الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعدام الشيخ النمر .. قطع الاعناق لن يؤدي الى وفاق

مؤيد عبد الستار

2016 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


اعلنت السعودية اعدام الشيخ النمر بتهم لا تستحق حكما بالاعدام مما يدلل على ان القرارات كانت سياسية مقصودة من اجل اهداف محسوبة ، وفي اي تحليل لمثل هذا العمل المدان لا يستطيع المراقب الا تقصي دواعي هذه الجريمة التي ستؤجج مشاعر الكراهية في المملكة السعودية اضافة الى صب المزيد من النفط على نار الصراعات الاثنية والطائفية والدينية في المنطقة وفي العالم الاسلامي عموما.
لا يمكن ايجاد اية ذريعة ايجابية في مثل هذه الجريمة التي اقترفتها السعودية بحق رجل دين ، طالب بحقوق سياسية وبالمساواة وبشريعة مدنية تضلل الجميع ليكونوا سواسية امام القانون في بلاد ما زالت نهبا لشريعة مذهبية متطرفة اتخذت من الاسلام غطاء لممارسة اقسى الاحكام القضائية من جلد الى قطع رؤوس وتحريم حرية الراي والتعبير في منطق مقتبس من فقه ظلامي لا يعرف رياح التغيير التي يعيشها العالم منذ سقوط محاكم التفتيش وتخلي الحكومات عن التعصب والتطرف الديني ليقف القانون الى جانب الحق الانساني في العيش الكريم والابتعاد عن القسوة الجائرة بحق الانسان حتى اذا اخطأ ، فكيف بمن يطالب بحق اصبح سائدا في ناموس البشرية والعصر الحديث .
ان اعدام الشيخ النمر في هذا الوقت يكشف اهدافا بعيدة المدى تصل الى خارج حدود المملكة السعودية وليست كما صرحت المملكة بان هذا الاعدام هو قضية داخلية سعودية ، فعلى الرغم من ان الشيخ النمر مواطن سعودي الا انه يمثل نسيجا مختلفا عن الاكثرية في المملكة ما يوجب مراعاة تمثيله لقومه ، اما ممارسة اقصى درجات العنف بحقه فان ذلك يكشف عن امر مبيت نستطيع ان نلمس بوادره في الاستفزازات التي مارستها المملكة بحق اليمن حتى شنت حملة ظالمة شرسة باحدث اسلحة الطيران عليه لتقصف وتهدم المدن والبيوت فوق رؤوس المواطنين اليمنيين الفقراء بحجة كونهم شيعة ينفذون سياسة ايران .
والظاهر ان المقصود من اعدام النمر استفزاز الشيعة واجبار ايران على الدخول في معركة مع السعودية كي تتوسع رقعة الحرب في المنطقة لتمتد من سوريا الى العراق واليمن وايران للخلاص من سطوة السلاح الروسي الذي دخل الحرب في سوريا و اصبح يقض مضاجع الممولين لحرب داعش في بلاد الشام ، زاده سرعة الانكسار الذي حصل في العراق من خلال تحرير الرمادي والخوف من تقدم الامر لتحرير الموصل وبذلك ستهزم داعش في بلاد الشام والعراق، وهو ما لاحظناه من هرولة اردوغان الى السعودية قبل يومين من اعدام الشيخ النمر ، ليـبدو الامر وكأنه دبر على عجل من اجل الخلاص من تبعات تحرير الرمادي والانكسارات في الشام .
ان هذه الجريمة بحق الشيخ النمر لن تكون الا شرارة انطلاق احداث جسام ستلقي بظلالها السوداء على منطقة الشرق الاوسط وستتأجج معارك جديدة تحاول المملكة السعودية انجازها على وجه السرعة ولكن اللعب بالنار يحرق اصابع من لا يعرف اللعب ولات ساعة مندم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
مؤيد عبد الستار ( 2016 / 1 / 3 - 16:03 )
تحية طيبة
يرجى قراءة الفقرة التالية في السطر السادس كما يلي
وبشريعة مدنية تظلل الجميع ليكونوا سواسية امام القانون
مع شكري الجزيل للزميل الاديب كريم السماوي على ملاحظته وتصحيحه
مؤيد عبد الستار

اخر الافلام

.. حماس تقبل بمقترح أمريكي لبدء محادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن


.. فوز الإصلاحي بيزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية




.. حرب وإهمال.. مياه الصرف الصحي تغمر أحد شوارع خان يونس في غزة


.. الاستيطان الإسرائيلي يتسارع بشكل محموم في الضفة الغربية




.. إصابات بسقوط ألعاب نارية وسط حشد من جماهير تحتفل بيوم الاستق