الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عُقدة ما بعد -داعش- وتمزيق الخرائط

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2015 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


عُقدة ما بعد "داعش" وتمزيق الخرائط
موفق الرفاعي
وفق ما يُطلَق عليها (نظرية المؤامرة)..
فلأنّ أمريكا من المستحيل أن لا تسطيع القضاء على "داعش" برمشةِ عين، فهي إذنْ من أوجد ويدعم "داعش".
ولأن "داعش" لم تستهدف ولا لمرة واحدة إسرائيل، فلابد "داعش" صنيعة إسرائيلية.
ولأن "داعش" لم تنقل عملياتها القتالية إلى داخل الأراضي الإيرانية، فهي إذنْ من رعى ويدعم "داعش".
ولأن الجيشان العراقي والسوري هما من انسحبا أمام اكتساحات "داعش" في مدن عدة في البلدين وسَهّلا اجتياحها ووفرا لها السلاح الذي تركاه غنيمة باردة، فإن النظامان هما من أوجدا "داعش" ويمدانها بأسباب القوة والبقاء.
ولأنّ "داعش" تطرح نفسها زعما انها من يدافع عن السنة في العراق وسورية لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، فإن السعودية وقطر وتركيا الدول التي تقف بمواجهة هذا التمدد تدعمان وتمولان "داعش".
هل هذا تحليل سياسيّ، أم هو مجرد تمنيات في إطار التشظّي المجتمعي الذي تمر به دول المنطقة العربية؟
مع هذا، لا أحد ينكر ان الغزو الأمريكي- البريطاني للعراق وبالتالي فإن إدراتيّ بوش وبلير تتحملان المسؤولية في ظهور هذا التنظيم وتنظيمات أخرى مشابهة. وكذلك التدخل الإيراني الفاقع في الشأن العراقي،. وأيضا التدخل الإيراني في سورية ولبنان والبحرين واليمن ومناطق في السعودية، وفّر المُناخ المناسب لظهور "داعش" إضافة إلى عدم قدرة حكومات تلك الدول على ضبط الأمن وحماية الحدود الوطنية.
كما لا أحد ينكر أيضا سياسة أوباما التي دشنها انسحابه العسكريّ من العراق تحت وطأة الإنهاك الذي أصاب جيشه نتيجة التصدي المسلح من المقاومة العراقية وتفشي الفوضى في البلاد، وترك فراغا عسكريا ما أفسح المجال أمام تفشي ظاهرة التصرفات الطائفية الممنهجة من قبل الجيش العراقي ومليشيات الأحزاب الشيعية، الأمر الذي وسّع في البداية من القاعدة الشعبية لـ "داعش" والتعاطف معها وتقبلها.
أما اليوم، لا أحد من الأطراف المعنية المتصارعة، يريد القضاء على "داعش" قبل الإتفاق على (ما بعد "داعش")..!
هذا الإتفاق، للآن لم تتضح ملامحه بعد. وربما سيطول الوقت قبل تظهير تلك الملامح. حتى لو صدر ألف قرار من مجلس الأمن من مثل القرار ذي الرقم 2254.
لا يمكن استثناء أحد من اللاعبين، دوليين كانوا أم إقليميين أو حتى محليين.
كل الأطراف يحاربون "داعش"، أو بالأحرى، يحدّون منها، يُضيّقون عليها، يُجمّدون توسعها، لا من أجل هزيمتها نهائيا والقضاء عليها، لكن، من أجل الاستثمار فيها.
أما "داعش"، فتلعب بالجميع.
وأما ضحايا هذا المشروع الوحشيّ، فهم في نظر الجميع بمن فيهم "داعش"، مجرد أرقام عشوائية اختارتها الأقدار أو ربما الحواسيب، باعتبارهم حاصل طرح الخلافات ما بين المستثمرين الدوليين والإقليميين على نِسَبة مساهمة كل طرف من التمويل. فمقدار تلك النسبة، هو من سيحدد الأرباح والمكاسب النهائية التي سوف يجنيها كل طرف منهم.
(الخليفة) يعرف هذا جيدا، وهو لهذا، ما يفتأ يستدرجهم لزيادة رأس المال. فهو يراهن على خسارة استثماراتهم. ولن يعودوا إلاّ بخُفيّ حنين. هذا إنْ سَلِمَ الخفان ولم تدفنهما رمال الصحراء المتحركة.
أما اللاعبون المحليون، فهم دُمى وفي أحسن الأحوال، مجرد أدوات.
ولمن يعترض على العبارة الأخيرة نقول له، ان الجميع يبحثون في شؤون الدولتين العراق وسورية فيما مسؤولوا البلدين غائبون أو مغيّبون وتتنزل عليهم الأوامر أو (تأدبا) التوجيهات، في ما يصرّحون وما لا يصرّحون. والشواهد على ما نقول معلنة ومتداولة لا تخفى على متابع.
كلما توسعت وتعمقت الأزمات وازدادت الخلافات، كلما ازدادت احتمالات تمزيق الخرائط.
هذه المرة لن يكون على الطاولة مقص كما في العام 1916 "اتفاقية سايكس بيكو".
في المرة السابقة كان اتفاقا ثنائيا بين بريطانيا (العظمى سابقا) وفرنسا وبمصادقة روسيا القيصرية.
اليوم، الجالسون حول الطاولة، كُثر والخلافات بينهم كبيرة، ما سيؤدي حتما إلى تمزيق الخرائط هذه المرة، بالأيدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟