الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطن بلا تأشيرة ( 23 ) المسيحيون العراقيون ( البقاء )

نعيم عبد مهلهل

2015 / 12 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


وطن بلا تأشيرة ( 23 )
المسيحيون العراقيون ( البقاء )
نعيم عبد مهلهل

لا يختلف عليه أثنان أن المسيحية في العراق لها أزل ومكان واديرة ، وأن عرب ما قبل الاسلام كانت تعتنق النصرانية في الحيرة ومناطق الجزيرة المحاذية لبصرى الشام ، وأن كتابا مهما للباحث العراقي محمد حسين طريحي اهداه اليَّ قبل سنوات يتحدث عن عشرات الاديرة النصرانية في محافظة النجف .
هذا الازل يعطي للمسيحية والصابئة وبقية الديانات احقية المشاركة الحضارية والثقافية والدينية مع الاسلام لتكوين خصوصية وطن قد يفقد من خارطة وجوده عندما يختفي مكون بفعل نوع من التطرف والفعل الارهابي والفتوى المتخلفة التي يقودها اليوم طرفان هما الارهابي الداعشي المتخلف والجاهل الديني الذي لايع تفسير الآيات الكريمة واعطاء الموحد الآخر حقه في الحياة وممارسة طقوسه بحرية في مكان كان هو اقدم من غيره في تواجده وتأسيس معبد عبادته والعيش .
لقد سجل التأريخ العراقي منذ الفتح الاسلامي والى اليوم تآلف حياتي بين الاسلام والمسيحية يسوده الاحترام وما تنطق الآيات القرآنية في المشاركة الاجتماعية في احكام الجزية وممارسة الشعائر والطقوس .
واظن ان العراق الحديث الذي بدأت دولته في عشرينات القرن الماضي قد منح الاقليات المشاركة الفعلية في الحقوق والواجبات .وكان المسيحيون الذي شاركوا في بناء النهضة العراقية الجديدة يعيشون جنبا الى جنب مع المسلمين وبقية الديانات وحتى المناطق الجنوبية التي يشكل المسلمين نسبة 99 بالمئة من سكانها كان لهم فيها كنائسَ ومعابد كما في البصرة التي كان عدد اسرها المسيحية بالأف ، ولم يبق منهم اليوم سوى العشرات من الاسر ، فيما لم تبق سوى اسرة واحدة او اسرتان في كل من العمارة والناصرية والكوت.
على الدولة ان تنتبه ان غياب المكون المسيحي من الخارطة العراقية هو غياب لخصوصية بشر لهم مرجعية موحدة وتاريخ حضاري مهيب في اوربا موطن ( الفاتيكان ) .
هو اليوم الحاضنة الآمنة للمسلمين والمسحين الهاربين من ظلم داعش والدكتاتوريات وفتاوى العقول المتحجرة تطرفا ولثاما.
وعليه نرى ان مسألة البقاء بالنسبة للمكون المسيحي اصبحت خطرة وحساسة جدا . واتنمى مخلصا ان يكون المسيحيون في العراق كما ابناء عمهم الصابئة المندائيين .شريحة مجتمعية نادرة....!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعيم عبد مهلهل
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 12 / 26 - 17:39 )
شكرا على كلماتك الرائعة ولكنك لم تذكر اسمكم ضمن الذين شردهم الإسلام عن ارضهم وحضارتهم، فالمندائيون بناة حضارة وكتبة تاريخ مضئ ولهم اسهامات لايمكن لاحد نكرانها ، انا اعترض على المصطلح الخاطئ الفتح الاسلامى ، ليس هناك شيء اسمه فتح اسلامى وانما غزو وتدمير وتهجير واغتصاب والاجبار على اعتناق الإسلام عنوة والتاريخ الاسلامى يقر بكل هذه المصطلحات ويفتخر بها وهذا ما يقوم به الدواعش ،، الرجاء الانتباه على ذلك وعدم تجميل تاريخ يقره أصحابه واقترفته ايادهم نلمس نتائجها كل يوم هنا وهناك
احتراماتى


2 - رد
نعيم عبد مهلهل ( 2015 / 12 / 26 - 21:53 )
تحية للاخ وليد
مع احترام وجهة نظرك .وبالرغم اني لست مندائيا كما تعتقد ولكني ارى العراق كذاكرة واحدة لهذا اتعامل معه كجغرافية واحدة .اما المصطلحات التي اذكرها هنا فهي مرجعية لتأريخ موثق وأصطلاح شائع لاشأن له بما تظنه خطأ وصواب .انا هنا اتحدث عن احقية المسيحيين ليكونوا ضمن النسيج الاجتماعي العراقي وعلى كامل ترابه.لان لهم في المكان ريادة العيش على ضفاف الرافدين.
. .
محبتي لك

اخر الافلام

.. ما مصير المقترح الذي طرحه بايدن لوقف الحرب في غزة؟


.. من محاكمة دونالد ترامب.. إلى محاكمة هانتر بايدن| #أميركا_الي




.. إسرائيل تضع خطة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب تتضمن خلق كيان -بد


.. مدرب اللياقة البدنية محمد فؤاد يكشف أضرار الإفراط لتناول -ا




.. العناق الأخير.. مشهد مأساوي لـ3 أصدقاء قبل أن يبتلعهم السيل