الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى صديق غائب

خالد الصلعي

2016 / 1 / 1
الادب والفن


الى صديقي الغائب
***************
لم يبق غير أقل من أربع وعشرين ساعة ويلملم عامنا هذا تلابيبه ويرحل . عام مر اذن صديقي الغائب ولم نصنع شيئا بعد . نسيت كل الكلمات الجميلة التي تعلمتها في المدرسة ، وتلك التي علمنيها من كان يكبرني سنا من ذوي النيات الحسنة الذين رحلوا قبل هذه السنة بسنوات طوال .
كأن الأيام تتسابق وتهرب منا . سنة كيوم ، ويوم كلحظة ، والعمر يفر .هل أصبح للزمن احساس رهيف وشفاف ؟ اني اكاد أجزم ان الأيام تخجل منا ، فتطوي لحظاتها دون أن ننتبه اليها ، الى أن تعلن وكالات الاشهار العالمية عن حلول رأس سنة جديد . لكننا هنا لا نحس هذا الاحساس ، لا جديد لدينا ، لا سنة ، ولا سُنة ، ولا سِنة . كأن هذا البلد كهف ، ونحن اهله . ننام عقدا ، نصف قرن ، وحين نفتح أعيننا ، نفتحها على نفس الوضع .
هل هناك خطأ في فلك حياتنا ؟ ، هل كواكبنا اندثرت قبل اوان الاندثار ؟ . لاتغيير ، ولا اصلاح ، ولا تصحيح ، ولا شيئ يدفعك الى شم رائحة الجديد . كل شيئ فاتر ، هل هذه مقابرينا التي نمشي فيها ونلتقي عندها لنشرب كوب قهوة او كأس شاي لنعود لانتظار دور حسابنا فقط ؟ شيئ محير . هل نحن في الحياة فعلا ؟ هل نعيش كما الناس تعيش ام نحن في انتظار حياة ، ربما تتكشف بعد غياب الشمس !!!!
أكاد أجزم أن خللا فاضحا يصيب دورة الحياة فينا وعلينا ومنا .
كيف استطاعوا ان يدربونا على انتظار الأسوأ ؟ ، هل كانت كل هذه السنين التي عشناها بروفات شاقة لاستقبال برحابة صدر كل هذا الشقاء والعذاب ؟ . شيئ لا يصدق ، شيئ يمرغ انف المنطق والعقل في أوسخ حالا الاستلاب والامحاء والانقلاع . حتى الأشجار حين يتم اجتثاثها تصر على نوع من الممانعة والتنازع الطبيعي في الحق في الحياة ، الا نحن . محض مسخ يصنع بها ما يشاء أهل العِقد والعُقد .
أعلم أنك في غيبتك تبتسم وتسخر من هياماتي هاته ، وتقول لي همسا ، كما كنت تقول دائما ونحن نشرب نخب السقوط والانهيار في حانة العرب الخربة ، دع المنهار ينهار ، دع الخراب بعاين مدى الغبار . اعرف جيدا قسوتك عل ذاتك ، والا ما اخترت الغياب في حضوري أيها المشاكيس الماكر .
لكنني آثرت في هذا الليلة الجدباء ان ابعث اليك برسالة الانهيار هاته ، كي ارمم ما بقي في من حطام حلم طالما راودنا جميعا ، لكننا لم نشتغل عليه جماعة ، وهذا احدى أسباب غيابك . اقدر موقفك ، وياليتني كنت قادرا على الغياب مثلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو