الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يومٌ ملائمٌ للإحتفال ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 12 / 27
سيرة ذاتية


يومٌ ملائمٌ للإحتفال ..
ذكّرني الساخر ،جان نصّار، صديقي العزيز، حين كتب في مقالته المنشورة بأن "... احنا يا هالفلسطينيه من يوم قرار التقسيم لليوم ونشؤ دولة اسرائيل واحنا عايشين بانتفاضات وشهداء..." . وهذا كلام صحيح في مجمله ، لكن كانت هناك بعض "الإستراحات" أو فترات "راحة" بين إنتفاضة وأُخرى ..
وكان ذلك قبل ما يُقاربُ الثلاثين عاماً (يعني أقل شوي) ، حينما كتب النصيب وتعرفتُ على "بنت الحلال"، بهدف الزواج ... قرأنا "الفاتحة" أنا وإخوتي مع بعض أقارب زوجتي ، وهكذا أصبحنا مخطوبين بإذن الله . كانت خطبةً "عالساكت" كما نقول، تخللتها بعض المشروبات الخفيفة والكعك وتبادل خواتم الخطبة ، على أمل أن تكون حفلةُ الزفاف "مطنطنة" ، يعني ،حفلة وموسيقى ، وجبة عشاء ،تضييفات ومشروبات خفيفة ..وبس !!
وكانت تلك الفترة ، فترة الإنتفاضة الأولى ، التي فاجأت الجميع ، وسقط كل يوم شهداءٌ من أبناء شعبنا ، وخيّم الحزن والقلق على الجميع ... لذا قررتُ أن أتزوج "على الساكت" ، إحتراماَ لأرواح الشُهداء .. ولاقى قراري هذا مُعارضةً شديدة من شريكة العمر ، تذمرت ، ناقشت ، صرخت ، استغاثت وبكت ، لكن دون جدوى ، فقد "صممتُ" على موقفي ، رغم مُعارضة إخوتي الكبار أيضاً .
فمن المعروف عندنا بأن "كل شي قرضة ودين ،حتى دموع العينين" (كل شيء قرض مؤجل حتى أوان سداده) ،بما في ذلك دموع العين التي نبكيها في مناسبات الآخرين الحزينة ، فهي قرضٌ سيتم سداده ،في المصائب ، الكوارث والمحن ..التي ستصيبنا ، ولا راد لقضاء الله . وبما أنني وإخوتي أعتدنا على مجاملة الأقارب والمعارف في مناسباتهم السعيدة ، بما في ذلك تقديم هدية مالية للعريس ، فإن حفل زواجي هو الموعد المحدد لسداد "هذه القروض" التي "سلّفناها" ... لكن هذه الحجة لم تُقنعني وصممت على موقفي "الثابت" ، لا إحتفالات وإخوتنا يموتون يومياً .. لقد خسرتُ ماليا جراء تعنتي ، رغم إنني وحتى يومنا هذا ما زلتُ على عادتي في المشاركة بأفراح الاقارب ، المعارف والجيران ، مع تقديم "المعلوم" وهو "النقوط "،(الهدية المالية ) .. ويبدو بأن إبني وكما صرّح سيسير على نفس طريقي ، وهي الزواج على الساكت ، مما يعني بأننا لن نسترد من "قروضنا" شيئاً ، والعوض "بوجه الله " ..
وبعد هذه السنين الطويلة ، تقول زوجتي : لو إنتظرنا ،لنتزوج في يوم ملائم للاحتفال حسب رأيك ، لما تزوجنا حتى الآن ...!!
وأذكر ،إذا لم تخني الذاكرة ،بأنه وفي أعقاب حرب ال 67 ، واحتلال الاراضي العربية ، أصدر الحزب الشيوعي الاسرائيلي تعميما لأعضاءه ،يطلبُ منهم عدم زيارة الأراضي المحتلة ، لأن الزيارة تعني الاعتراف الفعلي بالإحتلال ...
كنتُ آملُ ، وكما يبدو ، كان الحزب الشيوعي يأملُ أيضاً أن يزول الإحتلال ويعم السلام ، لكي نفرح ..!!
والتجربة تثبتُ بأن الشعب الفلسطيني يبحثُ عن "فرصة" للفرح في كل مناسبة ، في الأفراح والأتراح ، فهو يودع شهداءه بالزغاريد ومنذ أيام الإنتداب البريطاني وخاصةً إبان ثورة العام 36 .
الشعب الفلسطيني "هجين فرح " ،كما نقول في عاميتنا ، أي يعاني من نقص شديد في نسبة السعادة ، لذا ، ومن تجربتي ، أنصح الجميع بالفرح والسعادة في كل مناسبة ، وهل هناك مناسبات أكبر من الأعياد والمناسبات الشخصية والعامة ..
إفرحوا وانبسطوا ، فليس للسعادة وقت مُحدد ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفرح نتمناه لكم عزيزي
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 12 / 27 - 15:11 )
أحنه والفرح والحزن
مع الأسف....عن هوايه بشر نختلف
ويه رواحنه نزعل ....وعله كلشي نختنكَ...ونتأفف أونتحسر
الناس...تفرح تنشرح تركَص تغني وتدكَ
وتبحث عله ومضة فرح بالحزن لو مره بيها يمر
أحنه...افراحنه نحولها حزن...ونرتاح من أنون
وع لحزن....بفراحنه أنصر
بختله نفرح وبخجل وبالسر
....نكتب قصايد شعر
متناقضة ويه السياق أو ويه روح العصر
نتكلم أحنه ع لفرح... أو نَّدعي أله ننتظر
وهو يمنه وعلينه يحوم
ويتمنه مره... عله بالنه يخطر
أو لومره ع لفرح ننجبر
يبين علينه.. مثل واحد مضطر
للأسف...ما تعودنه ع لفرح من الزغر
ونعيش بفرح ما نكَدر
ولو صدفه مر بينه...
نعم بيه نشعر
لكن نضايقه بلا قصد....ونقابله بلا ود
بأقسى تعابير وتقاسيم أو صور
...ونعصره عصر


2 - الله على الابداع
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 12 / 27 - 16:17 )
تحياتي للغالي عبد الرضا
رغم انه واجهتني صعوبة في القراءة والفهم ، لكنني تغلبت عليها
نعم هو ما تقول بيننا وبين الفرح خصااااااام.
خالص مودتي


3 - عزيزي قاسم المحترم
جان نصار ( 2015 / 12 / 28 - 23:03 )
بصراحه هلئ شفت مقالك الساعه 12 ونص بالليل العتب على النظر والكبر عبر.
الله وكيلك يا خوي يا اسم ولا يوم بالسنه بطلعلنا نفرح او نحتفل من المصايب والويلات والكوارث اللي نازلي علينا زي زخ المطر وبتسألني ليش انا ساخر ها (مع التفخيم).يا زلمتي الواحد بلعن الساعه اللي انولد فيها بهاي البلاد
ليش ما كان ابوي سويدي وامي دنماركيه مش عارف.حبكت يعني حظنا الواقف نولد بهاي البلاد
لاء والاحلى بقولولك انك لازم تفتخر بفلسطينيتك هلا عيني هلا والله افتخرنا
شو بدك بالحكي شوية فرح واحتفال بسيط بدها من هون وهناك
دورة الحياه بدها تمشي
تحياتي واهوي ونذدر وبود شتسني ..كن سعيد
تحياتي ومودتي


4 - صباح الخير عزيزي جان
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 12 / 29 - 06:50 )
ويومك سعيد
الساعة 12 ونص بقيت اشخر وفي عز النووم .....
نلتقي على خير ومحبة

اخر الافلام

.. ما أبرز رهانات الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسي


.. كلمة رئيس حزب -فرنسا الأبية- جان لوك ميلنشون عقب صدور نتائج




.. بسبب التنقيب عن الآثار.. مقتل طفل بجريمة مروعة في مصر


.. بالمسيرات الانقضاضية.. حزب الله يستهدف إسرائيل.. والغرب يحذر




.. حزب الله.. القدرات العسكرية | #التاسعة