الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2016 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


-خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية

كانت الخطيئة الأولى دوره في إنشقاق الفرع الكوردي للحزب الشيوعي العراقي عام 1957.

تكتب ثمينة ناجي في ص 96 و 97 ج1 من كتابها ما يلي محاولةً منها لإيهام القارئ بكون ( حميد عثمان) هو الذي ورّط جماعة راية الشغيلة في قضية الإنشقاق ومن ثم التخلي عنهم ومحاولته تخريب عملية التفاوض بين حسين أحمد الرضي وجمال الحيدري بطريقة دنيئة ومخجلة جواباً "لشهامة زوجها وموقفه المشرف من حميد عثمان" ويلاحظ القارئ المحايد لكتاب ثمينة ناجي سجيتها في إلحاق العديد من الصفاة الدنيئة والخبيثة ب(حميد عثمان) وبالمقابل رفع مكانة زوجها الى مصاف القديسين الطاهرين، وحصلتْ على تأييد الحزب الشيوعي العراقي ومعظم الكتاب الشيوعيين وغيرهم ممن إعتمدوا كتاب ثمينة وثيقة تأريخية قيمة، بقدر إطلاعنا على ما نُشر من تقييم حول الكتاب أو الإقتباس منه:
(((وللأسباب التي تتعلق بإدانته كسكرتير للحزب تقرر تنحيته عن هذه المسؤولية وانتخبت اللجنة المركزية سلام عادل بالإجماع سكرتيرا لها.وعوقب حميد على هروبه بتجميد عضويته في اللجنة المركزية.
وبهذا الشأن، يقول زكي خيري ان قيادة الحزب قد أخبرت حميد بعد عودته ( إذا عدت ثانية الى خرق الضبط الحزبي فسوف تطرد من الحزب وطرد فعلا ً وهذا غير صحيح، فحميد لم يطرد من الحزب بتاتا، حتى بعد ارتكابه أخطاء أخرى، وزكي يعرف تلك الحقائق جيدا. واليكم كيف سارت الأمور بعدئذ:
بعد تنحية حميد عن قيادة الحزب، وفي اول إجتماع للجنة المركزية بعد إنتخابه سكرتيرا لها، قدم سلام اقتراحاته والتي ( أقرت قرارات تموز 1955)ومنها قرار عن ضرورة التفاوض مع الكتل الإنشقاقية الي تعمل باسم الحزب الشيوعي العراقي ( وهما منظمة راية الشغيلة ومنظمة وحدة النضال ً جماعة عزيز شريف ).
يبدأ سلام عادل بمفاوضاته مع راية الشغيلة لإقناعها بان الانشقاق عمل انتهازي وتخريبي، فصدور برنامج بهاء الدين نوري الخاطئ لا يعني فقدان الحزب لشيوعيته، وبالتالي لا يبرر تشكيل حزب شيوعي جديد، لذا ينبغي حل منظمتهم والعودة الى الحزب فرادى، خاصة ان المبادئ اللينينية في التنظيم تحتم ذلك (سبق أن الرفيق فهد طلب من التنظيم الذي كان يقوده زكي خيري ًاللجنة الوطنية الثورية 1946-1948 ً حل التنظيم والعودة للحزب فرادى بعد حل المنظمة وهو ما فعل)
وكان سلام يلتقي حميد ويطلعه على نشاطات الحزب ومنها المفاوضات، ولهذا فعندما طلب من سلام ضمه الى وفد الحزب الذي كان يفاوض كتلة ( راية الشغيلة) من أجل وحدة الحزب مبرراً ذلك برغبته بأنه يريد إزالة الانطباع غير الجيد الموجود لدى أعضاء ( راية الشغيلة) عنه، واتهامه هو الذي ورطهم في قضية الإنشقاق وتخلى عنهم بعد أن طردهم الحزب من عضويته...فحصل الانشقاق. استجاب سلام لرغبته هذه لعلّ هذه الزيارة تزيل لدى حميد مشاعر الغبن التي ترسبت في أعماقه، وذهبا معا للتفاوض مع ( راية الشغيلة) في بيت جمال الحيدري وخلال ذلك غاب حميد عن الجلسة لبعض الوقت عندما أراد غسل يديه، ولما سأل عنه سلام حين لم يعد الى الاجتماع، قال له الحيدري ضاحكا: انه عرض عليّ أن ينظم الى راية الشغيلة!
كان من شأن هذا الالتحاق ان يضعف الموقف التفاوضي للحزب امام المنشقين عدا عن خطورته في حال فشلها إذ أنه يمتلك معلومات هامة عن الحزب بحكم عمله كمسؤول للجنة المركزية. وبعد شهر من انضمامه اليهم عاد للحزب منتقداً نفسه، وحتى في هذا الحالة لم يُطرد من الحزب، بل أقصى من اللجنة المركزية ونسب للعمل في الفرع الكردي لحزبنا.)))
عندما كتبت ثمينة ناجي يوسف و معها نزار خالد ما نقلناه من الكتاب في بداية المقال ووضعناه داخل المزدوجات(((....))) يبدوا أنهما نسيا ما كتباه سابقاً حول إنشقاق راية الشغيلة، والتي تُنسف مصداقية روايتها المختلقة حول تصرف حميد عثمان في بيت جمال حيدري و تكشف محاولة، أخرى،غير نزيهه لتزوير التأريخ بهدف تحطيم شخصية حميد عثمان لكي تتمكن من أن تُرفع من صرح زوجها، في مخيلة القارئ، على أنقاض حميد عثمان، لنعد الى الصفحة 39 لنرى ماذا كتبت:
(((الانشقاق الأول (انشقاق سالم عبيد النعمان): عند وصول حميد عثمان الى نقرة السلمان استقبل استقبالً حاراً، بسبب صموده في التعذيب، فقد كان مسؤول الحزب بعد إعدام سامسون دلال. إلا انه لعب دوراً سيئا في تعكير جو السجن وتشجيع التذمر وبدأت الخلافات الذاتية تتحول الى خلافات مبدئية، وهكذا نشأ صراع بين الكوادر الجديدة وكوادر الرفيق فهد...حتى وصل الأمر الى الانشقاق، فقاد إنشقاق الكوادر، عام 1950، سالم عبيد النعمان مع مجموعة من الرفاق- الذين كانت مدة الحكم عليهم ستنتهي قريباً (اعتقلو كأعضاء من حزب التحرير وليس كشيوعيين في عام 1947) ثم أصبح حميد عثمان على رأس منظمة السجن.
الإنشقاق الثاني(انشقاق راية الشغيلة): طرح بهاء نوري( قاد الحزب بعد إعتقال حميد عثمان) برنامجاً جديداً للحزب، حذف منه دور البرجوازية الوطنية في معركة التحرير الوطني، وقد رفض الكثير من الكوادر في السجون هذا البرنامج وخطئوه فقام بهاء بطردهم من الحزب، فقاموا بتأسيس حزب شيوعي جديد عام 1953 وكانت جريدتهم (راية الشغيلة) وبدأ الصراع بين حزبنا وهذا التنظيم الجديد وبذلك ضاعت على حزبنا فرصة جيدة للدفاع عن قضية الشعب، لانشغال المنظمتين بالمهاترات، لم يعودوا للحزب الا في فترة قيادة سلام عادل عام 1956 مما وفر فرصة جيدة لتقدم الحزب وتشكيل جبهة الإتحاد الوطني التي مهدت لثورة تموز.)))
أعتقد ان ما جاء أعلاه في رواية ثمينة ناجي حول الإنشقاق الثاني دليل واضح بأنها إختلقت، من مخيلتها، حكاية بيت جمال الحيدري بهدف تشويه وتكريه صورة حميد عثمان بما تروي من مخيلتها عن مجريات ما حدث في بيت جمال الحيدري.
في المقال القادم سنبحث موضوع ما سمته ثمينة ناجي ب( الإنشقاق الأول-انشقاق سالم عبيد النعمان).
ملاحظة: لا أدري فيما إذا كانت محاولات ثمينة ناجي يوسف المستميتة، بدوافع ساذجة أو خبيثة، لإبعاد النظر عن إستراتيجية و دور الأصابع الخفية في كل ما حدث لتهيئة الظروف لوضع حزب فعال ومؤثر على الساحة العراقية من حيث القواعد والقيادة تحت تصرف قيادة لا يمكن وصفها بأقل من كونها "مُدّجَنهْ".
يتبع









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت