الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقاسيم آسيوية

فرج بيرقدار
(Faraj Bayrakdar)

2005 / 11 / 7
الادب والفن


إلى جميل حتمل
ربما فات الأوان


غافياً كنتُ
قبل دخول القصيدةِ
عاريةً
في السرير القصيِّ
سريري.
إذن سوف ترتعش الآن
حرّية هي لي.
سأصارحها
أنني كنت منذ قليلٍ
تشيِّعني ظلمة تدَّعي
أن للطير أسئلةً
لا يراها السجين
وأجنحة لا تراه...
فأيقظَني زغبٌ مطمئنٌّ
أصارحها أنَّ روحي بنفسجةٌ
كفكفتها الفراشات
لكنني يا نواقيس
لو ذاتَ ولولةٍ تستعيرين
صوتي
فقد أنهكتني الغيابات
واشتقت أن أستحمَّ
بلى...
غافياً كنتُ قبل دخول القصيدةِ
عاريةً كي تراني
إلى آخر الكلمات النبيَّةِ
للشاعر الآن ظلان:
أيامه وقصيدتهُ
ساحلان:
الإياب الذي لا يؤوب وأحلامهُ...
أيُّ أرجوحةٍ
تصل الأفق بالأفقِ
فنجان صمتي رهيف الإشارةِ
والأبجديةُ هيفاء
مرصودة لأمير الكلامْ.
هل أقول سريري يسيل
وأهلي مواعيدُ مؤمنةٌ بضَياع المحبِّين؟!
أماه...
أصفى من الدمع
نيَّة هذا الغريب
ولكنَّ حكمته مُرَّةٌ
ودليلُ براءته الهاءُ
وابنتُهُ
وروائحُ أعدائهِ
أيها الشيخ
يا شيخ
رُدَّ صلاتك عني
فإن دمي لا يَضِلُّ
ومسرايَ أقصرُ من قبلةٍ
بين طيرين
يكتشفان الفضاء مصادفةً
ثم يستكملان غموضهما بالغمامْ.
وأنا.. طائرٌ موشكٌ
بين حرفٍ وحرفٍ
أجاهد أقصى السقوط
إلى لذةٍ لا قرار لها
ثم أنسى
ولكنني من جديدٍ
أجاهدُ أقصى الصعود
إلى خيبة الأنبياء
وأنسى
فمن يقطف الحلم
عن شجر النوم قرب القصيدةِِ؟
لمَّ الأسيرُ كوابيسهُ
وهْوَ يُضمرُ منفى
ولمَّ صديقي أساريرهُ
من عيادات باريس
وهو يَعدُّ احتمالاتهِ
أتكون الحياة قراراً رخيماً
يردُّ الغطاءَ عليه جوابٌ
من الموت؟!
هذا سؤال القصيدة لي
عن سؤال سيأتي
ولكنني أرجئ الآن كأسي
وأكمل ما لا سبيل إليه...
أمامي
سراب يراودني عن صهيل الخيول
وخلفي
سراب يراودني عن هديل الحمامْ.
قلتُ: أنزفُ أغنيةً
يشتهيها الخرابُ وتؤنسني.
آسيا ا ا ا ا ا ا آسيا...
نفد اليأس والآس
ليس لهذا النشيج الذي قطَّع الريح
معنى
وليس لعرَّافةٍ
أو دليلٍ من الرمل
غيرُ الذي كان.
لا ترعوي آسيا!!
وأنا ليس لي
غيرُ ما لا أريد
ومقبرتي داخلي
كلَّ يوم أوسِّعها لصديقٍ
يباغتني دمهُ...
لكأني سواي!!
فلا تنكري صورتي يا ابنتي
حين أترك لحمي لهم
ثم أمضي إليّ
فهذي القصيدة أيضاً
ستصبح بعدي سواها
وتنـزفُ...
قلتُ: هوىً
تفتحُ الظلَّ وردتُهُ
قيل: بل طعنةٌ
تغلق الوردةَ المشتهاة
ويبكي النديم الأخير.
إلى أين يفضي الجنون؟!
أفي البدء كان
أم الليلُ
يدرأ شبهتَهُ بالضحى
والفضيحةَ بالصلوات
وبالعلم الوطني الرجيم؟!
إلى أين يفضي الأذان
المواويل
معنى الطريدة
أهلي؟!
سؤالٌ شهيدٌ
يوزِّع أشواكه شامتاً
ثم يلقي
علينا
الشآمْ.


سجن صيدنايا- آب 1993








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي