الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب والإرهاب المضاد

علي أبو خطاب

2005 / 11 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


يتفق المعتدلون من أصحاب الأديان الثلاثة في العالم أجمع وغيرهم على أن ما يجري من عمليات قتل وإصابة ضد المدنيين هو إرهاب في أي بقعة في العالم، وضد أي جنسية أو طائفة كانت. ولا يجب أن يضعف من عزمنا على مكافحة الإرهاب سيطرة التطرف على عقلية كثير من الناس البسطاء سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود، فالفكر المتطرف يجد قواعده غالباً في القاعدة الشعبية التي لم تنل حظها الكافي من الفكر المستنير، ولا يعني هذا أن ننسى أن بعض زعماء المنظمات الإرهابية هم من أغنياء العالم الذين لم يشبع المال ولا العمل السياسي نهمهم فلجئوا إلى وسائل أسرع للشهرة أو تلبستهم حالات مرضية كجنون العظمة، أو تصوروا أنفسهم مخلصين للعالم أو مسيحيين جدد أو مهديين منتظرين. فيما يخص الإسلام يجد المتطرفون مظلتهم في الحديث الشريف البريء منهم وهو ما معناه أن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد للأمة شبابها وللدين مجده، ولا عاقل يجزم أن ثمة مجد يكون على أشلاء الأبرياء من المدنيين العزل خاصة النساء والأطفال والشيوخ.
ولكن لا يجب أن ينسينا هذا أن ما تفعله أمريكا -حين تكيل بمعاييرها المزدوجة- يستفز مشاعر المسلمين والعالم الثالث عامة، فما فعلته من تنديس للقرآن في أفغانستان، وما ارتكبته من أفعال مشينة في سجن أبو غريب، وما ترتكبه يومياً في العراق من تنكيل، وتأييدها الدائم لإسرائيل في غطرستها وإرهابها – يلهب الصدور ضدها ويخلق مناخاً ملائماً للتطرف حتى إذا جادلت أحد هؤلاء المتطرفين تجده مقتنعاً قناعةً كاملة بأن ما يفعله من قتل للمدنيين صوابا ما دام الطرف الآخر يقوم بقتل المدنيين، وعبثاً تحاول إقناعه أن الجلاد ليس قدوةً لضحيته، كما ويكون مقتنعاً أنه يقوم بالدفاع عن الدين الإسلامي ضد الكفرة الصليبيين، وهذا طبعاً يغذيه ما يراه من تقرب شارون للمتدينين ومحاولات بوش كسب أصوات الأمريكيين المتشددين دينياً خاصة من طائفة المسيحية الصهيونية. والحديث هنا عن الشباب المتدينين المضللين فكرياً وليس عن المرتزقة وتجار الدم – وهم كثر- في هذه الأحزاب، والذين يقومون بعمليات بيع السلاح والتفجيرات مقابل مبالغ باهظة.
لكننا ننسى أيضاً أن هذه الأحزاب المتطرفة قدمت بعملياتها ضد المدنيين -والتي تصنف بالإرهاب- قدمت خدمات جليلة للفكر المتطرف في الجانب الأمريكي والإسرائيلي، وكلنا يعلم كيف كان خطاب بن لادن قبل أيام من حسم الانتخابات الأمريكية الأخيرة سبباً رئيسياً لنجاح بوش، حيث استثار مشاعر الأمريكيين وجعلهم يقتنعون بنظرية الأمن التي يتبناها بوش وهي نظرية الهجوم خير وسيلة للدفاع، تلك النظرية التي ابتكرها نابليون لكنها لم تحمه من الهزيمة، وتكرر الأمر نفسه مع شارون الذي كان في كل زيارة لبوش في البيت الأبيض يتلقى هدية من حماس أو الجهاد الإسلامي أو غيرها، وهذه الهدية عبارة عن عملية قتل للمدنيين في قلب إسرائيل يتبعها خروج بوش وشارون من البيت الأبيض منددين بالرئيس الراحل عرفات، و السلطة الفلسطينية والفلسطينيين عموماً، ومن ثم يعطي بوش الضوء الأخضر لشارون لاستباحة دم الفلسطينيين باجتياحات جديدة، ثم أخيراً كانت تفجيرات لندن دفعة قوية لبلير حيث أكسبته شعبية البريطانيين وتعاطف العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طائرات بوينغ: لماذا هذه السلسلة من الحوادث؟ • فرانس 24 / FRA


.. رفح.. موجات نزوح جديدة وتحذيرات من توقف المساعدات | #غرفة_ال




.. جدل الرصيف الأميركي العائم في غزة | #غرفة_الأخبار


.. طلاب فرنسيون يطالبون بالإفراج عن زميلهم الذي اعتقلته الشرطة




.. كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية