الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات فيسبوكي عراقي

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2015 / 12 / 29
كتابات ساخرة


أجد يومياً أربعة الى عشرة طلبات صداقة فأخطف أصبعي لمراجعة بروفايلات أصحابها
واحد نصف عاري أشك أنه شاذ يستحق (بلوك) وليس فقط حذف طلب الصداقة فأنا أكره المثليين ولايمكنني بكل الأحوال أن أكون محايد ولمن يعترض على تصرفي (أخص منهم أنصار المثلية الذين أحتلوا جزءاً من العالم) أقول أننا في العراق وبحسب تعداد 87 كانت عندنا زيادة في الإناث بمقدار مليونين وأكثر ولكم أن تتخيلوا حالنا اليوم حين يستخنث الذكور لينقص عددهم وتزداد الأناث لتكون أكثر من مصائب داعش وباهش , واحد آخر يضع أسم مستعار , أهرب منّه على الفور خشية أن يكون جاسوساً أو متسلق أومدعي كاذب فهو غالباً يسبب المشاكل , واحدة لايوجد بينك وبينها صديق مشترك (مشخلعه) في الغالب مع هذا الزمهرير البارد فتسأل نفسك (شلون وصلت لبروفايلي ؟) فتعتقد الى درجة اليقين أنها محتالة من نيجيريا أو الكراده أو الطوايل وما أكثر (اللواحيك واللاحوكات) ممن يصطدن (الغشمه) الهرمونيين من قوالب الفرائس !
في أحد المرّات أضفت شخصاً تصورته طبيعي فما أن وافقت على صداقته حتى أتصل بي هاتفياً بنفس اللحظة عن طريق ميزة الأتصال الصوتي في الماسنجر (ربما كان من أحفاد عباس المستعجل أو عنده شغله حيل قافلة) وكنت حينها وسط ضيوف أعزاء نأكل العشاء , فهتف الحضور : منو هذا !!
أقسمت لهم أنني لا أعرفه حتى صرت كذاباً بنظر أصحابي الذين بحلقوا وقالوا : شخص لاتعرفه شلون يخابرك !
(يا أخي سلّم بالأول , أكتب شيئاً , فإن كنت أميّا أبعث صورة من كوكل جاهزة وراها ممكن نتحدث بالسالفة)
في مرة أخرى كنت آكل الكعك أبو السمسم فسقطت (سمسمايه) على شاشة الموبايل , حاولت أزالتها بأصبعي فضغطت بالخطأ على (لايك) وكان الموضوع متطرفاً جداً مخصصاً لأعمار فوق الستين , فأردت أصلاح الموقف وضغط اللايك مرة أخرى لألغائه وتصورت الأمر أنتهى , لكني فوجئت برسالة من صديق يعتب علي أنني أصبحت (لا أستحي ) و (كيف تعجب بموضوع مال ساقطين وسفلة , تهجم علي وكأنني الناشر )
تلك الحالات تعتبر بسيطة أمام مكابدات المعارف , حيث يظهر لك شخص يعرفك ولا تكاد تتذكره , قابلته مرة أو مرتين فيتصرف معك بطريقة الأملاء و يسدي النصائح وكأنه فيلسوف زمانه , بل يتمادى فيقعد لك (ركبة ونص) لينتقد أسمك أو شكلك دون أفكارك , أو يفرض عليك أن تحب فلان لأنه مستفيد منه , أو محاباة علّان لأن نسيبه يعمل عنده بصفة (جايجي) , أو تعال أمدح أداري جاهل أو مقاول فاسد أو سياسي فاشل , هؤلاء صعب التخلص منهم فهم مثل (بعض) الأقارب ملتصقين بك حتى في الآخرة , فيهم متطرفين وفيهم يناقضون أفكارك , الوضع العام يؤثر بالطبع , الفروق الفردية هي الأكثر تبايناً وغرائبية في مجتمعنا المتواضع , مكابدات أحياناً تزعج وأحياناً أخرى تأخذ من تفكيرك السلبي أسبوع أو شهر كامل , تجعلك تفكر بترك كل مواقع التواصل , لكن الفائدة الكبيرة من خلال التواصل مع الخيرين التنويرين تجعلك لاتبارح تلك اللحظات التي تسرقها من وقتك ولو تهشّم دماغك , فهناك الأشخاص الراقين والأحبة النقيين يرفدونك بعطاء روحي يعوّض كل مكابداتك
الفيس أوالسوشيال ميديا عموماً أحسبه فسحة للتنفيس عما يواجهنا , نقول فيه مايفوتنا , نتبادل الآراء والمشاهدات والمعارف لنزداد تحضراً وثقافة , يعبر عن مكنونات النفس لينتزعها من الشعور واللاشعور لتكون واضحة للرائي فالكتابة والصور أكثر صدقاً على العموم من الكلام العابر , وبما أن هذا الفضاء سرمدي لامتناهي فلايمكن بكل الأحوال أن يحكم بقوانين ومباديء , لكن الأخيرة ضرورة , وهي في نفس الوقت صناعة إنسانية يفرضها الواقع , وعليه يمكن أن نصل الى دستور شامل , هو أقصر دستور في العالم لكنه يمنح مفعولاً ناجحاً , فقط أن ننهج (الإحترام والتفاهم) , فإن أعجبك موضوع كان بها ولنزغرد بالهلال أما إذا لم يعجبك فردد مع نفسك سبع مرّات : ياجار أنت بدارك وآني بداري
, ومسك اليوميات أن أقول للأرواح التنويرية التي تزودنا بالطاقة الأيجابية :
أشكركم على ماتفيضون به علينا من عطاء تكتبونه وتصورونه بأرواحكم الجميلة .. عساكم بخير دون مشاكل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل