الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
شمعة تنطفيء
صبيحة شبر
2005 / 11 / 7الادب والفن
أودع القلم مكتبه ، وعاد بكرسيه المتحرك الى الوراء ،، نظر إليك بإمعان ، والبسمة تعلو وجهه ، وعاد ليمسك القلم من جديد
- صحتك تتحسن باطراد ، الدواء الذي وصفته لك قد أفادك ، بشكل ملموس ، هل أنهيته ؟
يتعبك ويمضك أن تكذبي ، والا تذكري الحقيقة ، مراعاة للآخرين ، واحتراما لمشاعرهم ، وأنت من يقدر لك أحاسيسك ؟
-لم أتناول أي دواء مما وصفت
يعلو التساؤل وجهه
- والذي نصحتك به آخر مرة ؟
تترددين لحظة ، ثم تعلنين :
- رميته في سلة القمامة
حسن ما تفعلين ، كفاك مجاملة للجميع ، لمن يهمك ويعنيك او من لا تبالين به أبدا ، كوني قوية ، مرة واحدة فقط ،أعلني صراحة عن حقيقة موقفك
الغضب يجتاح وجهه ، يبعد الكلمات عن قدرته ، تبدو الحيرة واضحة جلية على ملامحه ، يبحث عن كلمات مناسبة ، لا يوفق في العثور على ما يبتغيه ، يتمكن أخيرا ، وتعود الابتسامة إلى محياه
- معاناتك كانت من أمور متعددة ، ومختلفة ، واراك الآن في صحة ممتازة ، فأي سحر هذا ؟
تجرعت من الصبر واللسعات ، وعانيت من نكران وجحود ، والذي يبادلك الحديث لن يتمكن من فهم حقيقة متاعبك ، يستمر في مناقشتك
-عدت سنين إلى الشباب ، أي ثورة جددت لديك الحياة ؟
اذكري الحقيقة يا صديقتي ، لا تهابي ، لا احد يجديك ، إن كذبت وأصبحت تنظرين إلى نفسك باستخفاف
-اقتربت من الموت ، وأوشكت على توديع الحياة ، وتنازع الأسود والأبيض في داخلي ، ولكن الأقوى انتصر
لم يفهم ما تعنينه ، يرتبك ، تظهر الحيرة واضحة ، على ملامح وجهه ، وأن لك ان توضحي ، لمن كان يظن انه العليم بالأمور ، ويعرف موطن الداء ويحدد أنجع الدواء
- كنت ضعيفة مهزومة ، وعلى وشك الانهيار ، الأدواء تجتاحني ، تتملكني ، وأنا عاجزة عن الإتيان بأي شيء يساعدني ، حتى الدواء لم يحل ، دون شعوري ، بان نجمي قد أفل
يضع يده على المكتب محاولا نقره ، ويتراجع آخر لحظة
- ولكن ؟
- أتذكر حين جئتك أشكو من آلام الروماتيزم ؟
يبدو كمن عثر على شيء أطال البحث عنه ، يعتدل في جلسته :
-نصحتك بنماذج متعددة من الدواء ، وها أنت تقولين انك لم تستعمليها ، فأي لغز هذا ؟
- جربتها في البداية ، ولم تفلح معي ، بقيت آلامي مصاحبة لي ، تأبى فراقي
- أجدك وقد شفيت
تعاودك الرغبة من جديد أن تهزمي من يدعي انه عارف بكل الأمور
- خففت من وزني ، فولت آلام مفاصلي
- الفتك منهارة ، مستفزة ، سريعة البكاء ، تصرخين
تشفقين عليه ، يبدو حائرا ، مترددا فقد طريقه ، يحاول أن يتكلم ، ويبذل جهدا ليسمع ما تقولين
حاولت أن اهدأ ، مرنت نفسي بإبعاد المحبطات عن ذهني ، اهتممت بصحتي ، حدثت نفسي مقنعة إياها إن أعصابي القوية تعني خلاصي ، لم أنل مرادي بيسر وسهولة ، استمرت محاولاتي وقتا طويلا ، أخفقت مرارا ، وعاودني شعور بالانهزام
يعود الالق الأليف الى وجهه المتعب ، وتعود ابتسامته المعهودة
- وكنت تشعرين بالوحدة
- تتذكرين مشاعرك المغتالة ، وذلك التوهج الذي ما بدأ حتى تلاشى
- انتابتني أوقات عصيبة ، بكيت ، شعرت بلا جدوى حياتي
- صداقاتك كانت محدودة ، وبتعبير أدق شبه منعدمة
تعود إليه الثقة المنطفئة ، ورغم معاناتك ، يفرحك حاله ، لم تفرحي يوما ان تسببي ضيقا لكائن ، فكيف بمن كان يشغل نبضاتك ، تسهبين في الحديث عن تحولك ، وعن اخضرار شجرة داخلك ، لا تشكو الظمأ ، ولا تنتظر السقاية ممن لا يملكون القدرة على الارواء
- اهتماماتي اقتصرت على الأولويات ، جل وقتي ، أحاول توفير الطعام والشراب والاعتناء بالمنزل
- وهذه أمور كافية
تودين أن تطرحي سؤالا هل تكفيك أنت ؟ يحيون حياتهم بامتلاء ، ويطلبون من المراة ، ان تقتصر على شؤون البيت ، تحجمين عن سؤالك ، وتواصلين الحديث
- توصلت أخيرا إن انتصاري ينبع من داخلي ، خلقت اهتمامات جديدة ، لعبت الرياضة ، رقصت ، غنيت ، ضحكت ، تمشيت ، تعرفت إلى أشخاص جدد ، اهتممت بالموسيقى ، قرأت لكتاب لم اعرفهم سابقا ، أحببت من جديد ، أحسست أن الغيوم السوداء قاربت على الانقشاع ، وان حياتي ستعود إلى امتلائها
يتنفس طبيبي بعمق ، يشعل سيجارة جديدة ، من القديمة التي أوشكت على الانتهاء
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر
.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى
.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا
.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح
.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر