الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمات تربوية حادة تجتاح مدارس العراق

سلمان داود الحافظي

2015 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


بدا تدهور القطاع التربوي والتعليمي في العراق بالتدهور اثناء الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات, عندما زج بالاف المعلمين الى محرقة الموت واعتمدت وزارة التربية على العنصر النسوي وكبار السن من المعلمين , وفي احيان كثيرة استعانت بمدرسين من جمهورية مصر العربية لبعض الاختصاصات, ولكن المرحلة الاكثر خطرا على التعليم في العراق على مر عقود من الزمن , الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق بعد غزو الكويت واحتلالها من قبل النظام السابق, حيث وصل في تلك الفترة راتب المعلم والمدرس الشهري, يساوي طبقة بيض اي مايعادل 3500 دينار عراقي, وانا كنت شاهدا حيا على تلك الحقبة المظلمة حيث توليت منصب مدير مدرسة لمدة 6 سنوات, كنت في وقتها مضطرا للبحث عن مصدر تمويل اجور نقل المعلمين وطرق ابواب اولياء الامور لجمعها, فقد قرر النظام السابق ان يتكفل اولياء الامور بدفع اجور المعلمين مايسمى مشروع التكافل الاجتماعي, هذا الحال ادى الى اضطرار الالف من المعلمين ترك مهنة التدريس ومغادرة العراق الى دول الجوار وخاصة الاردن للبحث عن مصدر رزق, الحديث عن معاناة القطاع النربوي في تلك الفترة يحتاج الى اكثر من مقال لوحدة,
كنا نامل خيرا بعد تغيير النظام في 9-4-2003 بان تقوم الحكومات الجديدة بعناية خاصة للقطاع التربوي, وتخلصة من مشاكلة التي اعترضت طريق تقدمة في الثمانينات والتسعينات, لكن للاسف لم نجد اهتماما كبيرا سوى تحسين مراتبات الهيئات التعليمية والتدريسية, وبناء عدد محدود من المدارس لا تتجاز ال 2000 مدرسة وترميم البعض, حسب اخر احصائيا ت الجهات المعنية التخطيط والتربية فان العراق يحتاج الى 10 الاف بناية مدرسية , وهذا يعني ان اغلب المدارس الموجودة حاليا بعضها يستوعب 3 اضعاف طاقتها الاستيعابية اي ان البيئة المدرسية لاغلب المدارس غير صالحةا ,
القطاع التربوي في العراق يعاني من ازمات كثيرة واهمها في الوقت الحاضر, رغم ان الفصل الدراسي الاول على ابواب الانتهاء , الا ان مئات المدارس تعاني من عجز في الاختصاصات العلمية, يوم امس وصلتني رسالة من منطقة الحسينية وتحديدا الراشدية شمال بغداد, ان اعدادية الفيحاء للبنات والتي يزيد عدد طالباتها عن 300 طالبة, مازالت تعاني عجز في اخنصاص اللغة الانكليزية والكيمياء , وان طالبات الصف السادس علمي لم يدرسن المادتين المذكورتين لحد كتابة هذة السطور, ابنتي في الصف الرابع اعدادي في اعدادية ام المؤمنين مللبنات في ناحية المشروع بابل , لم تدرس مادة الاحياء لحد كتابة السطور واخبرتني يوم امس تم تكليف مدرسة للصف لكن لحد الان لم تشرح المادة, حسب معلوماتي وعبر التواصل الاجتماعي الفيس بوك ان مدارس كثيرة وفي اغلب المحافظات وخاصة في النواحي والاقضية البعيدة عن مراكز المحافظات, تعاني من عجز في ملاكاتها التعليمية والتدريسية, نامل من وزير التربية ارسال وفود من الوزارة لزيارة المدارس مباشرة والاطلاع على احوالها ومعالجة الثغرات قبل فوات الاوان, يمكن ذلك من خلال اطلاق الدرجات التعويضية على ان تكون للمناطق التي تعاني من عجز في ملاكطاتها وخاصة الاخنصاصات العلمية, على ان تكون مباشرة المعينين بعد عطلة نصف السنة لتمكنوا من اعطاء مادة للطلبة المتاخرين في بعض المواد
وسائل الاعلام العراقية المرئية والمسموعة والمقرؤة مطالبة بتسليط الضوء على معاناة القطاع التربوي, لجنة التربية والتعليم في البرلمان العراقي هي الاخرى معنية وعبيها ايجاد الحلول السريعة وعدم التهاون مع المقصرين , لجان التربية في مجالس المحافظات يجب ان تطلع ميدانيا على احوال كل مدرسة من مدارس العراق وتساهم في الحلول , العراق لن يكون بلدا متطورا وشار له بالبنان الا من خلال الاهتمام بالقطاع التربوي وبناء انسان قادر على تحمل المسؤولية والاخلاص لبلدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال