الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من القدس إلى النجف هدم المنازل

حمزة الكرعاوي

2015 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


مقاتل نجفي يعود فيجد منزله ، اثرا بعد عين .
كان العنوان : من الفرات إلى النيل ، واليوم عنوان أخر وهو سياسة واحدة ، من القدس وغزة ورام الله ، حتى بغداد التي قطعت بالجدران الكونكريتية ، المشابهة لنفس ذلك الجدار الذي يفصل ( اليهود عن العرب ) حتى النجف هدم للمنازل ، وملاحقة من ناموا في المقابر ، ليهربوا إلى عمتهم ميركل .
سياسة هدم المنازل هي هي ، مهما كان المنفذ ، ومهما كان سائق الجرافة ، لان المرجعية السياسية واحدة وهي أمريكا المحررة للشعوب ، وقد تم تجاوز مشروع الفوضى الخلاقة ، إلى مشروع إفراغ العراق من أهله ، على نفس الطريقة التي أبيد فيها الارمن والهنود الحمر .
الدول التي يذهب فيها المقاتل للدفاع عن حياض الوطن ، يكرم اذا رجع إلى منزله ، وتستقبله النساء بالزغاريد والهتافات ، ويمنح الاوسمة ، وهو في أرض المعركة ، لديه إطمئنان كامل على عائلته ، ومنزله ، لكن المقاتل النجفي الذي عاد ووجد منزله ركاما ، كأنه قصف بصاروخ صديق من طائرة أمريكية ، لم يذهب في نظر قادته ، إلى مهمة وطنية ، أو قضية عادلة ، وهم ينظرون إليه على أنه مشروع قتل ، بالقوة والفعل ، ولهذا قاموا بهدم منزله ، وتركوه في العراء ، رقما بدون هوية ، حتى أجبروه على أن يسب الوطن ، ويبصق على هويته التي يحملها ، ويدوسها بحذاءه ، مثلما أجبروا أبا حمزة ليمزق جواز سفره العراقي ، ويرميه في المزبلة .
هدم المنازل في العراق ، ليس جديدا ، وهو مشروع نائم داخل سراديب الحوزة الغريبة على العراق ، وأول دخول للعمائم التي جاءت خلف دبابات المحتل ، وهي التي تنظر إلينا نحن ( شيعة العراق ) على أننا نفايات ، ونطف نجسة ، خلقنا فقط لخدمة العوائل الطباطبائية والشاهرودية وعوائل شركة البازار الايراني ، تم تخيير 150 عائلة سكنت النجف ، قبل 150 سنة ، بين أن تبيع عقاراتها ومزارعها ليتملكها عبد العزيز الحكيم ، أو الرحيل بالقوة ، وفعلا تم ترجيلهم بالقوة ، على نفس الطريقة التي هجرت ( داعش ) مسيحي الموصل ، وكتبت على منازلهم نون ، والعمائم في حوزة النجف ، تنظر الى من هو خارج سور النجف على أنهم ( معدان ) .
بعد عمليات السطو على عقارات الدولة العراقية ، وعقارات العراقيين ، بدأت عمليات تقليل نفوس العراقيين ، بواسطة إرسالهم إلى محرقة الموت ، بدون اسلحة متكافأة ، وبدون ذخيرة ، ودورع للصدر مغشوشة ، ومفخخات وعبوات لاصقة ، ومعاملة مهينة ، تكسير رؤوس الشباب ، بمدساسات واعقاب البنادق ، ويخرج بعدها ولي الفقيه الايراني ، ليؤكد دعمه ( للحكومة العراقية ) .
سياسات ممنهجة ، ومعتمدة من قبل من تسلطوا ، لافراغ العراق من أهله ، فعندما يعود المقاتل ، ليجد منزله مهدما ، وقرب حوزات ( الله) وآياته وحجج اسلامه ، هذه رسالة تهجير علنية ، ودفعه ليشتم العراق علنا ، وأمام شاشات التلفزة ، وهذه هي الطرق التي بها يطردون العراقيين من بلدهم ، ويحل محلهم مستوطنون فرس ، ليتحول المكون ( الفارسي ) الذي ظهر بعد الاحتلال الامريكي مباشرة ، الى أكثرية ، ويتحكم بثروات العراقيين .
لو كانت القيادات الدينية التي تحكم العراق ، تحت المظلة الامريكية ، تحترم الناس الذين أرسلتهم فتوى ( الحشد الجهادي ) وتحترم دماء الناس ، لما لجأت الى سياسة هدم البيوت على الطريقة الاسرائيلية ؟.
المؤوسسة الدينية لعبت أدوارا سلبية ، في تدمير العراق ، وإهانة شعبه ، وإرسال شبابه الى المحرقة ، واذا دعت الحاجة للقصف ، تطلب من االاصدقاء الامريكان ، قصف المساكين بنيران صديقة ، ويستقبل سفير دولة الاحتلال الامريكي في منزل ( المرجع الاعلى ) ويطوف في صحن الامام علي ع ، في إهانة واضحة لكل القيم ، وإعلان لمشروع الابادة .
كم منزل تم هدمه بغياب شهود ؟.
وكم جريمة إرتكبت أيضا بغياب شهود ؟.
وهل ستبنى حوزة فوق أنقاض منزل المقاتل النجفي ، أم مدرسة دينية للنساء ؟.
طفح الكيل مع هكذا مؤوسسة دينية ، نهت عن الحرام والفساد ، وفعلته هي بنفسها ، وعندما يذهب المقاتل ( في الحشد ) لقتال ( داعش ) يذهب بعده مباشرة رجل دين ، ليبصبص على زوجته ، ويراودها على نفسها ، واذا قتل ، فهي فريسة ، ولاتحصل على فرصة عمل أو إعالة لاطفالها ، الا بعقد متعة ، ويخرج علينا الاف الخطباء ، ليشتموا العلمانية والشيوعية والالحاد .
قلت للعراقيين ، وخصوصا الشيعة ، لاتذهبوا للدفاع عن حفنة من الحرامية ، وهم يتآمرون عليكم ، وقد قبضوا ثمن بيعكم وبيع أعضاءكم في سوق التجارة الدولية ، في صفقة مع صفقة بيع وطنكم ، ولا تذهبوا للقتال دفاعا عن دكاكين الخمس والزكاة ، التي يملكها جواد الشهرستاني ، لكن لاحياة لمن تنادي ، وربما أن الفقراء لديهم العذر ، وهو البحث عن لقمة العيش ، حتى وإن تعرضوا للموت ، حالهم حال من قدم من السلفادور للقتال في مناطق الحروب ، من أجل المال .
هل سنهشد قريبا ، تكريم المحافظ الذي أمر بهدم منزل المقاتل ، وتكريم صاحب الجرافة الذي هدم منزل المسكين ، من قبل ولي الفقيه الايراني ، وعلي أكبر ولايتي ورفسنجاني ، واللوبي الفارسي المتشدد ؟.
وهل سيفرح شمعون بيريز ، ويرسل هديته الى محافظ النجف ، وسائق الجرافة ، ويرتفع رصيد المرجعية الدينية دوليا ؟.
لقد فعلها اليمين المتطرف في أمريكا ، عندما أعلن جندي أمريكي ، تفاخره أنه قتل من ألعراقيين 260 بين طفل وإمرأة ، كرموه بأعلى الاوسمة .
هل إجتمع برلمان الاحتلال في جلسة طارئة ، ليناقش عملية هدم منزل مقاتل ، ذهب لقتال داعش ؟.
أم أن الامر نصرة لداعش ، وأن المقاتل النجفي كان يقاتل بحرقة دفاعا عن الوطن ؟.
في اليوم الاول لذهاب الشيعة لقتال داعش ، تلبية لفتوى الجهاد ، ظهرت في الكاظمية عصابة خطف النساء والاطفال ، نصرة لداعش ، وتبين الامر وبإعتراف صولاغ ، أن أولاده وأولاد أخيه ( الشهيد ) حسب تعبيره ، هم من يخطف العراقيين ، مقابل الفدية .
طبعا من قام بهدم المنزل لايشعر على الاطلاق ، بتأنيب الضمير ، لانه ينفذ واجبا شرعيا ، وينام ليله مرتاح الضمير ومطمئن النفس ، لان حسانته قد إزدادت ، حسب الفتوى الصادرة إليه من قبل ( المرجع الاعلى ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص