الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقضاء السنة الداعشية

هيثم بن محمد شطورو

2015 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


هل نخلف الحرائق وراءنا و نمضي الى سنة جديدة بتصميم على احالة النار الى ماء و الخراب الى مدن جديدة و الجحيم الى جنان تجري من تحتها سعادة الانسان العربي؟
اليست سنة 2015 هي سنة بلغ فيها ايقاع التاريخ من موت و حياة ليخلق تراجيديا عربية جديرة بالتاريخ لنهضة جديدة ملتحمة بالجسد و الروح حتى النخاع؟
انها السنة الداعشية بامتياز. ارهاب وحشي لم يظهر إلا في اشد الفترات قتامة من القرون الوسطى حين ضعفت سطوة الدول المركزية. داعشي يريد القول اننا لم نبرح القرون الوسطى. داعشي يستـنجد بخبرات جيش "صدام حسين" القـتالية، و بتحالف مع قوى النفط الخليجية و مع الحلم الاردوغاني في تـتبع خيوط بناء خلافة عثمانية موهومة. داعشي يستعمل اخر منـتجات العصر التكنولوجية ببراعة، و القصد اساسا صناعة الصورة و المؤثرات الفيديوية و البراعة في الاتصالات عبر الانترنت و الانـتـشار بين عقول الشباب المنفجر بدوره و لا يعرف ماذا يصيب او يريد..
انها السنة التي اتحد فيها رأي شعبي عالمي ضد الداعشية كذلك. غالبية الشعوب العربية و الاوربية و العالمية اتحدت في لعنها، برغم انها اختـلفت في سبل التعامل مع الظاهرة. ففي حين ان التونسيـين مثلا حين كان رصاص الارهابـيـين يدوي في متحف باردو كانوا يجتمعون و يحاولون تجاوز قوات الامن لمواجهة بنادق الرايايات السوداء العباسية المتحالفة مع الموالي الفرس، فان شوارع باريس برغم ضخامة اكتضاضها عادة فإنها خلت من الهاربين جزعين من الرصاص الارهابي.
سنة مرت و ولدت تـناقضات عميقة داخل النفـس العربية التي تـشضت و رجعت الى اسلامها تستـنطقه و تستـنطق تاريخها. هل نحن ارهابيون و هل اسلامنا ارهابي و هل تاريخنا إرهابي؟؟ اراد العقل الماكر ان يحدث وقع الرجة في الذهنية العربية الساكنة. ربما لم يكن ليحدث الرجة الزلزالية غير هذه النسبة من التوحش باسم الرب و رسوله. لا ثورة حقيقية بدون حفر معرفي في تاريخنا و ما يسمى بثوابتـنا و غيرها من كليشيهات الموت الفكري و بالتالي الواقعي الحياتي..
اما في أوربا فقد حفزت الداعشية الى اثارة الحماسة من جديد في قيم التـنوير بعد ان كادت تـقـتلها آلة الراسمالية المبتـذلة لكل القيم بما انها تسلع الانسان و الجمال و الطبيعة و كل شيء مثلما قال ماركس. الارهاب الداعشي ايقض التساؤل حول الهوية الاوربية و بالتالي المضي مباشرة نحو الاستـنجاد بقيم التـنوير الاوربي و العودة اليه. من جهة اخرى على المستوى الشعبوي هجوم على الحجاب و اللحى على اساس التساؤل عن مشروعية القبول بمشاهد القرون الوسطى التي قدم الاوربيون انهارا من الدماء للخروج من ظلماتها. التنوير يعبر عن نفسه في ردود الفعل العنفية بدرجات.
و انها الداعشية بما هي ملهاة نفطية مرتعبة من ثورة الحرية العربية، و بما هي لعاب الطامعين في الانقضاض على الارض و العباد و التاريخ في فترة ضعف الدول نتاج ادمان الانظمة السابقة منذ عبد الملك ابن مروان على دمج الدولة بالعائلة الحاكمة، فان عنوان محاربتها بما هي تهديد للعالم باسره، فان القضاء عليها و هو البرنامج المطروح لسنة 2016، ما هو إلا برنامج دفعة جديدة لثورة الحرية العربية. لكن بكل ما تستلزمه اي حركة تقدمية من صراع ضد الحركة الرجعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه


.. بسبب سقوط شظايا على المبنى.. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ت




.. وزارة الصحة في غزة: ما تبقى من مستشفيات ومحطات أوكسجين سيتوق


.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟




.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د