الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم أسود؟ أبيض؟!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يوم أسود؟ أبيض؟!
أصدرَ بالأمس قُضاة المحكمة الاسرائيلية العليا ، قرارهم في الإستئناف المُقدم من قِبل ستة من المُتهمين بالفساد المالي ، وكان أبرزُ المستأنفين ، رئيس الحكومة السابق ،إيهود أولمرت ، الذي أدانته المحكمة المركزية بتهمة تلقي رشوة ، عند إشغاله منصب رئيس بلدية القُدس ومنصب وزير، وليس خلال رئاسته للحكومة، وأصدرت ضده( المحكمة المركزية ) عقوبة بالسجن لمدة ستة سنوات ودفع غرامة مالية .
أعادت المحكمة العليا إدانته ببعض بنود لائحة الإتهام وبرأتهُ من بنود أخرى ، وحكمت عليه بالسجن لمدة سنة ونصف مع غرامة مالية .
أشغلت التُهم الموجهة لأولمرت الرأي العام ووسائل الإعلام ،على كافة فروعها، لأنه رئيس الوزراء الأول الذي يُدان بقضايا "جنائية " ، وللتذكير فقد سبقهُ إلى ذلك ، رئيس الدولة" موشي كتساب" الذي يقضي عقوبة سجن طويلة لأنه أُدين بتهم الاعتداء الجنسي ، على موظفات في مكتبه كوزير ورئيس دولة ،بما في ذلك ، جرائم إغتصاب .وكذلك عدد من الوزراء ،قضوا ويقضون عقوبات بالسجن لإدانتهم بتهم مختلفة ، واهمها تلقي الرشوة .
رأى البعض في يوم الإدانة ، أي بالأمس ، يوماً مضيئاً ومصدر فخر ، إذ لا شخص فوق القانون مهما كان منصبه ، أو اسهاماته للدولة ، بينما رأى البعض الآخر ، يوماً أسود في تاريخ الدولة ، لأن الفساد استشرى في مرافق الحياة العامة ووصل الى أعلى المستويات .
"كان بودي أن ينشأ أولادي في أجواء يكون فيها رئيس الوزراء شخصاً أسطورياً" ، هكذا قالت إحدى مُقدمات البرامج الصباحية في التلفزيون ، رئيس وزراء نزيه ومخلص ،يؤدي واجبه بنظافة يد ولسان ..
وللحقيقة ، فأنا أرى بأن إدانة أولمرت ، هي نقطة لصالح النظام القضائي داخل خطوط الخط الأخضر وفي القضايا التي لا تخص الفلسطينيين ، (فهذا القضاء بما في ذلك محكمة العدل العليا ، هو الذي يُبيح للسلطات تنفيذ عقوبات جماعية بحق الفلسطينيين ، كهدم بيوت أهالي منفذي عمليات الطعن )، لكن، فهذا القضاء فيما يخص قضايا الفساد المالي والقضايا الجنائية ، يُصدرُ أحكامه بناءَ على الأدلة ، دون الإلتفات الى منصب هذا المتهم أو ذاك ، فكلهم متساوون أمام القانون .
أما اليوم الأسود ، فهو اليوم الذي سيعود فيه ، مُدان سابق آخر، وهو الوزير أريه درعي ، الذي قضى فترة طويلة في السجن لتلقيه رشوة ، سيعود كما صرّح نتانياهو الى منصب وزير الداخلية .. نعم من حق كل انسان ان يعود لممارسة حياته الطبيعية ، بعد ان يكون قد "أدى دينه للمجتمع" ، أي قضى فترة محكوميته ، لكن أن يعود الى منصب وزير ، ووزير مركزي ، فهذا يوم أسود ... حقاً.
ما علينا ، يُنقلُ عن هرتسل (ولا اعرف مدى دقة النقل ) بأنه قال ، عندما يكون في اسرائيل أول لص وأول زانية ، ستكون اسرائيل دولة عادية . وها هي اسرائيل "تُنتجُ" رئيسا ، رئيس وزراء ووزراء مُدانين بتهم مختلفة .. وفي النهاية عقبال عند العرب ، بأن يكون الجميع "تحت القانون " ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 12 / 30 - 15:15 )
محبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
تحولت السياسة الى فن الممكن...فُتحت على اصحابها خزانات و خزائن الانفتاح...فالسياسي له جانبين مواطن عادي فيه ما في المجتمع و قائد يعرف ما في المجتمع و يتغاضى عما فيه
بالمجمل يريدون ما يريده العامة في الديمقراطية يريد ان يتكفل المسروق او المانح بترتيب الامور و يعرف جانب السلامة قبل المال او غيره و يتم الاختيار اما في حالنا العرب فالسارق يفتخر لأنه ولي امر و راعي له ملك ما على الارض و ما في باطنها و بتصفيق حاد من المسروق فلا يفكر بتغطية السرقات قانوناً لأن القانون كما قال صدام حسين يوماً (لا ستيكه) (استيكه) احنا نلعب فيها و بها.
محاكم الديمقراطية تريد اثباتات و محاكم الدكتاتورية ثورية تصفح و تصفع كما يريد ولي الامر
دمتم بتمامها


2 - مساااااااء الخير عزيزي عبد الرضا
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 12 / 30 - 18:28 )
تحيات وسنة جديدة سعيدة عليك وعلى الجميع .
لصوصنا يحصلون على القاب الشرف والنزاهة وتدبج في امانتهم قصائد عصماء .
نيالهم
خالص مودتي


3 - غموض شخصية الدولة العبرية من خلال تناقضاتها
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 30 - 22:50 )
أخي العزيز قاسم محاجنة .. تحية
الحق لا أفهم -في أغلب الأحيان- شخصية هذه الدولة العبرية !!، وأرى في كيانها الكثير من المتناقضات التي تتقاطع بشراسة مع بعضها البعض!، لكنكم سيدي العزيز قريبين منها وربما تستطيعون توضيح بعض غموض شخصيتها!، وليست مجاملة لو قلتُ إنني أثق كلياً بأشخاص من معدنك ومعدن الأخ نضال الربضي لطرح وتحليل وتشريح ونقد شخصية الدولة العبرية هذه … فهل تفعلون !؟
تحياتي لكم جميعاً ولعوائلكم ولكل الناس الطيبين الذين بهم المسرة
طلعت ميشو


4 - عزيزي الحكيم الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 12 / 31 - 08:40 )
تحية وكل عام وانت بخير
شكرا على الثقة التي اعتز بها واثمنها غاليا . بالنسبة لدولة إسرائيل فانا عادة ما افتح من خلال كتابتي ،نافذة على ما يجري .
سأحاول الكتابة عن التركيبة السياسية الإسرائيلية وتوجهات الناس .
سنة سعيدة والى لقا


5 - تحايا لأبناء الديانة الإبراهيمية: يهود إسلام مسيح
بهلول بابل ( 2015 / 12 / 31 - 09:38 )

القضاء الإسرائيلي يزج وزير الداخلية الإسرائيلي آريه درعي

ورئيس بلدية القُدس رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت

ورئيس الدولة الإسرائيلية إيراني الأصل موسى كساب،

زجهم في السجن،

وتمنح الدولة العبرية (حق!) اللجوء للخائن الآشوري المسيحي ( منير روفا ) جزاء جلبه لها الطائرة العراقية روسية الصنع، بعد أن علمته الدولة العراقية العربية المسلمة فخان الأمانة كما يخون أبناء الديانتين الإبراهيميتين الساميتين اليهودية العبرية وأختهاا لإسلامية العربية الذين يشتركون في أحكام إطلاق اللحية وتذكية الذبح الحيواني والختان،

الأحكام الشرعية التي لا تلزم قوم عيسى مثل ( منير روفا ) المحتفلين بمرور نيف وألف وألف على مولد عيسى،

بهذه المناسبة أزجي التحايا لغير الخائنين.



6 - عزيزي بهلول بابل
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 12 / 31 - 09:55 )
تحياتي وخالص شكري
وكل عام للبشرية جمعاء بسنة جديدة على امل ان تكون افضل من سابقتها
مودتي

اخر الافلام

.. ما أبرز رهانات الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسي


.. كلمة رئيس حزب -فرنسا الأبية- جان لوك ميلنشون عقب صدور نتائج




.. بسبب التنقيب عن الآثار.. مقتل طفل بجريمة مروعة في مصر


.. بالمسيرات الانقضاضية.. حزب الله يستهدف إسرائيل.. والغرب يحذر




.. حزب الله.. القدرات العسكرية | #التاسعة