الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشية شهرها الرابع :الانتفاضة أكثر عزماً وأشد مضاءً لدحر الاحتلال الصهيوني

عليان عليان

2016 / 1 / 2
القضية الفلسطينية


عشية شهرها الرابع :الانتفاضة أكثر عزماً وأشد مضاءً لدحر الاحتلال الصهيوني
بقلم : عليان عليان عليان
تدخل الانتفاضة الفلسطينية الثالثة شهرها الرابع ، وهي أكثر عزماً وأشد مضاءً وأكثر تصميماً على دحر الاحتلال ، قدم خلالها شعبنا الفلسطيني حتى الآن ما يزيد عن 140 شهيداً وأربعة عشر ألف جريحاً ، وتجاوزت احتمالات وتقديرات المراقبين بشأن المدى الزمني القصير لاستمراريتها.
الانتفاضة الراهنة لم تتشكل قيادة موحدة لها حتى الآن ، ولم يجر التوافق على تسميتها ، فحركة الجهاد الإسلامي أطلقت عليها اسم "انتفاضة القدس" بحكم أنها اندلعت على خلفية الإجراءات الصهيونية لتهويد المسجد الأقصى ، والاعتداء على المرابطين والمرابطات فيه، ومن ثم قيام الشهيد مهند الحلبي بتنفيذ عملية فدائية نوعية ضد المستوطنين في القدس ، انتقاماً للحرائر المرابطات في القدس اللواتي تعرضن لاعتداءات جنود العدو والمستوطنين.
أما الفصائل الفلسطينية الأخرى فبعضها لا يزال يتعامل معها كهبة شعبية حتى لا يتحمل الاستحقاقات المترتبة على تسميتها " انتفاضة "، مثل استحقاق رفض نهج المفاوضات البائس ، والقطع نهائياً مع أوسلو ومشتقاتها ، وما يترتب على ذلك من خسارة امتيازات مالية ووظيفية ، ناجمة عن إغضاب قيادة سلطة الحكم الذاتي والدول المانحة .
والبعض الآخر تجاوز حالة المراوحة ، واندمج في فعاليات الانتفاضة لكن دون أن يصل إلى مرحلة تشكيل قيادة موحدة ، ويراوح في تسميتها بين اسم الانتفاضة الثالثة وانتفاضة السكاكين والدهس.
ما يميز الانتفاضة الراهنة، هذه الجرأة غير المسبوقة في عمليات الدهس والهجمات اليومية بالسكاكين على جنود العدو والمستوطنين ، من قبل فتيات وشبان الانتفاضة دون أدنى اكتراث للموت والاعتقال ولسان حالهم يقول : " نستشهد لتوهب لشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية الحياة ، بدحر الاحتلال الصهيوني عن أرض فلسطين العربية".
فهذه العمليات الجريئة اليومية ضد جنود العدو والمستوطنين ، أربكت قادة العدو الذين باتوا يصرحون علناً ، بعدم قدرة جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية الإسرائيلية على وقفها ، وأنه لا يمكنهم الدخول إلى عقل فتاة أو شاب فلسطيني ، قرر لوحده في أقل من دقيقة تنفيذ عملية طعن أو دهس لجنود إسرائيليين أو مستوطنين .
كما أن هذه العمليات التي تحولت إلى " ظاهرة" أفشلت رهانات المخابرات الإسرائيلية ، بأن ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة مرحلة عابرة وأنها ستنتهي سريعاً ، وبدأت وسائل الاعلام تعترف بأن ما يجري هو انتفاضة شعبية ببعد شعبي مسلح بأدوات سهلة وممكنة .
ما تقدم يظهر لنا قيمة هذا الفعل الشعبي المقاوم في انتفاضة القدس ، ومزايا هذه الانتفاضة ، والتي تتمثل فيما يلي :
أولاً : أن هذه الانتفاضة أعادت الاعتبار لحقائق وطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني ، بأنه صراع وجود وليس صراع حدود ، وأن سمة هذا الصراع تناحرية بامتياز ، وأنه لا مجال للتسويات معه في سياقات سياسية مرحلية وغيرها.
ثانياً: أنها أعادت الاعتبار للميثاق الوطني الفلسطيني الذي يؤكد على تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني ، عبر حرب التحرير الشعبية والكفاح المسلح ، ذلك الميثاق الذي جرى شطب مضامينه في دورة المجلس الوطني الفلسطيني في غزة عام 1996، نزولاً عند طلب الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية .
ثالثاً : أنها عرت اتفاقات أوسلو ومشتقاتها ، وعرت المتنفذين في منظمة التحرير الفلسطينية الذين جعلوا من السلطة الفلسطينية " سلطة الحكم الذاتي المحدود" وكيلاً أمنياً للاحتلال ، من خلال التنسيق الأمني الذي لم يتوقف حتى الآن رغم صدور قرار من المجلس المركزي الفلسطيني في آذار / مارس 2014 بوقفه نهائياً.
ناهيك أن هذه السلطة قدمت خدمة جليلة للاحتلال ، عبر القيام بالخدمات الاجتماعية وغيرها المطلوبة منه نيابة عنه ، في حين تظل سطوة الاحتلال قائمة في كل جزء من أراضي الضفة الغربية ، ودون أن يقدم الاحتلال أي تنازل في قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود والمياه ، بحيث بات الشعب الفلسطيني أمام احتلال غير مكلف " احتلال خمس نجوم ".
رابعاً : أنها أحرجت الفصائل الفلسطينية ، خاصةً تلك الرافضة لاتفاقات أوسلو ولنهج المفاوضات البائس ، وكشفت عن مدى تقصيرها ، حيث بدأ بعضها بتجاوز حالة المراوحة في المكان ، عبر الاندماج في فعاليات الانتفاضة وبلورة الفعل الجماهيري الحاضن للانتقاضة.
خامساً : أن هذه الانتفاضة دفعت العديد من الإسرائيليين لطرح سؤال وجودهم في فلسطين باتجاه عدم تصديق الرواية الإسرائيلية ، وبداية التسليم بأن هذا الوطن هو للعرب الفلسطينيين ، ناهيك أن المستوطنين باتوا في وضع غير آمن سواء في مناطق 1948 أو في الضفة الغربية ، جراء عمليات الدهس والسكاكين المتراكمة ما قد يفتح الباب أمام هجرة يهودية مضادة.
وأخيراً : لا بد من التحذير من خطورة ضرب الحاضنة الجماهيرية للانتفاضة وتراجعها ، جراء استمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال ، وجراء إقدام أمن السلطة على منع فعاليات جماهيرية دعت إليها فصائل المقاومة، في مواجهة حواجز الاحتلال العسكرية ، كما حصل مؤخراً في مدينتي البيرة وجنين ، إذ إن عزل الفعل المقاوم عن حاضنته الجماهيرية يحول دون تحقيق أهدافه ، ويؤدي في التحليل النهائي إلى إفشاله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام