الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر فين ؟ 1

البدراوى ثروت عبدالنبى

2015 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



كنت أمتلك اعتقاد عن أن مصر قابلة للتغيير بسهولة و أن التغيير لابد ان يكون من رأس الهرم "النظام" و لكن مع الوقت رأيت فشل هذه النظرية لعدة أسباب اولها أن النخب جزء لا يتجزأ من الشعب عجينة واحدة ، لا يوجد أساس صلب ليتأسس دولة حديثة ، و لكن ما حدث أننى أبصرت على شكل مختلف أن قطعة الأرض التى نقيم عليها لا تعرف مفهوم الدولة ، معنى فكرة الدولة من الأصل ؟ و لماذا يتم الخلط بين فكرة الدولة و النظام الحاكم ؟

من هنا كانت عدة أسئلة تطرح بقوة ما الفرق بيينا هنا فى مصر و الغرب عموما ، كنت اتعالى عن فكرة ان مصر من دول العالم الثالث ، مصر بها نخب و أفكار ...الخ

و لكن ما رأيته أن مصر مكانها الطبيعى فى العالم الثالث متأخرة عن العالم الحديث ب 500 عام و لكن السؤال هنا لماذا نحن متأخرون بالخمس قرون ؟
أولا :
أغلب الشعوب المتقدمة مرت بعدة حقبات مهمة الحقبة الأولى هو فكرة النقد و فكرة النقد تترسخ لإنتاج ما هى الحلول لما يعانوه من مشاكل و ظهر هذا الأمر ف العصور الوسطى فى أوروبا و الحرب الأهلية بأمريكا كيف تم التعامل مع هذه الأمور ، ظهر بعض الأشخاص غيروا شكل التاريخ الحديث أجمع بداية من جاليليو جاليلى مرورا بفولتير و جان لوك و افكار آدم سميث و الثورة الصناعية و بداية التفكير فى أساس الفكر المتسامح ( رسالة فى التسامح) لفولتير و أيضا اطلاعهم على الثقافات الاخرى من فكر ابن رشد و الفارابى و الحضارات السابقة ...الخ

ما أحدثوه هو عمل خليط من جميع ما مر من البشرية انتجت بداية دولة ، ثم الاتجاه الى تعظيم القوة للفرد ثم الحريات و الديمقراطية ثم فكرة دولة الرفاهية ،ثم بداية فكرة السلام العالمى وذلك ما حدث حدث فى الاتحاد الأوروبى و مبادئه العالمية ، انتاج الإعلان العالمى لحقوق الانسان ...

ثانيا
فى اى دولة كانت تمر بعدة أفكار مختلفة عن شكل الدولة و ايدلوجيتها هل رأسمالية كلاسيكية ام يسارية أم نيو ليبرال ام ديمقراطية اجتماعية ...
واصل الأمر ف النقاش الذى حدث فى القرن العشرين هل دولة الرفاهية : هى التى يتم فيها استخدام قوة الديمقراطية لتنظيم و تعديل القوى الاقتصادية و السياسة من أجل اعادة توزيع الدخل ..

و حدث كل هذا التطور بين خلط بين الافكار ما قبل الثورة الصناعية و ايضا صراع بين مدارس المنفعة و مدارس الاشتراكية ...

و نحن كنا فى حالة تبعية للدولة العثمانية و صراعات غير منطقية بالمرة .

و لنضرب مثال بداية مصر الحديثة وجدت تحت رعاية محمد على و استمرت دولته ما يقارب قرنيين حدث منها جزء من محاولات قوية لبناء جيش و حتى استخدام العلوم كان للجيش اذا محمد على كات يبنى جيشا وليس دولة و هذا قد تكون بداية لفهم اللغز الذى نحن به

" أن مصر دولة و لها جيش أم جيش و له دولة "
فالتغيير لن يقوم فى فترة قصيرة اذا لم يتبين لنا الامر ما هى الطرق التى نتحول بها الى دولة ذات مؤسسات قوية؟ و ما شكل الدولة التى نتمناها ف المستقبل ؟

لابد ان نضع فى أول حسابتنا هو وضعنا بالنسبة للحضارة الحديثة و موقعنا بالتحديد ؟ و ما الذى نحتاجة دولة لندخل فى هذه الحضارة ؟ و ما معنى ف الأصل الحضارة ؟ و ما موقفنا من الدول المحيطة بنا ؟ و هل حقيق. ثقافتنا كمصريين تتجه للثقافة العربية فقط أم هناك واجب للامتداد و عبور القارات لحدوث تبادل ثقافى ؟

الأمر الثالث

مصر دولة ذات حضارة قديمة ، و حاضر لم يتذكر الحضارة و لا له علاقة بالحضارة الحديثة ، بمعنى أن العالم فى مكان ما قوى ، سعيد ، أغلب الدول القوية تعلم جيدا ان الأنظمة التى تحكمها هى حكومات صديقة و هى يتحاول ان تحافظ على ذلك ، لذلك انظر لنخبنا و هى تتطلع لغد أفضل يقول و كأنه من عالم اخر نراهن على ذكاء المواطن ، والمواطن لا يوجد له صلة بالواقع ، المواطن لا يرى لأن نخبته لا ترى نخبتنا سواء سياسية او ثقافية هى مجرد جمهور للثقافة العالمية ، من منا يعرف عن أخر الأحداث داخل أوروبا او دول شرق آسيا معلومتنا عنهم أشبه بمعلوماتنا عن فيزياء الفضاء ...

الأمر الرابع

ما هو التعليم الذى نريده ؟
هل هو التعليم للتفكير الناقد و العقل المنطقى المبنى على أسس التفكير العلمى و الذى منه سنرى بداية للتنوير أم نريد التعليم الذى يرضى الأزهر و الكتب التى يرضى عنها الأزهر أو أى مؤسسة دينية ؟

هل سنظل فى ازدواجية المعايير و نقول أنه لا يجوز أن ندرس هذا الموضوع لأنه مخالف لتعاليم الدين أم سنفتح العقول ؟
لا أظن أن من يريد ان يتعلم و ينهض ببلده سيظل يدرس بمنهج لا يمت للحداثة العلمية او الواقع الحديث بصلة ..

وهل سنظل نخرب عقول طلابنا عن بعض الكتاب و المفكرين المصريين لمجرد أن لهم تفكير مختلف ، عقل كل مصرى عنده مشكلة كبيرة جدا مع الأديب نجيب محفوظ و عميد الأدب طه حسين و يوسف ادريس بأن جميعهم مجرد عباقرة مختلون و باعوا أوطانهم من أجل الشهرة ... هذه صورة فى أغلب العقول المصرية ، هل سنظل نرددها ..

الأمر الخامس

هل ستظل الحرية يختصر معناها فى الحرية السياسية فقط ؟

أم الحرية فى كل شئ الحرية فى التفكير و العقيد و الكلام و السخرية و التشجيع على الحوار و التسامح ، أى دول متطورة بها مواد تحمى هذا الأمر و هذا ما حدث فى الحرب الاهلية الأمريكية على يد إبراهام لينكولن فى المواد للتى اقتراحها المبادئ فوق الدستورية و ما فعله الاتحاد الاوروبى و ما فعلته الامم المتحدة ..

الحريات فقط ليست سياسية و الحريات السياسية ليست هى فقط ما تصعد بالدول و الا الامر أن تكون الصين هى اخر دولة فى العالم لان مفيش انتخابات فى الصين من الاساس .

تخيل يا صديقى ما الذى ينص عليه الدستور الأمريكى فى هذا الأمر:

" لا يصدر الكونجرس أى قانون يحد من حرية الكلام أو الصحافة ... أو من حق الناس فى الإجتماع سلميا ..."

وتقول المادة 19 من الاعلان العالمى لحقوق الانسان :

"لكل إنسان الحق فى حرية الرأى و التعبير ..ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الاراء دون أى تدخل و استقاء الأفكار و الانباء و اذاعتها دون أى تدخل بأى وسيلة و دون التقيد بالحيز الجغرافى " .

أخيرا
اى دولة تريد التقدم عليها ان تتفق لعة نقاط أولها
_فصل نظام الحكم عن اى دين " العلمانية "
_وجود دستور متفق عليه بين جميع الأطراف داخل المجتمع بنقاش قوى و مفتوح و معبر عن الهوية للمجتمع مع تطلعات المستقبل و الحلم للأمام دون وضع قيود مثل الحفاظ على الأمن و السلم و الاداب العامة .."العقد الاجتماعى"
_ وجود تيارات ثقافية و حلقات نقاش قوى دون التقييد بكلامات فضفاضة لتوسع العقول ... "التنوير"

_كل فرد حر فى حياته الشخصية و كل شخص له الحق فى الحفاظ على خصوصيات دون أى اقتحام من اى شخص مهما كان ، و الحريات الفردية و النطاق الشخصى و محاولة التعلم .. "الليبرالية "


يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل