الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نحتاج إلى اممية خامسة؟؟

محمد خالد الدلكي

2015 / 12 / 31
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


في ظل الوضع الراهن للحركات الشيوعية و العمالية العالمية، و عند فهمه و تحليله فهما منهجيا صحيحاً، يتبادر الى الذهن عدد من التساؤلات التي و على بديهيتها امسى طرحها اليوم ثوريا بقدر الماركسية نفسها، فما هذه التساؤلات، و ما حلها؟

السؤال الأول هو: مالذي اوصل الاحزاب الشيوعية و الحركات الاشتراكية المختلفة حول العالم الى ما هي عليه من مداهنة للنظم الاجتماعية البالية، و الاكتفاء ببضع مطالب اصلاحية لا ترنو الى التغيير الثوري الذي تتسم به راية الماركسية التي ترفعها جميعها؟؟ و الجواب يتضح عند تتبع التجربة الاشتراكية على طول الخط و من جذورها، وتحديدا فترة قبيل ثورة اكتوبر و ما بعدها، اي زمن الاممية الثالثة، والتي اسسها فلاديمير لينين، و التي اعتبرت امتداداً للامميتين السابقين لها، و تعريف الاممية هو ؛ تحالف الحركات الشيوعية و العمالية حول العالم، او اوروبا في ذاك الوقت، في بدن موحد يجمع جهودها معا لتحقيق أهداف الثورة. و هذه الامميات كانت ذا دور فاعل في توجيه تناقضات البرجوازية صوب الاطاحة بها، و قد حظي التيار الذي لم تطله تشوهات الانتهازية من الاممية الثانية على وجه التحديد بنصر استثنائي، في تسعير الثورة الروسية حتى انتصارها. اما الأممية الثالثة -طبعاً و بغض البصر عن اممية تروتسكي الرابعة لتحولها لثورة مضادة- ، و هنا مربط الفرس، فلم تستمر طويلاً اذ الغيت و استبدل دورها بالاتحاد السوفيتي، و غدا بذلك مركز الثورة العالمية الجديد، و كانت تلك مسؤولية هائلة لم يستطع الاتحاد السوفيتي ان يفيها حقها مطولاً ، اذ الغي هو الآخر عام 1991. و على اثر هذه الصدمة تبلدت الحركة الشيوعية العالمية كرد فعل عكسي لانهيار الاتحاد السوفيتي. و بدأ دورها بالانحسار تدريجياً حتى وصلنا لما نحن فيه من تعفن في مفاصل الحركة الشيوعية العالمية. فعلى ما يبدو فقد لعبت الرأسمالية لعبتها بإتقان، و نجحت في عزل الاحزاب الشيوعية عن بعضها البعض، فأصبح لدينا تنوع شديد في مواقف تلك الاحزاب و التكتلات تتسم اغلبها بالليبرالية و الاصلاحية و بتنا نقبع في ظل عدونا الواحد الاوحد، اي النظم الرأسمالية سواء في دول المراكز او الاطراف.

اما السؤال الثاني فهو و بكل بساطة، ما الخطوات التي يجب اتخاذها في ظل هذا الانحسار القاتل الذي نعيشه و على الرغم من وجود منظمة اشتراكية لا تزال تعاني من ذات العيوب التي ذكرتها انفاً، يمكن الإجابة على هذا السؤال من منظوري الشخصي القائم على ادراكي للظروف الموضوعية بالتالي ؛ فالحل هنا يكمن في مرحلتين، الاولى خلق ارضية صلبة لإقامة اممية خامسة، و من ثم التوحد في ظل هذه الاممية نفسها، و طبعاً فنحن نملك سلاحاً الان لم يملكه رفاقنا السابقون لنا، و هو خبرتهم ذاتها، من خلال دراسة اخطائهم التي اقل ما يقال فيها انها كارثية، فجل من لا يخطئ.. و بذلك فإن هذا الرهان هو الوحيد الذي يمكننا التعويل عليه، فوضعنا الان مأساوي و بجدارة، و ما يزيد الطين بلة، هو ان كثيراً من الاحزاب و القيادات حول العالم مدركة لهذه المسالة و لكنها اما ترفضها او تضعها على الرف تحججا ب(الظروف الموضوعية)، و لكن لو كان كل ما ذكرته و ذكره غيري لا يدل على نضج الظروف الموضوعية، فما الذي تبقى امامها لتنضج؟؟.

هذا المقال يحوي عدداً من الاراء الشخصية و لا ادعي الالمام بكل ما ورد فيه و عليه فأتمنى ان تفيدوني و تروني اين مواضع الخطا ان وجدت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الفرق بين تعامل عبد الناصر والسادات مع المثقفين


.. العالم الليلة | الفصائل الفلسطينية في رفح تطلق رشقة صواريخ ت




.. ندوة رابطة الانصار الشيوعيين بالذكرى ال37 للهجوم الكيمياوي ع


.. مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب يطالبون




.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون بإسقاط نتن