الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تتحول لجان الأحياء في عين الحلوة إلى مبنى فصائل

محمد بهلول

2016 / 1 / 3
القضية الفلسطينية


عملية تحوّل لجان الأحياء في مخيم عين الحلوة إلى مبنى فصائل جارية على قدم وساق، فلجان الأحياء كما الفصائل تهتم بالأمور الإستراتيجيّة والسياسيّة سواء بشكل متناغم او متناقض، في حين تبقى القضايا اليومية والحياتية عبئاً مباشراً على الناس، بلا حلول جدّية ولا آفات مستقبليّة.
اليوم من حقّ مستشاري بعض المؤسسات الدولية ان يجلسوا في مكاتبهم المرفّهة وسط المدينة متباهين بإنجازات لم يصنعوها، انما قدّمت اليهم هديّة مجّانيّة وعلى طبق من فضّة من قبل أولئك المفترض أنهم في مواجهتهم وفي تناقض مباشر معهم.
عنوان المعركة الأساسية منذ انتهاء الحرب الباردة في أعقاب انهيار الإتحاد السوفييتي على الشعب الفلسطيني أخذت اشكالاً متجددة وان كان الهدف الأصيل واحداً ألا وهو تصفية العنوان الوطني المتمثل بوحدة الشعب والتعبير الكياني لهذه الوحدة أي منظمة التحرير الفلسطينية.
سلسلة معقدة من الاستهدافات تبدو احياناً في الشكل غير متناسقة او مترابطة واجهها الفلسطينيون من بينها ان لم نقل أصعبها هو ضرب الوحدة المجتمعية والجغرافية للشعب الفلسطيني والعمل على توسيع نطاق الهويات وارتفاع درجة الحدّة فيما بينها.
بمعزل عن النيات الفلسطينية، جاء اوسلو، مترافقاً مع اعتى حملة اعلامية متناقضة المشارب، متنوعة الاشكال ومتعددة الأساليب ليخرزالاسفين الأول في الوحدة المجتمعية الفلسطينية ما بين الفلسيطينين وصولاً إلى الإعتراف اليوم بنمو فكرة الإعتقاد ان مصالح اللاجئين عقبة أمام قيام الدولة، وقيام الدولة ينسف مصالح اللاجئين.
في السياق ذاته لعب التمويل الخارجي- الأوروبي- على وجه التحديد دوراً مؤثّراً في توليد قضايا جزئيّة (المرأة - الشباب..الخ) بالتناقض أو في أحسن الأحوال بالتوازي المؤدي الى التناقض مع القضية الأم وهي المصالح الوطنية للشعب بأسره.
الفصائل والقوى السياسية والتي تدري خطورة الإستهداف المتمثّل بالعنوان والكيان الوطني أي منظمة التحرير لم تقم بأي أداء فعلي للمواجهة، أقلّه العمل على نشر ثقافة التمييز ما بين الكيان والمؤسسات، فبات من السذاجة استهداف المؤسسات بعنوان الكيان،وفي السياسة استهداف الكيان بعنوان المؤسسات وهو ما أوصل اليوم إلى تبرىء غالبية لجان الأحياء في مخيم عين الحلوة من الإعتراف بالسقف الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية واعتبارها طرفاً سياسياً وليست كياناً وطنيّاً، اي استخدام التصويب على المؤسسات بينما المستهدف الحقيقي هو الكيان وعنوان الوحدة.
فصائل منظمة التحرير التي تساهلت بداية إلى حد الوصول الى حالة العجز تتحمل المسؤولية الكبرى بإفساح المجال للإرتباك السياسي والضعف أمام الهجمة الإعلامية والسماح بتوسع دائرة الفساد داخل مؤسسات المنظمة وعدم تفعيل وتطوير الإتحادات الجماهيرية والنقابية واللجان الشعبية واستبدالها بائتلاف فصائلي وهو ما أدى إلى تحويل الحركة الجماهيرية والشعبية من قوة ضغط وتأثير ومشاركة إلى أدوات استخدامية غبّ الطلب.
هذا الواقع بتعقيداته السياسية والأمنية وارتفاع منسوب تأثير الهويات العقائدية والدينية والجهوية على حساب الهوية الوطنية الفلسطينية وعجز حاملي لوائها أدى إلى ارتفاع منسوب النقد والإحتجاج بوجه الفصائل والقوى السياسية الى اعلى درجاته فولّد حركة احتجاج شعبية، من المنطقي ان تتسلل من خلالها مروحة واسعة من المستفيدين سواء كانوا في مواقع الخصومة السياسية والفصائلية او التأثيرات الخارجية سواء الصديقة او العدوّة أو في مواقع الخصومة المؤقتة.
ان القراءة السطحية لواقع مجتمع اللاجئين في لبنان من قبل فصائل منظمة التحرير على وجه الخصوص والأداء القاصر والذي لا يشكل اي طمانينة أو ثقة لدى الناس بالقدرة على تحقيق انجازات وطنية او اجتماعية واقتصادية جدّية، أدى وسيؤدي حتماً الى توسيع الهوّة ما بين الناس والفصائل او ما يعرف بلغة الفلسفة بالفراغ الذي ستعبئه حتماً قوى اخرى ويكون مجالاً متاحاً لولادة هيئات ومبادرات شعبية وشبابية ونسائية الخ..، بعضها مبدئي وعفوي تمليه الحاجة والضرورة وبعضه الآخر معلب ولاهداف محددة لا تخدم في وجهتها الاستراتيجية المصلحة الوطنية وان لبست لبوس الخدمات وتأمين الاحتياجات الفورية.
ان لجان الاحياء في مخيم عين الحلوة التي تتحول بوتائر سريعة الى فصائل او اطر سياسية وتهتم بالاستراتيجيات ومروحة الاتصالات الخارجية على حساب الهم والاحتياجات اليومية، تقفز مباشرة الى لعب دور مباشر بدل ان تشكل قوة تأثير على اصحاب القرار، انما تعلن رفضها لكل ما هو قائم ودعوتها الى قيام ما هو جديد، لكن بأدوات القديم واهدافه وافكاره واداءه و...و....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ عقود.. -إسرائيل- تخرج من قائمة أفضل عشر وجهات ل


.. ما مصير صفقة تبادل الرهائن؟.. وهل يتجه نتنياهو للعمليات الع




.. الذكاء الاصطناعي يقتحم سباق الرئاسة الأميركية .. فما تأثير ذ


.. نتنياهو يطالب بمزيد من الأسلحة.. وبلينكن: نحاول تضييف الفجوا




.. منع إسرائيل المشاركة بمعرض يوروساتوري للأسلحة بفرنسا بقرار ق