الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير الأنبار

حسين علي الحمداني

2015 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


تحرير الأنبار

في هذه ألأيام التي نقف فيها بين عامين،2015 و2016نجد المقاتل العراقي يرفع رايات النصر في الرمادي في معركة كل العراقيين بهويتهم الوطنية الواحدة ويمنح الشعب العراقي هدية العام الجديد انتصارا انتظرناه طويلا،وفي معركة أثبت فيها المقاتل العراقي بسالته وشجاعته في حربنا المقدسة ضد الإرهاب .
معركة تحرير الأنبار أثبتت للجميع قدرة المقاتل العراقي على دحر هؤلاء الإرهابيين بوقت قياسي،وتحرير الأنبار كعملية وإنجاز حملت رسائل عديدة أهمها إن العراقيين متفائلين بالنصر وموحدين بالكلمة والموقف ،وإن الخبرة المتراكمة لدى العراقيين جميعا جعلتهم يعرفون جيدا كيف يديرون معركة الحسم على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والإعلامية.
وهذا ما يؤكد لنا إن الستراتيجية العراقية لم تعد قائمة على تحجيم تنظيم"داعش"وإيقاف تمدده،بل الغاية إنهاء تواجد هذا التنظيم الإرهابي في أي شبر من العراق،وهذا الأمر يجب أن يكون حاضرا في تفكير قوات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا.
وقوات التحالف الدولي تقع عليها مسؤولية إثبات صدق نواياها في مكافحة الإرهاب بجدية وإن ما تحقق في الأنبار درسا في كيفية محاربة الإرهاب والقضاء عليه،وعلى قوات التحالف استثمار انهيار"داعش"في الأنبار من أجل إنهاء الإرهاب في عموم العراق وفي مقدمة ذلك الموصل،وهذا هو الهدف المطلوب عراقيا.
ومعركة تحرير الأنبار تشكل مفترق طرق مهم جدا عسكريا عبر قطع نقاط التواصل بين مجاميع "داعش" في الأنبار والموصل،وهو ما سيؤدي لتضييق الخناق عليها خاصة وإنها فقدت مساحات واسعة كانت تناور من خلالها بشكل كبير جدا سواء داخل الأراضي العراقية أو السورية.
أحد أسباب الانتصار العراقي تكمن بأن جيشنا وقواتنا المسلحة لم تكن لوحدها تقاتل بل أصطف الشعب معها بشكل كبير جدا لاسيما عشائر الأنبار التي شكلت سندا قويا للقوات المسلحة العراقية،وهذا نابع من إن الشعب العراقي يدرك جيدا بأن القوات المسلحة العراقية هي صمام من صمامات أمان البلد وإنها وليدة لحظة التغير وجزء مهم من مؤسسات العراق الجديد القائم على الشراكة في الوطن الذي تبلور بشكل كبير جدا في المعارك الأخيرة والتي كشفت مدى التلاحم الشعبي بين القوات المسلحة والمجتمع العراقي الذي لم يتركها تقاتل وحدها بل كانت هنالك آلاف المتطوعين الذين لبوا نداء الواجب الشرعي والوطني في التطوع من أجل الدفاع عن المقدس الأكبر لدينا جميعا وهو العراق.
ومعركة الأنبار في أحد أهم أبعادها مثلت معركة الهوية العراقية الحقيقية،تلك الهوية الوطنية التي حاولت التنظيمات الإرهابية طمسها عبر تفعيل الهويات الطائفية التي لم تجدي نفعا لهؤلاء الإرهابيين الذي بانت نواياهم الخبيثة تجاه كل العراقيين وفي مقدمتهم أبناء الأنبار وعشائرها العربية الأصلية والتي قدمت تضحيات كبيرة وأقترف تنظيم "داعش" جرائم عدة بحق أبناء الأنبار مما أزال الكثير من البراقع المزيفة التي لبسها هذا التنظيم في مرحلة من المراحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام