر جاءته زينب بنت علي ، وبكت في حضرته ، وقالت له : تمنيت أن يكون الحشد الشعبي حاضرا يوم الطف ، لينصرني مثلما نصرني اليوم في سوريا ، لكن هذا الخطيب أعمى ولم ير في المنام شيئا ، عندما دنست جيوش الاحتلال الغربي أرض والد زينب وأرض أخيها ، ولم يشاهد في اليقظة كيف فعل الجندي لامريكي بقرآن محمد ص ، وسط بغداد ، عندما بال عليه ، وسكب الخمر وداسه ببصطاله ، وأطلق النار عليه .
المشروع في المنطقة العربية ، والعراق خصوصا هو مشروع إبادة ، تنفذه مرجعيات دينية وأحزاب اسلامية ، ولامصلحة للغرب ، لغلق ملف داعش .
غير مسموح أمريكيا إيرانيا أن تنتهي داعش ، لانها حاجة للجميع بمافيهم غلمان المنطقة الخضراء ، ولايتوهم أحد منا أن ينجوا من مشروع الابادات الجماعية ، لان جميع الاطراف التي لها نفوذ في العراق ، لامصلحة لها ، بإنهاء ملف داعش ، والاخيرة دولة في حقيبة تتنقل ، ربما يغلق ملفها في الانبار ، وسيفتح ملفها في منطقة أخرى ، لان الجميع بحاجة الى داعش .
هم بحاجة لكي يبقى هذا المسمار الصدأ في جسد المنطقة ، يعلقون عليه أسمالهم ، وهذه هي الحقيقة ، والامريكي عندما إحتل العراق كان في جعبته هذا المشروع الذي إشتغل على إبادة العراقيين ، ولم يتمكن الامريكي لولا توظيف الدين ومرجعياته في خدمة مصالحه .
ثلاثة أطراف يراد تهشيمها ، وبغداد كمركز إنتهى وتم تهشيمه ، وكذلك دمشق ، وبقي أمامهم طرف ثالث وهو مصر .
لايتوهم أحد أن العالم بإتجاه غلق ملفات الازمات في بلداننا ، بل العكس هو الصحيح ، هنالك نية ورغبة أكيدة من امريكا وشركاءها ، بفتح وفرة من الملفات والمآزق ، ولن ينجوا أحد من النار .
كنت أتحدث بقسوة عن هذا المشروع في العراق ، ولم يقبل مني أحد ، وتلصق بي التهم ، وللاسف أن الكثير ممن شتموني ، عادوا معتذرين ، لكن بعد فوات الاوان .
قلت : لايتوهم أحد منا أنه سيخرج سالما غانما ، لا لشيء لان الغريب الذي يقود مشروع إبادة في منطقتنا ، ينظر إلينا جميعا ، على أننا نفايات ، ليس أكثر من صدفة جيولوجية ، وهذا ماصرح به هنكتن في اكثر من مرة ، لانستحق شيئا من نفطنا الا الخمس ، وهي منة منهم علينا .
في الوقت الذي تعلن سلطة الاحتلال المحلية ، إفلاس العراق ، يتحدث لي بعض المساكين عن تقليد ( الاعلم ) ، لان وصفة التخدير قوية جدا .
مايسمى بالقيادات التي تقود اليوم تحت المظلة الامريكية ، هي إما مزابل وهذا وصف بريمر لهم ، أو هي لاتعي حقيقة مايحدث ، أو أسيرة لهذا الطرف الاقليمي أو ذاك .
إنتهى كل شيء ، الا معجزة وهي ثورة تطهير تكتسح كل أدوات المحتل وخصوصا أدوات الدين الذي أوجده المحتل .
الجميع في بلدنا العراق ، يدفع الى الموت سريعا أو بطيئا .
وحتى كردستان التي تعتبر آمنة ستفكك حياتها السياسية ، لان الخندقة موجودة في كل جزء من أجزاء العراق والمنطقة ، وكردستان اليوم في ذروة الخندقة ، ولن ينجوا احد مالم تع القيادات التي تصدرت ، وأنا أجزم أنها سائرة في قطار المحتل الذي يريد تفكيك كل شيء عندنا .
أصول اللعبة والهدف منها هو نهاية الدولة الوطنية ، ونتفيذ مشروع الابادة الجماعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص