الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في وداع 2015

راغب الركابي

2015 / 12 / 29
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



من حقنا أن نفرح شيئاً ما على تحرير مدننا من يد الإرهاب ، ومن حقنا ان نستعيد بعض من ذاكرتنا لسنة 2015 ، ونتذكر فيها الإحباطات والإنكسارات ، ونتذكر فيها كذلك المنجزات والنجاحات ، ولا يخلو الأمر من هاتين المتناقضتين ، وكلنا يعلم وفي ذلك كنا شهوداً على ما مر بمنطقتنا من أحداث أنكسر فيها الوجدان العربي وأنحطت فيها قيمه ، حين وجدناه يقف في جبهة الظالم على المظلوم ، وكيف إنه قد جهز الظالم بالمضادات التي لا تجعله يحس بالندم والخطيئة ، وهنا أشير من غير مواربة للإعلام العربي الذي كان رديئاً من كل وجه ، وكان مع الظالم ضد المظلوم ، وقد رأينا ذلك بجوقة البوق الفضائية وهي تُبشر مُريديها بقرب إحتلال بغداد ، وتصك أسماعنا بالمقولات النشاز لأهل الفرق عن سطوة الصفويين والخشية منهم ، وهو دفع بالمباشر وغير المباشر لشباب الوطن لكي يلتحق بالعصابات الإرهابية ، وكيف تُسهل لهم مواطئ القدم في بلدات وطننا العزيز؟ ، فكانت نكبة الرمادي التي جاءت بفعل هذا التجييش الطائفي من بعض رجال الدين الخونة الجبناء ، الذين يؤزمون الاوضاع عند كل محطة توقف !!! ، هؤلاء الذين أشرنا إليهم في مقالات سبقت بالاسماء والصفات والعناوين ، والمُخزي في كل هذا أن يُبارك هؤلاء النفر من الدجالين العمليات الإنتحارية التي يقوم بها الإرهابيون ضد المواطنين العزل ، بحجة التخويف والترهيب الذي يوطئ لدولة الخلافة سمعنا بهذا الكلام عن الإنفجارات التي حدثت في بغداد وبعض مدننا ، سمعنا ذلك من مشايخ قذرين تلطخت لحاهم بالعار والفضيحة .
في 2015 حدث تدمير لليمن بحجة عودة الشرعية ، مع إن العقل يقول : إن الشرعية تعود حين يكون الأمن ، ويكون العدل ، وتكون الحرية ، ثم إن هادي ليس شرعياً ، فهو الفار من وجه العدالة ، وكان عليه ان يواجه قدره إن كان يملك نصيباً من الحق ، ولهذا عتبت على المملكة ، وهي تجمع من حولها في ضرب أناس فقراء أبرياء عُزل ، كان على المملكة مساعدتهم والتخفيف من حدة غلوائهم ، والأخذ بيدهم لا بمعاقبتهم بالقنابل والصواريخ ، قد يقول قائل : وهذا ماجناه الحوثي على قومه ، ونقول : إن كان الحوثي قد تمرد !!!! ، فلنا ألف طريق لجعله يهدء ويخرج من عباءة الشعارات والخطب المزيفة ، لنا ألف طريق لندله على ان اليمن بحاجة للبناء والتنمية والأعمار ، لا أن نشد الحزم ونضرب بالدفوف والطبول على حرب خاسرة في كل حال ومن كل وجه ، ومن يدعي غير ذلك فهو مُصاب بالخرف .
في 2015 حدث ان تنبه العالم لخطورة - داعش - واخواتها ، ولكن بعد ان غطت أرض أوربا سحابات المهاجرين ، الذين يحمل بعضهم معه فيروسات خطرة على مستقبل المدنية والحضارة في أوربا ، حدث هذا بعد ان فتح سلطان أنقرة الباب لهذا الزحف وبعدما فشل بالإنتخابات النيابية وخسارة حزبه للأغلبية ، وكأنه في فعله هذا يُعاقب أوربا لكي تعيد التوازن له ولحزبه في المجلس النيابي وهكذا فعلت .
في 2015 كانت روسيا هذا العملاق العالمي قد أتخذ قرار الحرب على الإرهاب وقد شاركه فيه أسياد العالم ، وشاركوه بما يلي : البقاء على الأسد رئيساً ، والضرب دون هوادة على كل منظمات القهر والعدوان ومن دون أستثناء ، وهذه خاصية تُحسب في ميزان الحسنات لأنها قد قربت كثيراً ساعات الإنهيار لهذه المنظمات المجرمة ، نعم كان فعل روسيا منسجماً ومتناغما ً مع ما يريده العالم كله ويطلبه ويرجوه ، وتدرون كم فرحنا بذلك بعدما يئسنا أو كدنا نقع في اليأس .
في 2015 حققت قواتنا الباسلة إنتصارات هامة ، وحررت مدن وبلدات من يد داعش والقوى المجرمة ، فكانت محافظة صلاح الدين على الموعد مع التحرير ، ديالى قد نفضت عنها غبار الظلم الداعشي ، وإنتصرت إرادة الحق في بيجي ، وفي الرمادي كان الإنتصار واضح وله دلالات .
كانت 2015 سنة التحول في تبدل موازين القوى في العراق وسوريا ، وكان التوافق الأممي على الإنتهاء من برنامج إيران النووي خطوة في الإتجاه الصحيح ، نعم كانت سنة 2015 ثورة شعبية تطالب بالإصلاح ، وقد مهدت لترتيب الأولويات ولوكان على نحو متواضع ، لكنه في رأينا هام ومؤثر وسيؤتي أُكله بعد حين ، فقدرنا جميعاً ان نصنع العدالة ، ونركزها كمفاهيم وكقيم ، نمارسها في مجالات حياتنا كافة ، قدرنا ان نُمهد للحرية لتكون ثقافة مجتمع ، تقود لتحرير الإنسان من كل ما يُثقل عليه عزيمته وهمته ، وقدرنا ان نتعاون كلنا جميعاً ، ليسود السلام وينتصر الأمن ، وفي ذلك يكون الإنهزام التام والناجز للإرهاب ومن يعمل له ، وأملنا يكبر في 2016 لتكون هي سنة الإنتصار على الذات وعلى العدو ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza